تنادى القوم أمس الى مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان لحضور إجتماع شورى الحزب الحاكم تمهيداً لاعلان تشكيل حكومة الولاية التي احييت بعد ممات. وكان هؤلاء قد اعدوا العدة منذ وقت مبكر لهذا المحفل وما يتبعه من محافل أخريات في قادمات الزمان، تراهم قد نفضوا جلابيبهم من الغبار حتى إبيضت، وجهزوا عممهم كذلك ووضعوها على جماجمهم الخاوية إلا من الكيد وحياكة المؤامرات ضد أهلهم وبلدانهم إرضاءاً لأولياء نعمتهم في الحزب الحاكم. وتنادوا منذ أيام الى الفولة، يركب كل منهم جواداً من القش ويجري في خيلاء وتبختر متوهماً أنه يركب فرساً عربياً أصيلاً لا يسابق ولا يجارى. وهكذا مضوا يتسابقون نحو الفولة على ظهور خيولهم المتوهمة وكل منهم يحمل في تلافيف رأسه أحلام وأماني أشبه باحلام زلوط كما يقولون.. وفود المسيرية حضرت راجلة منذ وقت مبكر الى المدينة وحالهم كأهل الجنة الذين تنادوا مصبحين بأن يغدوا على حرثهم وهم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين. بينما أتت وفود الحمر من المنتمين الى حزب المؤتمر الوطني منطلقة على صهوات جيادها القشية تسابق الريح وكل منهم يضمر في نفسه شيئاً نحو الآخر، ويسكت على أماني وظيفية يتمناها لا يريد ان يبيح بها خشية حسده او (الحفر) له فيطيحون به بعيداً عنها.. حلم اي من هؤلاء هو أعز عليه من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لا يبالي في سبيل تحقيقه، مستعد ان يصبح (ديوساً) لأجل الحصول عليه، حاله كحال كل منسوبي المؤتمر الوطني يجيدون التزلف والتملق وممارسة كل الصفات اللا أخلاقية واللا دينية لإرضاء النفس المريضة. نعم.. إنها قمة الأنانية. تلاقت كل هذه الأحلام والأماني المتقاطعة والمتباعدة في قاعة صغيرة، إنحشر فيها الجمع حشراً إستعداداً ليوم أشبه بيوم الفصل، الكل يدافر ويعافر، جماعات وافراد لكسب شيء من حتى، فلا أحد يرضى أن يخرج من الموسم بلا حمص. خصوصاً المسيرية والحمر. بينما المكون الثالث في مجتمع الولاية، وهم النوبة أتوا مترفعين عن الخوض فيما يصطرع حوله القوم، لأنهم كانوا قد ظفروا بأعلى المناصب منذ وقت مبكر بتعيين المركز لإبنهم اللواء أحمد خميس والياً لذات الولاية. اذاً أصبح (العك) سجالاً بين الحمر والمسيرية، فإنتهى على مالم يتوقعه الكثيرون وربما لم يكن بحسبان أحد منهم.. صعد الى رئاسة شورى الحزب بالولاية شخص يحمل أسم محمد عبد الرحمن، المكنى (بدقيرمة)، وهو من منطقة "المجرور" بدار حمر، كما أنه أحد الأسماء التي وردت في القائمة الأبراهيمية المعروفة (بقائمة الشرف).. لأحد يدري من أين أتى، وكيف صعد الى هذه المكانة، لانه ببساطة لم يكن خياراً لأي من مجموعات دار حمر، صحيح أن ابناء الدار ذهبوا الى الشورى أكثر من مجموعة ولكن أي منها كانت تطرح للمنصب شخصاً بخلاف (دقيرمة).. حتى أصحاب قائمة الشرف توافقوا على شخصية كانت ستجد القبول من الجميع لو لا أنها اتت مدفوعة ممن تولى كبرهم. ولذلك سقطت ولم يشفع لها لا هو ولا مسئول أمانة كردفان الكبرى بالمؤتمر الوطني الذي ذهب الى هناك مستخدماً كارت الحزب لأجل ترجيح كفة مرشح (قائمة الشرف). بيد أن قوة شخصية الوالي في هذا الموقف اوقفته ذليلاً ومن خلفه آخرون أكثر مذلة. تبقى ان نتسأل، من الكاسب في هذا النزال، والى اين ستسير الأمور مستقبلاً؟. شخصاً ما ذكي ولماح تكرم بالإجابة على هذه الأسئلة، وقال لي أن الكاسب هم المسيرية بعدما ظفر برئاسة شورى الحزب شخص من دار حمر، لأنهم اي المسيرية سيحوزون على منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني، وهو تنفيذياًَ أعلى من رئاسة الشورى. كما أنهم سيحوزون على منصب رئاسة المجلس التشريعي. مقابل إعطاء منصب نائب الوالي لشخص من دار حمر. وفقاً للمعادلة الآتية: رئاسة شورى الوطني دار حمر رئاسة المجلس التشريعي المسيرية نائب الوالي دار حمر نائب المؤتمر الوطني المسيرية. فتأمل. أحمد حمدان [email protected]