بداية نترحم على أرواح الشهداء في مصر الحبيبة ونسال الله ان يتقبلهم قبولا حسنا .وان يلهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء وأن يدواي جرحاهم.وأن يجعل في تضحياتهم الخير لمصر والإسلام. الأحوال الآن في مصر لا تسر. هذا ما دفعنا للكتابة حيث حدث ما كنا نحشاه .وها نحن نكتب حتى يتدارك الشعب المصري الشقيق الأمر قبل ان تقودهم الأوضاع المتأزمة إلى حرب الأهلية . ظللنا نقدم النصح للإخوان في السودان سنوات طويلة .وقدمنا التهنئة والنصيحة اللأخوان في مصر وهم يتسلمون السلطة .راجع مقالنا في الركوبة بعنوان (إلى الإسلاميين في مصر ودول الربيع العربي إعتبروا بتجربة أخوانكم في حكم السودان) ونشر بموقع الراكوبة في 22 من سبتمر2012 م وهانحن ننصحهم وهم خارج السلطة .عليهم أن يتعقلوا ويتوقفوا فورا عن ارتكاب المريد من الأخطاء.ان الرمال المتحركة تحتهم تغوص بهم كلما عاندوا وتعنتوا.أن يعلموا ان الشر يمكن ان يتخفى في طيات القيم السامية.عليهم مراجعة مواقفهم الأخير بتروي. ان يتخذوا القرارات المدروسةالصائبة .القرارات التي تراعي مصلحة مصر والجماعة. وان يتوقفوا فورا عن اتخاذ القرارات التي تندفع كردود افعال. اراد الأخوان المسلمون في مصر تكرار مافعله أخوانهم في جنوب الوادي. لكنهم ارادوا فعل ذلك في عام بينما فعله اخوانهم في السودان في ثلث قرن .حيث بداوا في السودان التخطيط للآتي قبل سقوط حكم نميري في ابريل 1985 م. وجدوا في فترة الديمقراطية القصيرة تربة خصبة ونفذوا تخطيطهم. بدأوا بجمع الأموال بشتى الطرق لاقامة دولة الإسلام في السودان.اقاموا علاقات طيبة مع دول المنطقة وايران وامريكا. كرّهوا الناس وبصورة مدروسة في الديمقراطية. بينما استفادوا هم من ميزاتها كأقصى ما يكون . حجبوا محاسنها و ضخموا عيوبها .غاصوا في كتب التاريخ الإسلامي وتخيروا منها كل ما يصب في صالح قضيتهم وتبنوه. ومالم يجدوا له سوابقا اصدروا له فتاوى تبرره. عملوا بإخلاص وسط عامة الشعب السوداني .ذلك منحهم قبولا وتأييدا .لكنهم ما ان استولوا على السلطة حتى قلبوا للشعب ظهر المجن. مارسوا كل ما كانو ينهون عنه. استغلوا السلطة اسوأ استغلال .ابعدوا الكفء وقربوا الفاسد. خربوا الخدمة المدنية .ألغوا الدورة المستندية. اصبحت أموال الدولة في حوزة افراد بلا مستندات ولا مساءلات. وغيروا مناهج التعليم من رياض الأطفال حتى الجامعات وفعلوا الكثير المثير الخطير.والظلم هو الظلم سواء قام به نظام عسكري أو شيوعي أو اسلامي. في السودان تنادى أغلب القوى السياسية بتطبيق الشريعة. الحاكمون الآن بإسم الإسلام. الأحزاب التقليدية. انصار السنة .الصوفية. والمجتمع في غالبه مسلم محافظ. والشريعة الآن مطبقة عمليا حيث انها المصدر الرئيسي للتشريع .القوانين المطبقة مستمدة منها .ومع ذلك كلما اراد البعض تحقيق مكاسب دنيوية رفع شعار تطبيق الشريعة . بعد خروج السوفيت من أفغانستان تقاتلت عليها أكثر من خمس فرق وكلها مسلمة. كل يدعى انه الأكثر إسلاما. في الصومال الآن حيث الحكومة إسلامية يحاربها من يرون انهم اكثر إسلاما منها.لقد إختبأ الشر في طيات القيم الفاضلة. دفع البعض للتطرف. إذن على الأخوان في مصر. أن يراجعوا مسيرتهم ويتوقفوا في محطاتها . يقيموا تجربتهم خلال السنوات الماضية. عليهم تدبر القرآن الكريم وقراءة الأحاديث الشربفة وسيرة السلف الصالح بعقل منفتح . عليهم أن يسألوا انفسهم بتجرد: لماذا يسعون وراء متاع الدنيا هكذا؟ هل يفكرون في الدنيا اكثر من الآخرة؟ لماذا التشبث بالسلطة وهي فتنة؟ اثبتت التجارب أن السلطة تضر بالحاكم أكثر من المحكوم. لم لا يقرأون التاريخ الإسلامي ويقتدوا بالسلف الصالح؟ الحسن بن على بإنسحابه من الحكم حقن الدماء بين فئتين من المسلمين وهو ابن على و إبن فاطمة الزهراء رضي الله عنهم وارضاهم .وهو حفيدالرسول صلى الله عليه وسلم. دولة الإسلام الأولى ضمت المسلم واليهودى والنصراني والمنافق والمشرك. إن على الإخوان المسلمن في مصر وفي السودان و كل العالم الإسلامي أن يسألوا أنفسهم بصدق ومن عدة زوايا. لماذا يشاركون الآخرين وهم ضعفاء ويرفضون مشاركة الآخرين وهم أقوياء؟ لماذا يرفضون ان يكون معهم آخرين وهم المشتكون دوما بانهم محاربون ومعزولون؟ لماذا يقصون الآخرين كلما أعتلوا كراسي السلطة ويتباكون حين يرفضهم الشعب ؟ لماذا لا يوجدون صيغ تقبل بوجود الأخرين معهم في الحكم؟. ما الفائدة من الحكم إن وقف غالبية الشعب ضدهم؟ وما نفع الدنيا كلها ان لم تكن مطية للآخرة؟ لماذا لا يحتسبون الحكم والدنيا ويجتهدون فيما يحقن الدماء وينفع الشعب ؟ ماذا يكسب الأخوان بقتال جيش مصر ومعاداة الشعب ؟ من أجل أن يحكموا؟ يحكموا من ؟ الشعب الذي يستهدفون جيشه ؟ البلد الذين يدمرون إقتصاده؟ المجتمع الذي يزرعون فيه الأحقاد والمرارات؟هل يريدون ان يحكموا مصر بالقوة والإعتصامات؟ ان أكثر من ثلاثين مليونا في الشارع ضدهم . ألا يتذكروا إن الإنتخابات القادمة بعد خمس سنوات؟.هل يخشون الا يحرزوا اصواتا كافيه تمكنهم من مفاصل الدولة ومواردها واموالها.؟كيف يبررون مسألة مرشد أعلى من الدولة؟ فإذا انتخب الشعب رئيسا كيف يخضع رئيسهم لسلطة رجل آخر نصف الشعب لا يعرفه؟ إن المرشد ومعاونوه هم قيادة للجماعة وليس قيادة للدولة. ما لم يفكر فيه الأخوان هو ان الثورة الثانية في مصر في الثلاثين من يونيو هذا العام أنقذت الجماعة من نفسها .ففي عام واحد فقط مارس رئيسهم من التعنت والإقصاء واتخاذ القرارا ت الخاطئة ما أوجد وضعا غريبا في مصر. يكفي فقط انه شق المصريين إلى معسكرين. أوجد جروحا غائرة في النسيج الإجتماعى. خسرت مصر الكثير . سألت دماء طاهرة .تدمرت مرافق. فقدت البلاد استقرارها . تضررت إقتصاديا. إهتزت ريادتها.وكل يوم يقضيه المصريون في التظاهرات والتناحرات يعني مزيد من التأخر. دول العالم العربي والإسلامى تحتاج إلى كل دقيقة وكل لحظة للأنتاج. تدعيم التنمية والتقدم للحاق بركب العالم المتقدم بسرعة متزايدة.لا يحتاج المسلمون إلى المزيد من النعرات القبلية والإثنية والفئوية التي تؤخرهم وتزيد من تخلفهم.على العالم الإسلامي التواصل مع نفسه أولا. عليه الإفادة من خبرات الدول الإسلامية الأسيوية دراسة تجارب ماليزيا واندونسيا وغيرها.انهم يسبقوننا في مجالات أخرى. فلنتواصل معهم من أجل خير الشعوب .نتعلم منهم ومن غيرهم كيفية إدارة التنوع.القبول بالآخر و المشاركة لصالح المجموع.هم وغيرهم من دول افريقيا يبعثون طلابهم للدراسة في العالم العربي .يتعلمون اللغة العربية . ينظرون لنا كأصدقاء مقربين وأحيان كمثل أعلى.فكيف تظهر صورتنا لديهم الآن؟ اقتتال على السلطة وفجور في الخصومة؟ . علي الأخوان أن يتذكروا ان الخصوم ليسوا كفار. هم اخوة في الدين وفي الوطن . بعضهم اطول لحىً واكثر تمسكا بالإسلام.وربما هم اقرب فهما للنصوص.حمل بعضهم لافتة تقول :(اللهم بلغنا رمضان بلا اخوان) وقد تحقق لهم ما دعوا له. عليهم ان يراجعوا انفسهم. ان يرجعوا إلى بداياتهم الطيبة.البدايات البريئة العامرة بالمحبة والتوادد والتراحم والتكافل . إلي حيث كانوا يعملون بصدق للآخرة .يسعون ويحتسبون الأجر. زمن المجاهدات الخالصة. أشواق الإسلاميون لقبام دولة الحق والفضيلة. أن يعودوا للعمل بإخلاص وسط عامة الناس. بين الفقراء والمحتاجين. المساكين الذين يدعون لهم بالخير.السطة فتنة تجر وراءها الدنيا بزخرفها. تسوق المال الذي يسرع بالبعض للفساد والقوة التي تغري بالظلم والإعلام الذي يقود للرياء والشرك الخفي.نسال الله السلامة. المستقبل للإسلام فلم العجلة؟ على الأخوان أن يوغلوا في الدين برفق. أن يتذكروا ان امر المؤمن كله خير . هنالك دائما جانب آخر في المسألة .ربما كان الأفضل لهم الا يستمرو في الحكم. ربما ظلموا انفسهم وغيرهم كما فعل اخوانهم في السودان. ربما بطروا بالنعمة واعتدوا . ربما طغوا وتجبروا . هذا كفيل بمحو الحسنات واكتساب السيئات. خير للجماعة ان تراجع نفسها .تدرس بتجرد وبدون عواطف مسيرتها .تتعمق في تحليل أحوالها في الثلاثة أعوام الأخيرة.أين كانوا وأين امسوا . خيرا للجماعة أن تَحتسب أعمالها وهي في المعارضة بدلا من أن تُحاسب وهي في السلطة .أن تقدم للشعب وهي محكومة بدلا من أن تقدم للمحاكمات وهي حاكمة. إن الحماس والتهور والإنفعال وصل ببعض عضوية الجماعة أن توجه أسلحتها لصدور أبناء الشعب من أخوانهم .للجيش المصري نفسه .وأن تحرق الكنائس التي يعبد فيها الله. إن الله يحكم بين الناس يوم القيامة .المسلمين والنصارى واليهود والصابئين. مهمة الإنسان في الحياة هي عبادة الله وإعمار الأرض.فهل ما يجري في سيناء وغيرها من المدن والبلدات إعمار لمصر؟ لماذا لا يزيلون الغشاوة من ناظريهم ويسعون فيما يصلح البلاد وينفع العباد.لماذا يقلدون أفعال من يحبون العاجلة؟ الحكمة تقول ان المسلم الحق يخدم دينه وأهله وبلده اينما وجد الفرصة.فإن حكم حزبه أو غيره فليقدم ما ينفع أهله ويكسب عبره ما ينفعه في يوم عظيم. نسأل الله أن يصرف عنا الفتن ماظهر منها وما بطن وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين [email protected]