استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية في الهجوم على المدنيين من أبناء الشعب السوري مرات عديدات متعددات على مدار العامين الماضيين ودون هوادة وبدم بارد ودون وخز ضمير، وآخرها في فجر الحادي والعشرين من أغسطس/آب 2013 فهو ربما أراد أن يقتل أكبر عدد من المدنيين والأطفال وهم نيام، فلا يتمكنون من الاستيقاظ للفرار بجلودهم أو الوصول إلى مراكز إسعاف، إن وجدت. فعلى المستوى الإنساني، فلقد كانت مجزرة صادمة لضمائر الشعوب الحرة في كل أنحاء العالم، أطفال رضع تفاجؤوا بالأسد يقدم لهم رضاعات من الغازات السامة القانلة بدلا من الحليب، ولا بد أنكم شاهدتم بالصور والفيديو المشاهد الصادمة للأطفال الرُضَّع الذين قضوا بأسلحة الأسد الكيماوية في غوطة دمشق وبقية مدن الريف الدمشقي. وعلى المستوى السياسي العالمي، فالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، كغاز السارين، تعتبر محظورة ومحرمة منذ الأبد، وقد حرَّمها وحظرها المجتمع الدولي منذ أكثر من تسعين عاما، ولكن الطاغية السوري مستمرا بالاحتفاظ بمئات الأطنان منها في المخازن، ولا يزال يستخدمها ضد الأطفال الأبرياء غير آبه بكل التحذيرات الأميركية أوالدولية. الطاغية السوري يزداد قسوة ودموية في اقتراف المجازر الكبرى واقتراف المذابح بدم بارد، وذلك لأنه يعتمد على الدعم الإيراني وبعض المرتزقة من طرف ما يسمى بحزب الله في لبنان، وبعض المرتزقة من العراق بتواطئ من جانب نوري المالكي، وذلك على أساس طائفي مقيت وبغيض. كما أن الدب الروسي ممثلا بروسيا بوتين يواصل المتاجرة بالأسلحة الفتاكة على حساب دماء الشعب السوري منذ أكثر من عامين، مما شجع التنين الصيني على نفث بعض ألسنة اللهب المتمثل في استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي، أسوة بروسيا، في أكثر من مناسبة، مما حال ولا يزال يحول دون إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية المتفاقمة. !ذاً، صار لا بد من وضع نظام الأسد عند حده، وصار لا بد من جعل كيده يرتد إلى نحره، فارتفع صوت العالم الحر بقيادة الولاياتالمتحدة من أجل توجيه ضربة عسكرية قاصمة لظهر الأسد، تمنعه من مواصله انتهاش أجساد الأطفال الرضع الأبرياء في سوريا، بل وتمنعه من مواصلة تهديده للشعوب المجاروة للشعب السوري الثائر من أجل الحرية والكرامة. الضربة العسكرية الأميركية والدولية ضد النظام السوري قادمة لا محالة، فلا يُخْطِئَنَّ أحد في تفسير نتيجة التصويت البرلماني البريطاني، فالمذكرة الحكومية في مجلس العموم لم تر النور بعدما صوت ضدها 285 نائبا مقابل 272 أيدوها. أي بفارق 13 صوتا فقط. علما بأن بريطانيا سرعان ما تلتحق بالركب عند إطلاق أول صاروخ أميركي على نظام الطاغية السوري. والضربة العسكرية الأميركية والدولية ضد النظام السوري قادمة لا محالة، ففرنسا مستمرة في بذل قصارى جهودها لتشكيل تحالف واسع لكبح جماح الأسد عن التمادي في استحدام أسلحة الدمار الشامل. والضربة العسكرية الأميركية والدولية ضد النظام السوري قادمة لا محالة، فالرئيس الأميركي باراك أوباما لن يسمح للطاغية السوري بالاستمرار بانتهاك حقوق الإنسان وبتشويه سمعة الولاياتالمتحدة وقيمها ومثلها العليا أو محاولته العبث بهيبة أميركا كدولة عظمى على المستوى العالمي. والضربة العسكرية ضد قوات الأسد قادمة، فإن لم تكن من أجل عيون الشعب السوري الثائر ضد ظلم وقمع واستبداد الطاغية إبن الطاغية، والثائر من أجل الحرية والكرامة، فلا شك أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها وفرنسا وبقية العالم الغربي ينظرون إليها كقضية أخلاقية، ويريدون من خلالها استعادة المصداقية والدفاع عن مصالحهم، ومن أجل استمرار الاستقرار في المنطقة، وبالتالي استمرار تدفق الوقود والطاقة إلى الاقتصاد العالمي. بقي القول إن الكونغرس الأميركي سيوافق بأغلبية ساحقة على توجيه ضربة عسكرية ساحقة وماحقة ضد نظام الأسد، فهيبة الولاياتالمتحدة كقوة عظمى في العالم تعتبر لدى أعضاء الكونغرس أكثر أهمية من سقوط نظام الطاغية الأسد، وخاصة إذا كان هذا الطاغية الوحش يشكل تهديدا خطيرا للمصالح الأميركية والأمن القومي الأميركي ولحلفاء الولاياتالمتحدة على حد سواء. إعلامي أردني مقيم في دولة قطر. [email protected] رابط صورة كاتب المقال الشخصية: http://store2.up-00.com/Sep12/JOc89873.jpg