منبر السلام العادل والوطني .. نار الإتهامات الشرسة الخرطوم : رؤى ابراهيم اشتعلت نيران سياسية في موقع آخر من المشهد السياسي في السودان ولعل طرفا المشادة هذه المرة هما منبر السلام العادل والمؤتمرالوطني ، التصريحات التي اطلقها د. امين حسن عمر امس في مواجهة منبر السلام العادل ووصفه للمنبر بانه لايملك نفوذ وحزب معارض للوطني ويسعى الى النيل من سمعته والتقليل من شانه لصالح الصراع السياسي، تلك الانتقادات فتحت باب واسع للنقاش لدى المحللين السياسين الذين توقعوا ان تزداد نيران الاتهامات في الفترة المقبلة . في مواجهة الوطني حديث امين حسن عمر وقع موقع الدهشة والاستغراب لدى قيادي منبر السلام العادل هكذا كانت اولى العبارات التي تحدث بها إلي رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى وعلى الرغم من استغرابه لهجوم امين عليهم الا انه اكد ان الوطني مطالب بحزمة من المطالب حتى يتوقف منبر السلام العادل عن انتقاده وقدحه ، وألقى الطيب في حديثه ل(الاهرام اليوم) مجموعة من التساؤلات على طاولة امين حسن عمر قائلا (هل مايقوله منبر السلام العادل عن المؤتمر الوطني صحيح أم خطأ؟ ، وهل يقدح حزبنا في الوطني بالحق أم بالباطل؟) واستطرد قائلا: كل مانقوله من اتهامات للمؤتمر الوطني صحيح بنسبة(100%) واشار الطيب الى انه من ابرز سلبيات الحزب الحاكم مكوثه في السلطة لعقود متتالية على الرغم من دعوته للاحزاب الاخرى لخوض الانتخابات الا انه لايطلق لها الحريات في التعبير عن برامجها وافكارها ، ووجه الطيب مصطفى في حديثه انتقادات حادة لحزب المؤتمر الوطني مؤكدا انه يتسبب في تضييق الخناق على بقية الاحزاب ويمنعها من كافة حقوقها بما فيها مخاطبة جماهيرها حتى في الساحات العامة كما منعها من حق التداول السلمي للسلطة ،واضاف قائلا (نحن لانقدح ولا ننال من المؤتمر الوطني الا بالحق) ونبه في حديثه الى ان الوطني لا خشى اي حزب في ظل تحكمه في الثروة والسلطة ، وطالب مصطفى د. امين حسن عمر بان يوجه حزب المؤتمر الوطني لممارسة العدل مع الاخرين دونما الاتجاه للهجوم على منبر السلام العادل واضاف (نعم نحن حزب معارض للوطني وسنخوض الانتخابات القادمة رغم التضييق علينا). انتقاد الحكومة انتقاد منبر السلام العادل للمؤتمر الوطني المتكرر والمنظم اسهم بدوره في مهاجمة امين حسن عمر للمنبر هكذا حلل د. حسن الساعوري الموقف من الحزبين وقال في حديثه ل(الاهرام اليوم) ان الانتقادات المنظمة التي ظل يطلقها المنبر في وجه الوطني ستؤدي الى مزيد من الانتقادات و الاتهامات ، وبذلك اصبح المنبر اكثر الاحزاب المعارضة نشاطا في نقد للاذع للحكومة وبرامجها ،واصبح ذلك يسبب قلقا وهاجسا لدى القيادين بالوطني ، واكد الساعوري ان الحكومة لم تواجه نقدا منظما بهذه الصورة اليومية عبر الصحيفة الاكثر توزيعا (الانتباهة) وبذلك اصبح الحزب المعارض الوحيد الذي يمارس نفوذا ضد الحكومة ونفوذه هنا هو(الراي العام) وهذا من شانه ان يقلق عدد كبير من قيادي الحزب الحاكم ووصف الساعوري تصريحات امين حسن عمر بالرد اللاذع على الاتهامات التي اطلقها المنبر في وجه الوطني من قبل ، ويختلف معه في وجهة النظر الخبير السياسي دز عبد الرحمن الدومة و الذي وصف طرفا الصراع بانهما اهل لملة واحدة وذوا مصالح مشتركة موضحا ان منبر السلام العادل استطاع ان يوجه انتقادات لاذعة للوطني امام الراي العام الا ان المصالح بين الطرفين لم تتاثر بذلك ، مشيرا الى الى المنبر يقع في موقع مقرب جدا من الوطني ، واستبعد الدومة في حديثه ل(الاهرام اليوم) وجود نيران بين الطرفين على الرغم من الانتقادات التي يوجهها المنبر للوطني . ويرى محللون سياسيون ان بداية (شرارة العداء) بين الوطني والمنبر جاءت في ظل اقتراب الترشيح لانتخابات العام 2015م ليكشف كل طرف عن عيوب الاخر امام المواطنين ولعل ذلك من شانه ان (يأجج) نيران الصراع بينهما حتى حلول العام 2015 ولعل تصريحات الطيب مصطفى الرامية الى التضييق على الاحزاب السياسية هي خير دليل على ذلك . التصريحات النارية التي ادلى بها امين حسن عمر امس لم تقتصر على اتهامات منبر السلام العادل وامتدت لتصل الجبهة الثورية التي اكد في تصريح خاص ل( الاهرام اليوم) ان حزبه لا يتعرف بها كحزب او حركة حتى يتفاوض معها رافضا دعوة الحركة الشعبية قطاع الشما للتفاوض بشان المنطقتين مما يعني ان امين اطلق رشاش حديثه في مواجهة عدد من الجهات التي راى انها تحاول محاربة النهج الذي يسير عليه الوطني .ولكن يبقى السؤال ماثلا ً.. هل هي بداية للاقتتال بين الوطني والمنبر؟ ام انها مجرد شرار تنطفئ بالتصريحات والمصالحات ؟