من المؤسف حقاً أن يجد الواحد منا نفسه يعيش فى عالم ملئ بالمفارقات المحزنة و المبكية حد أن ترد الروح إلى بارئها. المشهد فى السودان لايسر عدواً و لا صديق. تكالبت علينا المحن من كل حدب و صوب. كوارث بالجملة إبتداءً بالحكم المعتوه و ليس إنتهاءً بالسيول و الأمطار. و لكن ما يجعل الفرد منا يموت غيظاً هو تجاهل الحكومة و بكل مستوايتها حالة المواطن السودانى التعيس و الذى لو خير لما اختار أن يكون ضمن من يتجنسون بهذه الجنسية و للأسف. أين حكومتنا من حكومات العالمين و التى تنشأ فى الأساس_ الحكومات_ لإدارة شئون المواطنين و حل مشكلاتهم و أزماتهم. تحركات خجولة جدا و مكابرة لا لزوم لها, هناط كارثة هذا شئ لا جدال حوله و لكن كيف للحكومة أن تعترف بأنها لا تملك حلولاً لأعتى المشكلات و هى فى الحقيقة غير ذلك تماماً. إذ إن كل أو أغلب المشاكل التى تواجهها تخدمها الظروف فقط فى الخروج منها. و لكن هنا لا يوجد وجهين للحل فقط الحل واحد و هو مواجهة التقصير و الفساد الذى تم بحلول ناجعة أولها الإعتراف بالمأساة و طلب العون الإنسانى العاجل و الخروج من الكبرياء الزائف و الذى لا يحل مشكلة. من أكثر ما أحزننى هو إهتمام هؤلاء القوم بالمشكلة المصرية أكثر من إهتمامهم بمشاكل مواطنيهم فلتذهب مصر بكل أهلها إلى ما يقدر لها أهلها أن تذهب فليس لنا فى ذلك أدنى ذرة من الإهتمام طالما لنا ما يكفينا من مآسى والأولوية القصوى هى لمواطنينا و أزماتهم. ما يسمون أنفسهم بالسائحون.... إنكشف زيفهم و خداعهم فى أول إختبار عملى و الذى فضح أنهم لا يمكن لهم إن يعيشوا إلا فى فلك هذه الفئة الضالة فهاهم ينظمون المظاهرات دفاعا عن مرسة و أعوانه و يبحلون بوقفة واحدة لأهلهم و مواطنيهم الذين شردتهم و دمرت حياتهم السيول و الأمطار و عيرها من الكوارث. على الجميع أن يعى أن البديل الوحيد لهذا الشعب هو الشعب نفسه بكل قطاعاته الشبابية و المرأة و عيرهم من الحادبين على مصلحة المواطن السودانى و الذين يضعونه فى أولى إهتمامتهم و ليس لأى قرد آخر داخل أو خارج السودان و لو كان المرشد نفسه. يبقى الأمل دوما فى غدِ أجمل. [email protected]