السيول كارثة إنسانية ألمت بالبلاد لم تكن إلا إبتلاءاُ من الله عز وجل ليكشف الوجه القبيح لهذا النظام ويبين عجزه وفشله في إدارة البلاد ومن آيات ذلك السقوط (المدوي) في مستنقع الكذب والفشل والنفاق أنه إستبان بأيديهم (اللهم لا شماته) ومضي مسلسل الكذب علي أنفسهم ينسج خيوطه بلا حياء قبل أن يحاولوا الكذب (كعادتهم) علي هذا الشعب مع مفارقة واضحة وهي أنهم يكذبون علي الشعب في محنته. بتاريخ 11/8/2013م أجرت قناة (السودان) المملوكة أصلاً لهذا الشعب والمحسوبة كبوقٍ للنظام إستطلاعاً (صورياً) لإمرأة ظهرت تلبس ملابس نظيفة و(مهندمة) لتحكي عن مجهودات الدولة المقدرة لدرء آثار السيول والفياضانات وأن الدولة (ماقصرت) ليتحدث من بعدها أيضاً شاباً آخر يمدح في الوالي (الخضر ) ومجهوداته تجاه المواطنين في ولايته . هذا الإستطلاع لم تجريه هذه القناة (الكارثة) مع المواطنين في (مرابيع الشريف ) و(حي النصر) بمنطقة شرق بحري أو القري (شرق النيل ) أو (غرب أمدرمان ) (ولن يستطيعوا) لأسباب يعلمونها وفي بيان تلك المجهودات قصة و(رواية) يندي لها الجبين خجلاً . كانت بداية تلك المجهودات خروج (المطبلين) للوالي بتصريح في أجهزة الإعلام أن الوالي (لاذنب له) فالأمطار قد فاقت قدرة ولايته ليخرج الوالي (بفيلم) يصوره وفي معيته (خبراء أجانب ) وهم علي متن (مروحية) وفي يدهم (خريطة) والفهم العام لهذه القصة المصورة أن الوالي قد بذل جهداً بإستجلاب خبراء (سويديين) لتصريف مياه السيول وكأن السماء قد (أقلعت) عن أمطارها ليكتب في نفس اليوم وفي شريط إخباري أن غرفة تسمي (غرفة الخريف) تتوقع مزيداً من السيول من منطقة (البطانة ) وعلي مواطني (شرق النيل ) (توخي الحذر) والإستعداد لدرء آثار الكارثة ولست أدري كيف يقرأ سكان (شرق النيل) هذا الإعلان وهم أصلاً يعيشون في ظلامٍ دامسٍ لإنقطاع الكهرباء والمياه عنهم ثم كيف بالله يستطيع هؤلاء المواطنين الذين يقيمون في العراء بلا مأوي أن يدرءوا السيول ؟؟ وربما كان الفهم العام للوالي وبطانته (نحن حذرناكم ) وليس لنا ذنب. أما قمة السقوط الأخلاقي لهذا النظام فيتمثل أولاً في موقفه من الكارثة وإصراره علي عدم الإعلان عنها للعالم مع عجزه عن درء أثارها في موقف غاية في الغرابة وتكرار لنفس الموقف من المجاعة التي حدثت في العام (1997) جنوبطوكر بولاية البحر الأحمر وإصراره علي تعبير (فجوة غذائية ) والمجاعة تحصد في الأطفال والنساء والشيوخ وثانياً في رد الفعل غير المبرر من حكومة الولاية من مجموعة (نفير) وهي مجموعة من الشباب إختارت التصدي بجهود ذاتية والوقوف مع ضحايا الكارثة وظهرت جهودهم في توصيل الغذاء والدواء والكساء حتي أصبحت أرقام هواتفهم الجوالة في غرف عمليات الشرطة وهو موقف دعي الوالي (الخضر) يشكو لطوب الأرض من هذه المجهودات وأنها (تحرجه) ويسعي لوقف جهودهم بدلاً عن دعمها أو أضعف الإيمان تبني الولاية لتلك الجهود. خبر آخر نشر عن موافقة الحكومة القطرية علي إنشاء جسر جوي لإغاثة المتضررين (جريدة الإنتباهة بتاريخ 11/8/2013م) بعد إتصال بين وزير الداخلية السوداني ونظيره القطري والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا التأخر لأكثر من أسبوع للإعلان للعالم أن الدولة عاجزة عن إغاثة مواطنيها وإنقاذهم من براثن الموت وضحايا الكارثة يزدادون ولا ينقصون في كل يومٍ تطلع فيه الشمس وكأن من مات وسيموت لا يعني للنظام شيئاً ؟؟ ولا يجد المرء تفسيراً للأمر سوي أن النظام لا يأبه لمن يموت من مواطنيه في مقابل التمسك بمواقف ومباديء سياسية تبني (زوراً وبهتاناً)علي التصدي للتدخلات الخارجية وقوات الأممالمتحدة تجوب البلاد طولاً وعرضاً وهذا علي أقل تقدير نفاق في المواقف وكذباً في المباديء. في عرف النظم السياسية ومبادئها أن رئيس الدولة في كل البلاد بما فيها (جمهوريات الموز) يقطع زيارته لأي دولة إذا تناقلت الأخبار تعرض بلاده ومواطنيه لكارثة وذلك للوقوف إلي جوار مواطنيه في محنتهم ومواساتهم ولكن في دولتنا رئيس البلاد يسافر لدولة (إيران) والبلاد تئن من كارثتها الإنسانية و(له العذر) في هذا الموقف فقد سبق لرئيس الدولة الإقرار أن أياديه (ملطخة بدماء مواطنيه) ولا يزال رئيساً لهم وله الآن عذراً بما أن أياديه وأيادي نظامه بريئة من ضحايا الكارثة والسبب أمطار السماء ..وحقاً تتعدد الأسباب والموت واحد في ظل هذا النظام ... سبحان الله. عمر موسي عمر - المحامي [email protected]