تقول الحكاية أن ملكا حكم على نجار البلد بالاعدام دون جرم ارتكبه وأمر بأن ينفذ الحكم في صبيحة اليوم التالي. بات النجار خائفا حتى أنه لم يستطع النوم ولم يفارقه القلق، فقامت زوجته إليه وهيئت له فراشه وقالت له: نم كما تنام كل ليلة، فالرب واحد وأبوابه كثيرة..!! نزلت كلمات الزوجة على قلب زوجها كحبات المطر، فاطمأن ونام ولكنه استيقظ قبل الفجر على طرقات العسكر على باب بيته وهم يقولون: هيا لقد جئنا لاصطحابك !! سار النجار الى الباب وهو ينظر الى زوجته معاتبا وهو يلومها على خداعها، وفتح الباب ويده ترتجف من الخوف، وقال: أي ذنب اقترفت وماذا فعلت؟؟ فقال العسكر: عجل، لقد مات الملك ونريدك أن تصنع نعشا لنحمله عليه !! نظر النجار الى زوجته باعتذار وهي تكرر بثقة، الرب واحد وأبوابه كثيرة.. الهدف من البطش، الاجرام والتعذيب الذي يمارسه نظام المشير هو تخويفنا وقتل الروح المعنوية لدى الشعب الحر واصابته بالاحباط واليأس من أي تغيير يمكن أن يحصل في بلادنا !! كيف نخاف ونحن نعرف انه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا؟؟ ولماذا نرضى الذل والهوان ونحن نعرف أنه من اوجب واجبات الإنسان أن يعمل قدر جهده على رفع الظلم عن نفسه وأهله؟؟ ألم يكن التحرر من الإستبداد والقهر والتخلف أسمى الأهداف الإنسانية منذ وجود الخليقة؟؟ ليس إكتشافا، أن الظلم الذي نتعرض له من السلطة الفاسدة، هدفه المذيد من الإستبداد والسيطرة على موارد البلاد، وإسكاتنا إلى الآبد، وليس جديدا أنه ما من فائدة مرجوة من وجود البشير وعصابته في سدة الحكم، غير تضخيم ثرواتهم وبطونهم، على حساب شعب مسكين يكذبون عليه بإسم الله.. واجبنا الأوجب الذي تفرضه مشكلات وطننا ووضعنا كبشر لنا كامل الحق في الحياة الكريمة هو أن نقف في وجه الباطل ونعمل على تحرير أنفسنا مهما كان الثمن غاليا وصعبا.. ولا أقول لكم كما قالت زوجة النجار الرب واحد وأبوابه كثيرة، ولكني أذكركم بقول الله تعالى (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس). محمد العمري [email protected]