سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية .. بقلم: محمد الحافظ زروق
نشر في سودانيل يوم 12 - 02 - 2013

يقول الله تعالى :( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشىِ يريدون وجهه، ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواهُ وكان أمره فُرُطا) صدق الله العظيم ... وفى الحديث عنه صلى الله عليه وسلم:( الدين النصيحة ، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال : لله ولرسوله وللمؤمنين .) صدق رسول الله...
وبمقتضى السياسة الشرعية وأمانة التكليف الشرعي ، واستنادا لهذه القاعدة فإنه من الواجب الشرعي يا سيادة الرئيس لا يسع كل مواعين الرصد والإحصاء أن تحصى أو تعد واحدةً من مظلمات مجاهد فرد من جملة المجاهدين الذين صدّقوك وآووك وحموك مما يحمون منه أنفسهم وأموالهم وأعراضهم حتى مكّن الله لهذا الأمر شأنه ، بينما وُوجِهْت حينها بكثير من العنت وشح الإستجابة لنفرتك، بل تخذيلٌ وخبالٌ دفع الشباب أثمانه بعدها بقليل ...
فآمن بك هؤلاء الشباب حين إرتدّ كثيرون بل كانوا يرون خروج – الشباب – سفهاً أو عدم دراية بمستقبلهم ، وإنما هي نزغةُ شبابٍ طائش لا يعلم كنه حياته ،.. وشمّروا عن سواعد جدهم واجتهادهم وهم يحدوهم الأمل ببناء دولة المجتمع الراشد بما قسم الله لهم من طاقةٍ وبايعوك على ما بايعت عليه الله ورسوله وبهم أخذتَ عهد الله والناس أجمعين في السودان (مسلمين ، مسيحيين ، ولا دينيين) لأنهم استشرفوا بك حياة العز والكرامة تحت ظل وراية رجل كريمٍ مسلمٍ مؤمنٍ وبسيط مثلك عزّ عليهم أن يجدوه في زمانهم هذا ....
هؤلاء الشباب الذين لفظتهم لعبة السياسة بعيداً ، على أرصفة التسوّل وغلبة التحدث بجهادهم من أجل عيش هانئٍ وكريمٍ استحقوه بجدارة جهادهم وبذلهم وغبار مسيرهم لا من انتفاخ حلاقيمهم ، ونفاقٍ لم يألفوه،، بل ويعيشون مرارة إذهابهم لطيبات جهادهم في سبيل الله حيث يضطرون للتحدث به ..
وهم أخي الرئيس- شباب الحركة الإسلامية – فجعوا مرتين :
أولاً :
حينما انقسمتم وبلا مسوغٍ شرعي يسند فرقتكم لا أنت "المؤتمر الوطني" ولا معارضيكم "المؤتمر الشعبي" وإنّما هي رؤىً شخصية في الخلاف وبذلك قدمتم أنموذجاً أضيف إلى نظرية عدم قدرة الإسلاميين عموماً على إدارة الدولة وسياسة الناس بل رسخ للرأي العام أن الإسلامي إنتهازىٌ ووصوليٌ عبر التدين وإدعاء الدين مما أصبح رأياً مقطوعاً به في العالم وهاؤم تجربة الإخوان المسلمين في مصر برغم أنهم عماد الثورة وجذرها إلا أن الانتهازيين قطعوا بوقوفهم ضد الإسلاميين من الحكم برغم جاهزيتهم وفضلهم على النضال في مصر منذ خمسين عاماً ...وأستخدم – للأسف – هذا الانقسام في التفريق بين الإسلاميين وصار سلاحا شُردت به كوادر لو بقيت لكانت في رصيدك لا عليك مطلقاً لأن ليس من بقوا الان بأفضل ممن خرجوا عنك ،، بدليل أنهم الان قرائن للفساد يأخذ بها الناس فى حجتهم
ثانيها :
بسبب انفراط عقد بْنيتنا التنظيمية من أول الفكرة وإلى بناء الدولة الحالية ما رتّبَ ذلك مساراً آمناً للفوضويين والمنتهزين وأنصاف الملتزمين من المنافقين والمتأسلمين أن يتولوا أمور الأمة وأن يصطبغوا بصبغة الإسلاميين والإنقاذ وهم بذات القدر فعلوا فعل "عبدا لله بن سبأ" في الدولة وسياسة الحكم وقلبوا بهذا النهج أمانة التكليف إلى قباب للتشريف عبر بوابات الفساد الكبير ( الجهوية ، العصبية القبلية ، العصبية المهنية ، والتمترس بالعدد والسلاح الرسمي منه وغير الرسمي في الدولة) ..وذلك كله سيدي الرئيس حمايةً لمصالحهم الشخصية البحتة الخالية مطلقاً من أي غرضٍ شريفٍ وشفاف وعلى ذلك قس أخي الرئيس التكتلات والكانتونات التي تتزين بها واجهات الدولة ومؤسساتها والانتفاخ الزائف إلا من قوة ورهبة سلطان يساءُ استغلالُه ، أن كل فرد منهم صار حزباً لحاله وقوة لدولته هو، وكلهم للأسف أقوى من القانون ومن المؤسسات ، فلم يكن للمؤسسة إلا رسمها ، وأصبحت يدهم تطال وتشرد الخبرات والكفاءات من أبناء الوطن فكم من خبرة وكفاءةٍ من أبنائنا يتسولون أرزاقهم في بلاد العجم والبترول ؟؟؟ يموت مواطنونا من قلة الخبرة وسوء التخبط في المهنة وينعم العالم بخبراتنا وكفاءاتنا .. هل تساءلنا لماذا؟؟ فإنّ الإجابة تكمن في دهاليز هيئة المظالم . مجمل مظالم الناس سيدي الرئيس هي مع منسوبينا -النظام - وإلا فاْجلس للمظالم في الملأ وعلى مرآيً من المؤمنين فوالله يشيب عارضاك من هول ما ترى وتسمع وتقرأ ،.. أعلن في الملأ أن الكفاءة وحدها من يسود في الخدمة العامة، أن التقرب إليك لا يكون إلى بالحق ورد الحقوق سينفض سامرك إلا من المخلصين من عباد الله ، الفساد متغلغل في سدة حكمك سيدي وأنت لن تستطيع معه صبراً ولن تستطيع له خبرا ولكن سيفجعك ويؤذيك ...
سيدي الرئيس ..
إنّ السودان وقد انتحى مستقبلاً جديداً وتاريخاً اجترّته إليه أقدار الحل السياسي لمشكلة حرب الجنوب ، وكلنا بل وكل ابن أنثى يدرك أن مشكلة السودان ليست في جنوبه فقط بل هي تراكمات لمعركة طويلة منذ غابر الأزمان ونهجكم لشرع الله وسعيكم للحكم بما أنزل الله هو محور مشاكل السودان لدى الغرب وملة الكفر جميعاً ، ولهذا أنت الوحيد الذي يملك مؤهلات الخروج بالبلاد من وهدتها وكبوتها، وأنت من بيده إرجاعُ المسيرِ إلى الله وتجنيبنا ويلات الفرقة والشتات والفساد والمفسدين ،،... وذلك لنعمة وميزةِ أن ألقى الله عليك محبةً منه في قلوب السودانيين جميعا على اختلاف نحلهم ودمائهم فالله الله أن لا يقع منك ذلك في موضعه ، وعلى نسق كل ذي نعمةٍ محسود ربما لا يعي من هم حولك جلاءها وبيانها ولا يفصحون بالحق ، وما عنك سيرة بن على أو حسنى مبارك ببعيدة ألا بعداً لهما وأنجاك الله من مصيرهما ،.فلست فى مأمن من كيدِ بطانتك ما دمت مصدراً لسلطانهم ووجاهتهم ...
سيدي الرئيس :
ربما تسؤك بعضٌ من أسطرِنا ولكنى أجزم بأنها أهون عليك من سيوف الغدر ممن حالفتهم أو صادقتهم فإنك الكريم الحرُّ والأحرار تؤتى من غدرٍ وخيانةٍ ولك في سيرةِ السلف خيرُ عظةٍ ،مما لا يحتاج لشرحٍ وتوضيح،...
أخي الرئيس :
أذكّرك برجالٍ حينما صرخت في الوادي :.. واجنوباه .. واشرقاه ...واغرباه ... وإسلاماه ،، : هبّوا إليك تعوزهم مئونة أبنائهم وسترُ عورتهم وربما ضمادةُ جراحاتهم من حدة شظف العيش والحياة التي ترزؤهم كل لحظة بلهيبها، واستجابوا لندائك يقيناً منهم أنه نداء الله من فوق سبع سمواتٍ طباقٍ، وما وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا لمطالب الدنيا وباعوها لأجل سلعة الله الغالية طائعين - كالميّت في يدي غاسله - ، وزجَجْتَ بهم في مجاهل الأعداء يمنةً ويسرى حيثما كنت تريد ، وما خذلوك وقّّرّت بهم عينُك وأعينُ المؤمنين الصادقين ،. وصدقوا الله فصدقهم،. منهم من مضى إلى ربه مرضياً عليه ومنهم من إحتسب بعض نفسه جريحا ومصاباً ومنهم من ينتظر حسن الختام والمآل الطيب والوعد الصادق بلقاء من رافقهم فى الله – برغم مرارتهم في خذلان مَنْ خَلفِهم مضيعةً للعهد وتخاذلا فى حمل رسالة الجهاد الأكبر للنفس وعدوانها الذي أرهق كاهل المؤمنين الصادقين في أنحاء البلاد وأرجائها والمندسين بين جوانح السلطان وبهرجته – قاتلوا وما استسلموا وما ألقوا سلاحهم حتى ألقيت أنت سلاحك وأمرتهم بإلقائه فألقوه وهم مكرهين ولكن طاعة الله ورسوله وطاعتك .....
فإذاهم تقذفُ بهم الأقدارُ في مناحي الحياة الدنيا – الملكية كما يحلو لك - وفاجأتهم جيوش من المفارقات فأصبحوا بين ليلة وضحاها هم الغرباء في بلاد طالما أهرقوا دماءهم من أجلها وليستقرّ الحكمُ فيها على حساب أكاديمياتهم وسبل معايشهم،، وحينها تفاجأوا بأنّ من كانوا يعتبرونهم متخاذلين ومتواطئين – يوم كان منادى الجهاد – وجدوهم مَنْ بيدهم أمورهم فلابد من استجدائهم وتذكيرهم بالرفقة المعلولة حتى لتشفع لهم في وظيفة كريمةٍ ومصدرٍ حلال لحماية عرين الأسرة التي فككها تخاذل هؤلاء المرجفين ، وصارت تواجهُهُم مفرداتٌ إقصائية مثل ٍ – الكفاءة، التعليم الاستحقاق – بل صار جهادهم سبباً كافٍياً لإبعادهم من الخدمة المدنية بحجة حتى لا ينقلوا ثقافة في ساحات الفداء إلى العمل، هل يعقل مسلم ما يجرى ؟؟؟...... فأصبحوا الان مشتتين بين الضرب فى الارض لكسب العيش،، وبين ردهات من يظنونهم أخواناً طلبا للوظيفة والعمل.. الحلال
هذه المناقص والتي تعلم أخي الرئيس أن من يوصفون بها ما كان لهم أن يكونوا لولا استجابتهم لنداءاتك المتكررة بالجهاد وكلنا يعلم أنهم من معادن العلم والكفاءة ولكنه تحذلق المتسلقين ،... وانعكس ذلك في تصنيفاتٍ صارت ملصقةً في جبين كل منهم بأنهم حادّي الطباع ، أو تنقصهم اللياقة في التعامل أو قليلي الفهم لقواعد العمل ،، ذلك فقط لأنهم لا يقبلون السوء والفساد في أنفسهم ولا لغيرهم ...ولعلم المفسدين أنهم لا يمكنهم الإستجابة لفسادهم وتحذلقهم فأصبحوا لهم أعداء مضمرين .. بينما نتفاجأ بهم يقربون من يحمل كل العداء والكره لنا ولأعمالنا فى بدايات الدولة – صاحب العقل يميز - ....
أخي الرئيس :
في مقدمة رسالتي هذه أتناول لك فيها بعض ما وعدت به أنت في وسائل الإعلام عن محاربتك للفساد وتكوين مفوضيةٍ لذلك وحتما سأتابع راسلتى إليكم حتى أستكمل حق العذر عند الله تعالى يوم السؤال ..
هذا الوعد أخي الرئيس قد أستوجب أمران من باب السياسة الشرعية أذكرك بهما
أولاً : إعلانك أكّد ضمناً وصراحةً إعترافك بالفساد وأنه هناك من يفسد في البلد أي أنه اكتملت عناصر (الفساد) وهذا ينقلك من خانة المعذورين عندنا إلى خانة ولى الأمر الذى يعلم بانتهاك حرمات الله ويجب أن يعمل لاستجابة نداء الحق جلّ وعلا وإزالة ما علم ليبرأ منه .، وأعلم سيدي أنّه متدثر بالسلطان وهيبته وهى شهادة عليك لا لك حتى تأخذ الحق لأهله وبأهله ..
ثانياً : مما سبق فقد تبّين أنك ألزمت نفسك أمام الله والناس أجمعين بما يصعب عليك فعله في هكذا حال يستلزم عليك خلع عباءة التهاون والسماحة ولبس دروع الحكم والشدة في الحق وأخذ الناس أخذاً للحق ومظانّ الحق حتى تحصّن بلادك وريتك من سرطان الفساد والمفسدين وعلم أنك بهذا ستعادى فئةً من الناس لا ترى فيك إلا حامياً لهم يتلونون لك بشتى ألوان النفاق والتزلّف السفيف يخذلونك حين تشمّر عن سواعد الجدِ وسيجتمع عليك أصدقاء وأحباب اليوم إلى أعداءٍ يقلبوا لك ظهر المجنّ ويتحد عليك جميعهم وسينكشف ظهرك إلا من الأوفياء المؤمنين ،،... وستسمع منهم ما يؤذى دينك وكرامتك ...
أخي الرئيس :
لكي تحارب الفساد أوجب ما يقتضيه ذلك هو إستعانتك بعلماء يملكون جرأة الحق وشهامة الأنبياء يصدعون لك بالنصيحة وإن كانت تمسّك أنت نفسك ، علماءٌ يبصرونك بالحق وأهله ويعينوك على تلمّس درب الحقيقة بما أرست قواعد الدين الإسلامى وبما إستوجبته عليهم الشريعة الإسلامية السمحاء ، لا علماء يزيّنون ويدارؤن السلطان بما يزيغ بهم فى هاوية السحق والبعد الإيماني ،.
سيدي،. إنّ كثير ممن حولك ينقصهم كثير من مؤهلات العلماء الكرماء نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأمور دينهم فصاروا ينافحون أصحاب رؤوس الأموال والتطاول في البنيان وهم بحق رعاة الشاه ، ليس لهم من كلمة الحق سوى التخندق بالسلطة وبريقها ومنع أهل الله الصادقين من محاكاتك والنصح لك ، أصبح تجمعهم مثُله مِثل أي نقابة مهنية تطلب بخيس الحياة وانطوت همتُهم فقط في مواسم الحج والعمرة والنكاح (التعدد) ورضوا من علمهم بهذا الفتات من الحياة وصاروا لا فرق بينهم و جهلاء الناس يتنافسون الدنيا كما يتنافسها الآخرون إلا من حمحمةٍ في بهيّ المساجد والمناسبات لاستعراض أصواتهم في التغني بالقراءن أو ظهورهم كنسّاءةِ قريش في خواتيم شعبان أو رمضان ، سيدي ليسوا هؤلاء وسيلتك للنجاة من الله في يوم يكثر أهل القصاص والطلب فيه ،، فلن ينفعك هؤلاء ابدا ما لم تنبعث فيهم باعثة الغيرة وهمة أهل العلم التي سطرها التاريخ جلّيةً وناصعةً في أرجاء المعمورة وبلا وجلٍ أو غبش.. ونصيحتي أبدأ بهم قبل الناس والعامة ولأنهم أولى بالنصح من غيرهم حتى يستقيموا لله طائعين ،،
فهم سيدي مجموعة هربت من جامعاتها ومدارسها وخلاويها فأرسلوا لحاهم ولبسوا العباءات والشالات المطرّزة والملا فح والعطور والبخور وكأنهم بطارقة الروم لا تسمع لهم هيعةً في الحق أبدا تجدهم يتكالبون على الموائد ومظانّ السلطان وأعجبتهم الفُتيا فامتهنوها ولا يهمهم الناسُ ولا المسلمين، يبيتون مترعين بلطائف النعم وتكابد الأرامل عناء السهر وحمى جوع الأبناء.. حال يحسدهم عليه قرناؤهم فى الجامعات الذين يكابدون كفاف الإيجارات وكثرة الرحال ،...
أخي الرئيس :
لا ينبغى لمثل هؤلاء أن يكونوا أهل الصدع بالحق في وجه الفساد ولا أن يمتثلون هيئة سلطان العلماء العز بن عبد السلام .. أبدأ بهم سيدي ولن يخذلك الله و لا الشعب ....
أخي الرئيس :
إنّ صدْعك بمحاربة الفساد والمفسدين يعنى بالضرورة انتهاجك لثورةٍ جديدة في السودان بالقطع هي خطة في المسار الصحيح نحو البناء الحقيقي وهو استجابة لنداء كل المؤمنين الصادقين والمجاهدين وكل كريم وعفيف من الشعب السوداني ليسوا بالضرورة عضوية المؤتمر الوطني التي ربما كثيرٌ منها غثاء .. وأنماط الفساد عندنا سيدي الرئيس ليست من النوع الغامض أو المستور حتى يحتاج إلى مستندات ، أو تقاض ٍ وإقامة الحجج الديوانية ،بل الفساد هنا هذه الأيام يحدث عن نفسه وبلا مواربة،. أمثلة يستطيع أي رضيع أن يحكيها ويشير إلى دلائلها ، بل سيدي هناك نماذج من ملفات وقد تم تداولها وفق مؤسسات ما يسمى (تنظيماً) وبدلاً من أن تكون خطوة نحو الردع والتوبيخ للآخرين بكل خيبة أمل قابلها الرأي العام بإحباط بحيث لم يزل أطرافها يمثلون الدولة بأشكالها المختلفة ، هذا مما لا يحتاج لدليلٍ سيدي وكثيرون من هم مثالاً حياً يمشى بين الناس للفساد بأشكاله المادية والموضوعية والمعنوية ...
وعدد المشروعات ذات الصبغة التمويلية والتي في نهاية مطافها لم تبدو إلا مدخلاً للفوضى والكسب الشخصي الرخيص بل واستخدمت أحيانا أوراقاً لجمع الحواشي والملازمين من الرعاع والسوقة والذين أسمتهم ثورات الجوار باسم "البلطجية" .. فصار المخاصم من الناس لأحدهم يكاد من فرط تكالبهم عليه أن يجتاز حجب السموات ولا يرى من ظلمه ، ولا رد مظلمته ،،،،،
أخي الرئيس :
أطلق عنان مؤسسات المحاسبة والمراجعة وأرفع صلاحياتها من إدارات تنفيذية إلى رئاستك وتحت جناحك بدلاً تلك التي أتبعتها لك ولا تستحق ما هي عليه حيث أنها إدارات عادية ويمكنها العمل من دون تسميات رئاسة الجمهورية ... أرفعها يرفعك الله إلى مدارج الراشدين من عباده الذين بقت سيرهم وذكراهم وخلُدت بعملهم لا بجوقةِ الناعقين والمنافقين .. ،،
سيدي : إنّ إحقاق الحق ومحاربة الفساد يقتضى تفعيل وتقوية الأجهزة العدلية وحصانتها من تغوّلات السياسة وحماية منسوبيها من قرصنة السلطات المطلقة ، فالوزرُ أثقلُ مِنْ أنْ تحْمِله عنهم
سيدي الرئيس :
لتحارب الفساد والمفسدين أولاً حرّر إجراءات التقاضي مما يسمّى " الحصانات الدستورية " وأن تكون الحصانة فقط لمن يمتثل أوامر الشريعة السمحاء خلٍ بين الناس والقضاء ، فمن برّأته المحكمة فهو البريء ومن أدانته المحكمة فهو المدان والناس يرضون بحكم القضاء وهم في براحة نفسية وأنت في حلٍ منهم... سيدي أيُّ شريعةٍ تلك التي تعطى النائب العام حق إلغاء حقوق الناس في إجراءات التقاضي(ما يعرف بحق النائب العام في حفظ الإجراءات الجنائية) ؟؟؟ لا يوجد حتى قولٌ شاذٌ لفقيهٍ في الدنيا قال بأنّ على الدولة حق أن تمنع مواطنا من متابعة حقوقه واستردادها .. اللهم إلا ما نفذ إلى دساتيرنا من وحى القوانين الوضعية وهو مما يحتاج إلى فهمٍ ودقةِ بصيرة ..
فلتكن الحصانة سيدي هي الورع والخوف من حساب الله في الآخرة والزهد في حقوق الناس سل أهل الفتيا وعلماء الدولة كيف وجدوا مسوغاً شرعياً للحصانة؟؟؟؟ اللهم قد أعذرت فأعذر..
Mohamed el –hafiz zarouq
Alhafiz Almodibawi [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.