لا أدري كم هي عدد المرات التي عاد فيها الحضري للمريخ وكم هي عدد المرات التي ذهب فيها وكم هي عدد المشكلات التي عانى منها المريخ بسبب الحضري وكم منها سيعاني بعد عودته فهذا مسلسل بطله أخصائي على مستوى عالمي في خلق المشكلات من العدم وفي لحظات غير متوقعة ولا أملك الا أن أقول الله يكفي المريخ شر المشكلات القادمة من الحضري. لقد أعلنت هذه المشكلة عن نفسها بإعلان حارس المريخ الأول وحارس المنتخب الوطني البطل بكل ما تحمله الكلمة عن رغبته في اعتزال الكرة وإن لم يفصح عن السبب فهو باين حيث أنه وجد نفسه فجأة على كنبة الاحتياطي بعد أن كان الرقم الأول في المريخ والحائز على نجومية مبارياته أكثر من مرة والذي أجمعت عليه آراء الفنيين أنه أنقذ المريخ من أكثر من هزيمة تهددته حتى في المنافسات الخارجية وهذا الإعلان يكشف عن وجود مشكلة خطيرة بالمريخ وإن نجح الوالي في احتوائها كما نشرت الصحف فإن المشكلة تبقى قائمة لأنها مست وتراً نفسياً حساساً في اللاعب وما حققه الوالي لا يخرج عن أنه هدنة مؤقتة ولكنه مهما بلغ لن يزيح عن كاهل اللاعب الضغط النفسي الذي تسبب فيه إلحاقه بكنبة الاحتياطي وهو أفضل لاعبي المريخ في الفترة الأخيرة فحقيقة الأمر تعبر عن حالة من توتر نفسي بالغ الخطورة يضاعف منه الإحساس بعدم الوفاء من جانب المريخ لحارسه أكرم الذي كشفت الفترة السابقة عن أن المريخ كسب أخيراً حارساً مميزاً، بل كسب السودان حارساً دولياً في ريعان الشباب لسنوات طويلة قادمة. أعتقد أن الجهاز الفني للمريخ وإدارة النادي أخطأت عندما لم تهيئ أكرم لهذا السيناريو خاصة في هذا التوقيت وتركت الأمر لمفاجأة لم يحسب نتائجها خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن أكرم لا يزال في سن مبكرة حمله أداؤه المميز لقمة النجومية في وقت قصير. شخصياً أرى أن المريخ أدخل نفسه في مغامرة ليس لها ما يبررها لأنه ربما يخسر بسببها أفضل حارس مرمى في تاريخنا الحديث والذي يبشر المريخ بعودة تاريخ لم يعرفه الا في عهد الكابتن حامد بريمة وهذا بلا شك مكسب طويل المدى تهون أمامه أي مكاسب قصيرة المدى إن صحت. المريخ لم يكن يواجه مشكلة أو نقصاً في حراسة المرمى بل على العكس كان في مأمن في هذه الوظيفة وربما كان بحاجة لاحتياطي لا أن يحول أفضل لاعبيه لاحتياطي دون مبرر. فإن كان يهدف بذلك البطولة الخارجية فحراسة المرمى لم تكن هي علة المريخ كما أن الحضري نفسه كان في حراسة عرينه في البطولة الكبرى ولحقت به أكبر هزيمة في تاريخه وهو يخرج من الدور التمهيدى ليحال للكونفدرالية على يد الحضري حارس عرينه حيث أن ما لحق بالمريخ تحت حراسة الحضري لم يشهده المريخ في تاريخه بالرغم من أنه لم يكن مسؤولا عن خروجه.. لهذا أقول ولو أن الأمر فني بحت ومن اختصاص الجهاز الفني للمريخ الا أنه وبعيداً عن الفنيات وبعيداً عن الرهان على الحضري للفوز بالكأس فإن هذه المكاسب وإن تحققت فإنها على حساب خسارة أكبر قد تفقد المريخ ما حققه من مكسب وعلى يده يولد حارس عملاق بمستوى أكرم في بداية مراحله السنية في الملعب. هذا وحده كان يكفي لأن تفكر إدارة المريخ في المستقبل طويل المدى بدلاً عن النظرة الضيقة قصيرة المدى وهي نفسها غير مضمونة النتائج والسابقة موجودة فالحضري بصرف النظر عن مشكلاته المتوقعة فهو في كل الأحوال ليس لاعب مستقبل يراهن عليه المريخ. بقيت كلمة أخيرة للحارس الممتاز أكرم ليكن في هذا الموقف ما يدفعك بقوة أن تثبت إن كان الحضري صانع تاريخ لفريقه سابقاً الأهلي ولمنتخب مصر فأنت الآن مرشح لأن تصنع هذا التاريخ للمريخ لهذا لابد لك أن تجعل من هذه الهفوة دافعاً أكبر لتثبت ذاتك ويبقى على إدارة المريخ أن تلعب دوراً في إزالة الآثار السالبة التي صحبت هذه الخطوة المتسرعة ولو أن الحضري هو الذي بقي على كنبة الاحتياطى لأكرم لكسب المريخ نجماً يعيد تاريخ سبت دودو وحامد بيرمة ولكسب الحضري لأنه كان يحتاج مثل هذا الدرس كما أن استبدال أكرم بالحضري متى كانت هناك حاجة لتغييره لما كان لها أثر سالب على أكرم..