بعيداً عن انه احترف صناعة المشكلات والأزمات كما احترف كرة القدم لسنوات طويلة فان العجوز الحضرى هو واحد من أفضل حراس المرمى الذين عرفتهم الكرة الإفريقية والعربية ضمن كوكبة من الحراس لعل أهمهم الكابتن سبت دودو حارس مرمى الهلال السوداني الأسبق والذي أطلق عليه أفضل مذيع للكرة العربية الكابتن لطيف لقب(الصقر الأسود) والحارس الأميز من حراس إفريقيا انطوان بل الذي احترف في فريق المقاولون العرب المصري وصعد به من الدرجات الدنيا حتى الدرجة الأولى وحقق له العديد من البطولات الإفريقية من دوري الأبطال وكاس الاتحاد إذن الحضرى بلا شك هو واحد من هذا الجيل من عمالقة حراس المرمى ولكنه الأكثر شهرة( لتميزه )عنهم باختلاق الأزمات والمشكلات. وهاهو العجوز الحضري يحقق نجومية أفضل حارس في بطولة خسرها فريقه بل وينهزم فريقه المريخ في نهائي البطولة بأربعة أهداف ولجت مرماه ومع هذا وبإجماع الفنيين حقق نجومية أفضل حارس في البطولة بجدارة . حدث ربما لا يراه البعض منطقيا لكون فريقه خسر الكأس وبأربعة أهداف في نهائي البطولة ولكن بلا شك جاء استحواذه للقب بعدد الأهداف التي حال دون ولوجها مرماه الأمر الذي يؤكد إن المعايير الفنية للحكم على حارس المرمى فنيا بعدد الأهداف التي يحول دون ولوجها مرماه فلربما يكون بين حراس البطولة من ولج مرماه معدل هدف واحد فى البطولة بل وان يكون الفريق الذي حقق البطولة ومع ذلك لا يستحق حارسه نجومية المباراة لانه لم يتعرض لهجوم ضاغط وربما لان الهدف الذي ولج مرماه هدفا سهلا كان يتعين عليه إنقاذ فريقه منه,وفشل في ذلك إذن بطولة الطفرة التي خسرها المريخ بأربعة أهداف ولجت مرمى حارسه الحضري في نهائي البطولة فإنها رغم ذلك أكدت على المعايير الفنية الصحيحة لمنح نجومية المباراة واحسب إن هذا يجب أن يكون فيه درساً لنا في فهم المعايير التي تحدد نجومية المباراة فربما يحرز مهاجماً عدداً من الأهداف تفوق بقية اللاعبين ولكنه بالمقابل يكون أهدر أضعافها من الأهداف السهلة فلا يكون مستحقا لنجومية المباراة لأنه الأكثر إحرازاً للأهداف, هذا الدرس الذي تلقيناه اليوم من نجومية الحضري رغم ولوج أربعة أهداف لمرماه فلقد عرفنا في السودان هذه المعايير من الخمسينات قبل أن ننحرف عن المعايير الصحيحة فلقد سبق أن أنعم رحمة الله علية طه حمدتو أفضل مذيعي المباريات الذين عرفتهم الكرة العربية موازياً لكابتن لطيف فلقد حدث أن أنعم على حارس مرمى ولجت مرماه تسعة أهداف مقابل هدف واحد ولج مرمى الحارس الخصم أنعم عليه بنجومية المباراة. فلقد كان طه حمدتو يذيع لقاء بدار الرياضة امدرمان بين الهلال والشاطئ وكان الأخير آنذاك في الدرجة الأولى وفى هذا اللقاء تعرض الفريق لهجوم كاسح قاده رحمة الله عليه الأمير صديق منزول حيث نجح الهلال في إحراز تسعة أهداف في مرمى الشاطئ ولكن حارسه يومها نجح في أن ينقذ فريقه من أكثر منها فما كان من طه حمدتو إلا أن يطلق يومها قولته الشهيرة في تعليقه على المباراة عند نهايتها : (لولا براعة الشبل بندر لمنى الشاطئ بهزيمة نكراء) وبندر هو حارس مرمى الشاطئ الذي ولجت مرماه الأهداف التسعة. لهذا وقياسا على ما قاله طه حمدتو عن بندر أقول عن مباراة المريخ والظفرة الإماراتي والتي خسرها المريخ بأربعة أهداف بالتمام والكمال ولجت مرمى الحارس الحضري اقول: لو لا براعة العجوز الحضرى لمنى المريخ بهزيمة نكراء) لان ما حسب من أهداف أنقذه الحضري فاق العشرة أهدا