1- لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم... ***- هذا اخر ماكنا نتوقعه في سودان المحن والمصائب، وان يهاجر الفنان العملاق الكبير عبدالكريم الكابلي السودان الي اميريكا في رحلة نهائية وبلا عودة - ON WAY TICKET - مخلفآ وراءه "الجمل بما حمل"، ولسانه حاله يقول لبلده " ده طرفي منك"!! ***- ماان طالعت ذلك الخبر المحبط للغاية، والذي بثه موقع "الراكوبة" الموقر، بتاريخ يوم الأثنين 08-26-2013، وجاء تحت عنوان: ( وأخيراً.. الكابلي يستقر نهائياً بامريكا )، حتي شعرت بانقباض شديد، ولعنت هذا النظام الطارد لأهله ومثقفيه وفنانينه، وسأقوم ببث الخبر تمامآ كما جاء لعلاقته بالمقال: ( أخيراً اسدل الستار بصورة نهائية عن أمر عودة الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي من امريكا والتي ذهب اليها قبل عامين تقريباً مع أسرته لزيارة الابن الاكبر عبدالعزيز المتواجد هناك منذ عشرين عاماً تقريباً أو أكثر، هذا وأكدت مصادر عليمة بأن هناك أكثر من سبب يجعل الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي يفضل البقاء بامريكا وسط أسرته بجانب أبناء الإذاعي الكبير عمر الجزلي والذين هم تحت رعاية عمتهم السيدة الفضلى عوضية شقيقة الأستاذ عمر الجزلي وزوجة الفنان عبدالكريم الكابلي.. كل أمنياتنا للأستاذ الكابلي ولأسرته بحياة سعيدة في امريكا ونقول له إننا بإذن الله لن نقطع العشم في عودتك لبلادك ولجمهورك ولمحبي فنك)... 2- ***- الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي ثروة قومية بمعني الكلمة، ماكان يجب ان تفرط فيه الدولة ابدآ. وكان الواجب علي هذا النظام الحاكم ان تعطيه اكثر مما يريد اضعافآ مضاعفة، فهو اخر من تبقي لنا من العظماء في مجال الفن الغنائي الراقي المحترم، ***- انه عبدالكريم الكابلي الاكثر اهمية من النفط الاسود الذي مارأينا عائداته!!...وأهم مليون مرة من الذهب الابيض والاصفر.. والصمغ العربي..والكركدي...ولايقل اهمية عن النيل الابيض والازرق. 3- ***- وفي لحظة الاحباط الشديدة، قمت باتصال هاتفي مع احد اصدقائي الصحفيين في الخرطوم لاساله عن خفايا واسرار رحلة الفنان الكبير لاميريكا... ولماذا قرر بعدها البقاء فيها نهائيآ?!!...واكدت لصديقي الصحفي، بانني غير مقتنع علي الاطلاق بالمبررات التي جاءت في الخبر، وغير مقتنع ايضآ ،ان الكابلي قد قرر وان يبقي قريبآ من أسرته المغتربة في اميريكا...ولابد وقطعآ انه وهناك اسباب خفية قوية دفعته دفعآ للهجرة... -ولكنه ولانه انسان مهذب ورقيق- يرفض البوح بما في صدره، واكتفي بما جاء في الخبر، وانه يود البقاء مع اسرته الكريمة!!... 4- ***- وفاجأني صديقي الصحفي برده الاكثر احباطآ فقال: ( وماالغريب وان يهاجر الفنان الكابلي?!!...ولو كنت في مكانه لما ترددت لحظة في الهجرة وفورآ بلا ابطاء او تاخير!!...فالمجال الفني الان في السودان اصبح منحطآ بصورة لاتسمح لفنان محترم مثل الكابلي وان يبقي فيه!!... ***- هرب الكابلي من هذا الوسط الغنائي الهابط المستوي كما يهرب السليم من الأجرب ... ***- هرب الكابلي من هذه الاجواء الموبوءة احترامآ لنفسه وفنه وتاريخه الملئ بالعطاء الثر... ***- ولي وفر من غث الغناء، وغرائب كلمات الاغاني، وركاكة الاداء، وان انكر الاصوات لهي اصوات اغلب هواة الغناء الذين ملأوا الساحة تقليدآ قبيحآ وزائفآ للفنانيين القدامي العظماء الاجلاء... 5- ***- كيف لايهاجر الكابلي وهو يسمع اغنيات مثل: راجل المره ده حلو حلا... الفي ريدو فرط دقس.. بيجي غيرو يعمل مقص... ضربني بمسدسك...أملانى أنا رصاااااص... الجكس جننا وضيع زمنا... لقيتم الاتنين عملوا لي رايحين... دق الباب وجانا.. انا جريت ليهو حفيانه.. ما قصدي الخيانة.. قصدي يقيل معانا... انا في نومي بتقلب.. حرامي القلوب تلب... 6- ويستمر صديقي في كلامه: ***- كيف لايهرب الفنان الكبير الكابلي بجلده للخارج، ونصف سكان الشعب السوداني قد اصبحوا مقلدون لفنانيين كبار?!!...بل حتي اسماء بعضآ ممن ولجوا عالم الغناء اخيرآ نجدها القابآ غريبة لا جمال فيها ولاذوق، بل واغرب من كل هذا ملابسهم وعماماتهم الحمراء والخضراء التي يتباهون بها!!......واذا كان هناك في مصر (شعبولا) واحدآ فقط، فعندنا هنا في السودان مثله عشرات الألآف في الشكل والزي ونوعيات الأغاني!! 7- ***- هرب الكابلي لاميريكا مبتعدآ عن فضائح مايدور في الوسط الفني... ورحلات الفنانات للخارج التي زكمت الأنوف!!...من الأشاعات والدسائس والخباثات... من تدخل النظام واجبار اغلب المقلديين الانضمام للحزب الحاكم او بجهاز الأمن...من المخدرات التي استشرت بين بعض "المغنواتية" الجدد...من الحكومة التي تحمي هذا الوسط الموبوء... 8- ***- هرب الفنان الكبير لاميريكا قبل وان تصبح ( كده كده ياالترلا قاطرها قندران ) النشيد القومي للبلاد بدلآ عن جندالله جند الوطن!! 9- ***- لأخوي الحبوب عبدالكريم والذي اعرفه منذ سنوات الخمسينيات، اقدم لك اجمل امنياتي الطيبة، متمنيآ من الله تعالي ان يمدك وأسرتك الكريمة بتمام الصحة والعافية الكاملة، ويسعدكم في الغربة....انه سميع مجيب. بكري الصائغ [email protected]