*لا يختلف إثنان على كفاءة وجودة وتميز الحارس أكرم الهادى وموهبته العالية وهذا ما قاده لأن يصبح الحارس الأساسى لمنتخبنا الوطنى الأول فى النهائيات الأفريقية التى اقيمت بغينيا ووصلنا فيها لمرحلة دور الثمانية، وقد نال كابتن أكرم نجومية مباراة منتخبنا مع نظيره الزامبى برغم أننا خسرنا تلك المواجهة بثلاثية وخلالها تألق أكرم وقدم مستوى لافتاً، الشئ الذى جعل اللجنة الفنية لتلك المباراة تختاره أفضل لاعب وتمنحه جائزة النجومية * أكرم كحارس مرمى يتفرد على رصفائه فى العديد من الجوانب أبرزها صغر سنه والموهبة العالية والقامة المطلوبة والبنية الجسمانية التى تناسب حارس المرمى غير ذلك فهو يتميز بالرشاقة وله قدرة على قراءة مجريات المباراة زائدا على ذلك فهو يقوم بمهمة توجيه زملائه ومعروف عنه أنه يعرف كيف ومتى يخرج للكرة ومن الصعوبة أن يلج شباكه هدف من إنفراد زائدا على ذلك فقد إشتهر بقدرته الفائقة على صد ضربات الجزاء ويحسب له التاريخ أنه حقق رقما لم يسبقه عليه حارس ليس فى السودان فحسب بل فى كل العالم ذلك حينما صد أربع ضربات ترجيحية فى نهائى كأس السودان عام ( 2008 ) وبموجب ذلك تفوق المريخ على الهلال ونال كأس البطولة *وإلى وقت قريب كان أكرم محل ثقة المريخاب وإطمئنانهم وهناك من يرون أنه الأحق بأن يكون الحارس الأول للفريق برغم وجود العملاق الحضرى أفضل حارس فى القارة حيث ( كان ) أكرم مصدر قوة للفريق من واقع المستوى المتميز الذى يؤدى به المباريات ولكن !!؟؟ يبدو أن كابتن أكرم تعرض للإصابة بمرض الغرور القاتل وأصبح يرى فى نفسه ( الكل فى الكل ) وأن جماهير المريخ يمكن أن تغفر له الهفوات وتسامحه فى أى خطأ يرتكبه *لا أود القول إن أكرم الهادى بات يستغل غياب الحضرى وهذا ما جعله وشجعه على ممارسة الإستهتار والتراخى ويتعمد التلاعب بأعصاب الجماهير وزملائه والجهاز الفنى على إعتبار أنه الحارس الوحيد والخيار المطروح و (نرجو أن لا يكون فهمه بهذه الصورة الخاطئة ) *الطريقة التى أدى بها كابتن أكرم مباراة المريخ الأخيرة أمام النسور جعلت غالبية جماهير المريخ ( إن لم يكن جميعها ) تضع أياديها على قلوبها خوفا من ( أن يعود أكرم لتلك الجلطات الكبيرة والأخطاء التى يدفع مقابلها المريخ ) - توقعنا أن يؤدى أكرم المباراة بدرجة عالية من الجدية والحرص والتركيز خاصة وأنه كان يرتدى شارة القيادة ولكن جاء مردوده معاكسا لما كان الجميع يتوقعه حيث ظهر مترددا ومرتبكا ومهزوزا وأكثر من إستفزاز الذين حضروا المواجهة ونتيجة لذلك فقد كان من الممكن أن تهتز شباك المريخ أكثر من مرتين *وإن كان الكوكى كما وصفناه من قبل ( بأنه شجاع وجرئ ) فإننا نتوقع منه قرارا يقضى بإبعاد أكرم من المباراة القادمة وإشراك الحارس يسن يوسف حتى وإن لم يكن جاهزا - فالأفضل أن يشارك الحارس الجاد ولا الآخر المستهتر والذى لا يراعى لا للمريخ ولا لنفسه ولا للجماهير وأعصابها *أكرم بدأ فى التراجع للوراء ومن الصعوبة أن يسترد ثقة الأنصار ووضح أن الغرور سيطر عليه وهذا ما جعل الكثيرين يطالبون بأهمية وضرورية حل مشكلة الحضرى *أخيرا سيتحرر طرفا القمة *نتابع بإعجاب وإرتياح لجوء طرفى القمة للإهتمام بالإستثمار والإستفادة من الوضعية المتميزة للناديين وحجمهما الكبير وعراقتهما وقاعدتيهما الجماهيرية وإسميهما الراسخين واللامعين على المستويات ( المحلية والعربية والأفريقية ) وهذه هى المقومات الأساسية المطلوبة فى مجال الإستثمار *إهتمام المسئولين عن الناديين الكبيرين بتفعيل وتنشيط الإستثمار من شأنه أن يعود عليهما بالقدر الكافى من المال الذى سيعينهما على تسيير الأوضاع فضلا عن ذلك فإن هذه الخطوة ستحررهما من قبضة الأفراد والتسول وستقيهم شر ( تمرد الأجانب ) *واضح أن الأزمة المالية المعقدة التى عاشها الناديان كان لها الأثر الكبير فى أن يبحث إداريوهما عن مخارج ويطرقوا كل الأبواب ويضاعفوا الإجتهاد ويفعلوا كما يفعل الذين يبحثون عن ( الذهب فى ولايات نهر النيل والشمالية وكردفان ) وهاهى مجهوداتهم تثمر عن مردود كبير ونتوقع أن تتزاحم الشركات والمؤسسات عليهما لا سيما وإنتشار ثقافة ( الدعاية والإعلان ) وتفهم المستثمرين لها ولفوائدها وعائدها الكبير *نجح الهلال فى التعاقد مع كبرى الشركات وسينال عائدا ضخما يغطى به كافة منصرفاته وبالمقابل فإن المريخ إقترب من الإتفاق مع شركة عالمية ويواصل رجاله البحث مع أخريات *كلما نتمناه أن لا تتدخل ( العصبية العمياء والغبية ) فى هذا الموضوع على طريقة ( الجهل والأطفال على شاكلة ولماذا تعلن تلك الشركة فى الهلال ولم تختار المريخ أو لماذا وافقت تلك للمريخ ورفضت للهلال - فمثل هذه ( المطاعنات ) لا قيمة لها ولا فائدة منها بل ستؤدى إلى ضرر الناديين وهى التى تجعل الشركات ترفض تقديم الدعم لأى منهما بل هى التى جعلت المعلن أو الذى يرغب فى الإعلان عبر الناديين يرفض ويتجنب الدخول فى المواقف الحرجة *الحقيقة التى لابد من الإشارة إليها هى أن المريخ والهلال هما الوحيدان من بين كل الأندية العربية اللذان لا يستفيدان من عائدات ومشاريع الدعاية برغم أنهما الأعرق والأكثر شعبية ومشاركة ونجومية والسبب ضعف معرفتنا فى السودان بثقافة الإعلان.