إن العمليات الإنتاجية تعتمد علي العامل إعتماد شبه كلي ورغما" عن ذلك فإن وضع العامل في درجة من السوء لا تعلى عليها درجة في حين أن عمل العامل يوفر انتاجية تحقق للمؤسسة أرباح تعد خيالية مقارنة بما يتقاضاه من أجر والذي يبلغ كمتوسط 500 ج في الشهر بالنسبة لجميع العمال في أغلب المؤسسات الصناعية والإنتاجية في السودان سواء في القطاع الخاص أو ( ما تبقي من القطاع العام .) وفي ظل غياب إتحاد عمال حقيقي أو أي جهة رسمية تعالج مشاكل العمال وتعمل علي رعاية حقوقهم ومكتسباتهم تزداد معاناتهم للحد الذي يمكن أن يقال عنده بأن العمال يعملون بلا مقابل وحتي لا نتهم بالمبالغة فإليكم هذا الحوار مع إثنين من العمال الذان يعملان في منطقة الخرطوم بحري الصناعية ويسكنان في الكلاكلة أحدهما يعيل أسرة بها ثلاث أطفال والآخر شاب أعزب اليكم الحوار : المرتب كم 500ج؟ أيوة 500 لاتزيد عندكم ترحيل أو بدل ترحيل؟ أبدا" والله بنركب مواصلات والله يوميا"6ج ولا في طريقة تدفع لي زول يعني في الشهر 180ج طيب عندكم وجبة بدل وجبة ؟ بدلات دي مافي الوجبة من جيبك بنعمل فتة ظريفة الشيرينج بتطلع ذي 4ج كويس الشهر 120ج ماعندك مصروف تاني ؟ بس الشاي عشان القهوة بقت غالية كباية واحدة بعد الفطور دي 30 ج في الشهر عندك تلفون ؟ ذكرتني طبعا" دا مهم شديد والله يومي رصيد ب2ج ودي ب60ج في الشهر المناسبات والمجاملات كيف ؟ المناسبات أو تزور ليك زول في مستشفى عادي احتمال تصل ل50 ج بالمناسبة عندكم بطاقة علاجية ؟ لا لا ماعندنا ربنا اديك العافية لا ملاريا لا غيرو مايكون ساكن بالإيجار كمان ؟ الحمد لله عندي بيت ملك ساكن قي نص ومأجر النص التاني وفي هذه اللحظة تدخل العامل الشاب قائلا" انت محظوظ ياعمك في ناس كتيرة ساكنة بالإيجار ياعمك أنا مامتزوج وماعندي أطفال مرات كتير الصباح بسأل نفسي انا ليه ماشي الشغل؟ بس فلان مشي الشغل فلان جا من الشغل؟ ياخي سيبك لكن ارجع أقول أهو الزول إمسك نفسو لحدي إلقي بديل للآن مافي بديل وربك إهون . سالتهم بتعرفو غندور ؟؟ سالوني غندور دا منو؟ رغم تقشف هذا العامل في مصروفه الشخصي فقط مايتبقي له في الشهر من راتبه لا يتعدى ال60ج هذه وضعية غالب عمال القطاع الخاص أو الحكومي الذين نراهم في الصباح متجهين لأعمالهم ويعملون لاثنتي عشر ساعة يوميا" تستهلكهم الشركات وبالكاد تعطيهم مايسد رمقهم لا أكثر في الوقت الذي تجني فيه هذه الشركات الأرباح الطائلة من عرقهم دون مرعاة لأحوالهم المعيشية وظروفهم المرضية والأجتماعية لنتساءل سؤال برئ أين وزارة العمل من كل هذا وأين الإتحاد الغندوري؟ طلال محمد أحمد [email protected]