كامل إدريس يقف على مجمل الأوضاع بمطارات السودان    معارك ضارية ب (بابنوسة) والدعم السريع تقترب من تحرير الفرقة 22    "وثائقي" صادم يكشف تورط الجيش في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين (فيديو)    السودان.. وفد يصل استاد الهلال في أمدرمان    مسؤول بهيئة النظافة يصدم مواطني الخرطوم    اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: التقديم الالكتروني (الموحّد) للتشكيل الوزاري    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    إيران تغرق إسرائيل بالصواريخ من الشمال إلى الجنوب    كامل إدريس وبيع "الحبال بلا بقر"    إنريكي: بوتافوجو يستحق الفوز بسبب ما فعله    "كاف" يعلن عن موعد جديد لانطلاق بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي    عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    السجن والغرامة على متعاون مع القوات المتمردة بالأبيض    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية .. بقلم: محمد الحافظ زروق
نشر في سودانيل يوم 12 - 02 - 2013

يقول الله تعالى :( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشىِ يريدون وجهه، ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواهُ وكان أمره فُرُطا) صدق الله العظيم ... وفى الحديث عنه صلى الله عليه وسلم:( الدين النصيحة ، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال : لله ولرسوله وللمؤمنين .) صدق رسول الله...
وبمقتضى السياسة الشرعية وأمانة التكليف الشرعي ، واستنادا لهذه القاعدة فإنه من الواجب الشرعي يا سيادة الرئيس لا يسع كل مواعين الرصد والإحصاء أن تحصى أو تعد واحدةً من مظلمات مجاهد فرد من جملة المجاهدين الذين صدّقوك وآووك وحموك مما يحمون منه أنفسهم وأموالهم وأعراضهم حتى مكّن الله لهذا الأمر شأنه ، بينما وُوجِهْت حينها بكثير من العنت وشح الإستجابة لنفرتك، بل تخذيلٌ وخبالٌ دفع الشباب أثمانه بعدها بقليل ...
فآمن بك هؤلاء الشباب حين إرتدّ كثيرون بل كانوا يرون خروج – الشباب – سفهاً أو عدم دراية بمستقبلهم ، وإنما هي نزغةُ شبابٍ طائش لا يعلم كنه حياته ،.. وشمّروا عن سواعد جدهم واجتهادهم وهم يحدوهم الأمل ببناء دولة المجتمع الراشد بما قسم الله لهم من طاقةٍ وبايعوك على ما بايعت عليه الله ورسوله وبهم أخذتَ عهد الله والناس أجمعين في السودان (مسلمين ، مسيحيين ، ولا دينيين) لأنهم استشرفوا بك حياة العز والكرامة تحت ظل وراية رجل كريمٍ مسلمٍ مؤمنٍ وبسيط مثلك عزّ عليهم أن يجدوه في زمانهم هذا ....
هؤلاء الشباب الذين لفظتهم لعبة السياسة بعيداً ، على أرصفة التسوّل وغلبة التحدث بجهادهم من أجل عيش هانئٍ وكريمٍ استحقوه بجدارة جهادهم وبذلهم وغبار مسيرهم لا من انتفاخ حلاقيمهم ، ونفاقٍ لم يألفوه،، بل ويعيشون مرارة إذهابهم لطيبات جهادهم في سبيل الله حيث يضطرون للتحدث به ..
وهم أخي الرئيس- شباب الحركة الإسلامية – فجعوا مرتين :
أولاً :
حينما انقسمتم وبلا مسوغٍ شرعي يسند فرقتكم لا أنت "المؤتمر الوطني" ولا معارضيكم "المؤتمر الشعبي" وإنّما هي رؤىً شخصية في الخلاف وبذلك قدمتم أنموذجاً أضيف إلى نظرية عدم قدرة الإسلاميين عموماً على إدارة الدولة وسياسة الناس بل رسخ للرأي العام أن الإسلامي إنتهازىٌ ووصوليٌ عبر التدين وإدعاء الدين مما أصبح رأياً مقطوعاً به في العالم وهاؤم تجربة الإخوان المسلمين في مصر برغم أنهم عماد الثورة وجذرها إلا أن الانتهازيين قطعوا بوقوفهم ضد الإسلاميين من الحكم برغم جاهزيتهم وفضلهم على النضال في مصر منذ خمسين عاماً ...وأستخدم – للأسف – هذا الانقسام في التفريق بين الإسلاميين وصار سلاحا شُردت به كوادر لو بقيت لكانت في رصيدك لا عليك مطلقاً لأن ليس من بقوا الان بأفضل ممن خرجوا عنك ،، بدليل أنهم الان قرائن للفساد يأخذ بها الناس فى حجتهم
ثانيها :
بسبب انفراط عقد بْنيتنا التنظيمية من أول الفكرة وإلى بناء الدولة الحالية ما رتّبَ ذلك مساراً آمناً للفوضويين والمنتهزين وأنصاف الملتزمين من المنافقين والمتأسلمين أن يتولوا أمور الأمة وأن يصطبغوا بصبغة الإسلاميين والإنقاذ وهم بذات القدر فعلوا فعل "عبدا لله بن سبأ" في الدولة وسياسة الحكم وقلبوا بهذا النهج أمانة التكليف إلى قباب للتشريف عبر بوابات الفساد الكبير ( الجهوية ، العصبية القبلية ، العصبية المهنية ، والتمترس بالعدد والسلاح الرسمي منه وغير الرسمي في الدولة) ..وذلك كله سيدي الرئيس حمايةً لمصالحهم الشخصية البحتة الخالية مطلقاً من أي غرضٍ شريفٍ وشفاف وعلى ذلك قس أخي الرئيس التكتلات والكانتونات التي تتزين بها واجهات الدولة ومؤسساتها والانتفاخ الزائف إلا من قوة ورهبة سلطان يساءُ استغلالُه ، أن كل فرد منهم صار حزباً لحاله وقوة لدولته هو، وكلهم للأسف أقوى من القانون ومن المؤسسات ، فلم يكن للمؤسسة إلا رسمها ، وأصبحت يدهم تطال وتشرد الخبرات والكفاءات من أبناء الوطن فكم من خبرة وكفاءةٍ من أبنائنا يتسولون أرزاقهم في بلاد العجم والبترول ؟؟؟ يموت مواطنونا من قلة الخبرة وسوء التخبط في المهنة وينعم العالم بخبراتنا وكفاءاتنا .. هل تساءلنا لماذا؟؟ فإنّ الإجابة تكمن في دهاليز هيئة المظالم . مجمل مظالم الناس سيدي الرئيس هي مع منسوبينا -النظام - وإلا فاْجلس للمظالم في الملأ وعلى مرآيً من المؤمنين فوالله يشيب عارضاك من هول ما ترى وتسمع وتقرأ ،.. أعلن في الملأ أن الكفاءة وحدها من يسود في الخدمة العامة، أن التقرب إليك لا يكون إلى بالحق ورد الحقوق سينفض سامرك إلا من المخلصين من عباد الله ، الفساد متغلغل في سدة حكمك سيدي وأنت لن تستطيع معه صبراً ولن تستطيع له خبرا ولكن سيفجعك ويؤذيك ...
سيدي الرئيس ..
إنّ السودان وقد انتحى مستقبلاً جديداً وتاريخاً اجترّته إليه أقدار الحل السياسي لمشكلة حرب الجنوب ، وكلنا بل وكل ابن أنثى يدرك أن مشكلة السودان ليست في جنوبه فقط بل هي تراكمات لمعركة طويلة منذ غابر الأزمان ونهجكم لشرع الله وسعيكم للحكم بما أنزل الله هو محور مشاكل السودان لدى الغرب وملة الكفر جميعاً ، ولهذا أنت الوحيد الذي يملك مؤهلات الخروج بالبلاد من وهدتها وكبوتها، وأنت من بيده إرجاعُ المسيرِ إلى الله وتجنيبنا ويلات الفرقة والشتات والفساد والمفسدين ،،... وذلك لنعمة وميزةِ أن ألقى الله عليك محبةً منه في قلوب السودانيين جميعا على اختلاف نحلهم ودمائهم فالله الله أن لا يقع منك ذلك في موضعه ، وعلى نسق كل ذي نعمةٍ محسود ربما لا يعي من هم حولك جلاءها وبيانها ولا يفصحون بالحق ، وما عنك سيرة بن على أو حسنى مبارك ببعيدة ألا بعداً لهما وأنجاك الله من مصيرهما ،.فلست فى مأمن من كيدِ بطانتك ما دمت مصدراً لسلطانهم ووجاهتهم ...
سيدي الرئيس :
ربما تسؤك بعضٌ من أسطرِنا ولكنى أجزم بأنها أهون عليك من سيوف الغدر ممن حالفتهم أو صادقتهم فإنك الكريم الحرُّ والأحرار تؤتى من غدرٍ وخيانةٍ ولك في سيرةِ السلف خيرُ عظةٍ ،مما لا يحتاج لشرحٍ وتوضيح،...
أخي الرئيس :
أذكّرك برجالٍ حينما صرخت في الوادي :.. واجنوباه .. واشرقاه ...واغرباه ... وإسلاماه ،، : هبّوا إليك تعوزهم مئونة أبنائهم وسترُ عورتهم وربما ضمادةُ جراحاتهم من حدة شظف العيش والحياة التي ترزؤهم كل لحظة بلهيبها، واستجابوا لندائك يقيناً منهم أنه نداء الله من فوق سبع سمواتٍ طباقٍ، وما وهنوا ولا ضعفوا ولا استكانوا لمطالب الدنيا وباعوها لأجل سلعة الله الغالية طائعين - كالميّت في يدي غاسله - ، وزجَجْتَ بهم في مجاهل الأعداء يمنةً ويسرى حيثما كنت تريد ، وما خذلوك وقّّرّت بهم عينُك وأعينُ المؤمنين الصادقين ،. وصدقوا الله فصدقهم،. منهم من مضى إلى ربه مرضياً عليه ومنهم من إحتسب بعض نفسه جريحا ومصاباً ومنهم من ينتظر حسن الختام والمآل الطيب والوعد الصادق بلقاء من رافقهم فى الله – برغم مرارتهم في خذلان مَنْ خَلفِهم مضيعةً للعهد وتخاذلا فى حمل رسالة الجهاد الأكبر للنفس وعدوانها الذي أرهق كاهل المؤمنين الصادقين في أنحاء البلاد وأرجائها والمندسين بين جوانح السلطان وبهرجته – قاتلوا وما استسلموا وما ألقوا سلاحهم حتى ألقيت أنت سلاحك وأمرتهم بإلقائه فألقوه وهم مكرهين ولكن طاعة الله ورسوله وطاعتك .....
فإذاهم تقذفُ بهم الأقدارُ في مناحي الحياة الدنيا – الملكية كما يحلو لك - وفاجأتهم جيوش من المفارقات فأصبحوا بين ليلة وضحاها هم الغرباء في بلاد طالما أهرقوا دماءهم من أجلها وليستقرّ الحكمُ فيها على حساب أكاديمياتهم وسبل معايشهم،، وحينها تفاجأوا بأنّ من كانوا يعتبرونهم متخاذلين ومتواطئين – يوم كان منادى الجهاد – وجدوهم مَنْ بيدهم أمورهم فلابد من استجدائهم وتذكيرهم بالرفقة المعلولة حتى لتشفع لهم في وظيفة كريمةٍ ومصدرٍ حلال لحماية عرين الأسرة التي فككها تخاذل هؤلاء المرجفين ، وصارت تواجهُهُم مفرداتٌ إقصائية مثل ٍ – الكفاءة، التعليم الاستحقاق – بل صار جهادهم سبباً كافٍياً لإبعادهم من الخدمة المدنية بحجة حتى لا ينقلوا ثقافة في ساحات الفداء إلى العمل، هل يعقل مسلم ما يجرى ؟؟؟...... فأصبحوا الان مشتتين بين الضرب فى الارض لكسب العيش،، وبين ردهات من يظنونهم أخواناً طلبا للوظيفة والعمل.. الحلال
هذه المناقص والتي تعلم أخي الرئيس أن من يوصفون بها ما كان لهم أن يكونوا لولا استجابتهم لنداءاتك المتكررة بالجهاد وكلنا يعلم أنهم من معادن العلم والكفاءة ولكنه تحذلق المتسلقين ،... وانعكس ذلك في تصنيفاتٍ صارت ملصقةً في جبين كل منهم بأنهم حادّي الطباع ، أو تنقصهم اللياقة في التعامل أو قليلي الفهم لقواعد العمل ،، ذلك فقط لأنهم لا يقبلون السوء والفساد في أنفسهم ولا لغيرهم ...ولعلم المفسدين أنهم لا يمكنهم الإستجابة لفسادهم وتحذلقهم فأصبحوا لهم أعداء مضمرين .. بينما نتفاجأ بهم يقربون من يحمل كل العداء والكره لنا ولأعمالنا فى بدايات الدولة – صاحب العقل يميز - ....
أخي الرئيس :
في مقدمة رسالتي هذه أتناول لك فيها بعض ما وعدت به أنت في وسائل الإعلام عن محاربتك للفساد وتكوين مفوضيةٍ لذلك وحتما سأتابع راسلتى إليكم حتى أستكمل حق العذر عند الله تعالى يوم السؤال ..
هذا الوعد أخي الرئيس قد أستوجب أمران من باب السياسة الشرعية أذكرك بهما
أولاً : إعلانك أكّد ضمناً وصراحةً إعترافك بالفساد وأنه هناك من يفسد في البلد أي أنه اكتملت عناصر (الفساد) وهذا ينقلك من خانة المعذورين عندنا إلى خانة ولى الأمر الذى يعلم بانتهاك حرمات الله ويجب أن يعمل لاستجابة نداء الحق جلّ وعلا وإزالة ما علم ليبرأ منه .، وأعلم سيدي أنّه متدثر بالسلطان وهيبته وهى شهادة عليك لا لك حتى تأخذ الحق لأهله وبأهله ..
ثانياً : مما سبق فقد تبّين أنك ألزمت نفسك أمام الله والناس أجمعين بما يصعب عليك فعله في هكذا حال يستلزم عليك خلع عباءة التهاون والسماحة ولبس دروع الحكم والشدة في الحق وأخذ الناس أخذاً للحق ومظانّ الحق حتى تحصّن بلادك وريتك من سرطان الفساد والمفسدين وعلم أنك بهذا ستعادى فئةً من الناس لا ترى فيك إلا حامياً لهم يتلونون لك بشتى ألوان النفاق والتزلّف السفيف يخذلونك حين تشمّر عن سواعد الجدِ وسيجتمع عليك أصدقاء وأحباب اليوم إلى أعداءٍ يقلبوا لك ظهر المجنّ ويتحد عليك جميعهم وسينكشف ظهرك إلا من الأوفياء المؤمنين ،،... وستسمع منهم ما يؤذى دينك وكرامتك ...
أخي الرئيس :
لكي تحارب الفساد أوجب ما يقتضيه ذلك هو إستعانتك بعلماء يملكون جرأة الحق وشهامة الأنبياء يصدعون لك بالنصيحة وإن كانت تمسّك أنت نفسك ، علماءٌ يبصرونك بالحق وأهله ويعينوك على تلمّس درب الحقيقة بما أرست قواعد الدين الإسلامى وبما إستوجبته عليهم الشريعة الإسلامية السمحاء ، لا علماء يزيّنون ويدارؤن السلطان بما يزيغ بهم فى هاوية السحق والبعد الإيماني ،.
سيدي،. إنّ كثير ممن حولك ينقصهم كثير من مؤهلات العلماء الكرماء نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأمور دينهم فصاروا ينافحون أصحاب رؤوس الأموال والتطاول في البنيان وهم بحق رعاة الشاه ، ليس لهم من كلمة الحق سوى التخندق بالسلطة وبريقها ومنع أهل الله الصادقين من محاكاتك والنصح لك ، أصبح تجمعهم مثُله مِثل أي نقابة مهنية تطلب بخيس الحياة وانطوت همتُهم فقط في مواسم الحج والعمرة والنكاح (التعدد) ورضوا من علمهم بهذا الفتات من الحياة وصاروا لا فرق بينهم و جهلاء الناس يتنافسون الدنيا كما يتنافسها الآخرون إلا من حمحمةٍ في بهيّ المساجد والمناسبات لاستعراض أصواتهم في التغني بالقراءن أو ظهورهم كنسّاءةِ قريش في خواتيم شعبان أو رمضان ، سيدي ليسوا هؤلاء وسيلتك للنجاة من الله في يوم يكثر أهل القصاص والطلب فيه ،، فلن ينفعك هؤلاء ابدا ما لم تنبعث فيهم باعثة الغيرة وهمة أهل العلم التي سطرها التاريخ جلّيةً وناصعةً في أرجاء المعمورة وبلا وجلٍ أو غبش.. ونصيحتي أبدأ بهم قبل الناس والعامة ولأنهم أولى بالنصح من غيرهم حتى يستقيموا لله طائعين ،،
فهم سيدي مجموعة هربت من جامعاتها ومدارسها وخلاويها فأرسلوا لحاهم ولبسوا العباءات والشالات المطرّزة والملا فح والعطور والبخور وكأنهم بطارقة الروم لا تسمع لهم هيعةً في الحق أبدا تجدهم يتكالبون على الموائد ومظانّ السلطان وأعجبتهم الفُتيا فامتهنوها ولا يهمهم الناسُ ولا المسلمين، يبيتون مترعين بلطائف النعم وتكابد الأرامل عناء السهر وحمى جوع الأبناء.. حال يحسدهم عليه قرناؤهم فى الجامعات الذين يكابدون كفاف الإيجارات وكثرة الرحال ،...
أخي الرئيس :
لا ينبغى لمثل هؤلاء أن يكونوا أهل الصدع بالحق في وجه الفساد ولا أن يمتثلون هيئة سلطان العلماء العز بن عبد السلام .. أبدأ بهم سيدي ولن يخذلك الله و لا الشعب ....
أخي الرئيس :
إنّ صدْعك بمحاربة الفساد والمفسدين يعنى بالضرورة انتهاجك لثورةٍ جديدة في السودان بالقطع هي خطة في المسار الصحيح نحو البناء الحقيقي وهو استجابة لنداء كل المؤمنين الصادقين والمجاهدين وكل كريم وعفيف من الشعب السوداني ليسوا بالضرورة عضوية المؤتمر الوطني التي ربما كثيرٌ منها غثاء .. وأنماط الفساد عندنا سيدي الرئيس ليست من النوع الغامض أو المستور حتى يحتاج إلى مستندات ، أو تقاض ٍ وإقامة الحجج الديوانية ،بل الفساد هنا هذه الأيام يحدث عن نفسه وبلا مواربة،. أمثلة يستطيع أي رضيع أن يحكيها ويشير إلى دلائلها ، بل سيدي هناك نماذج من ملفات وقد تم تداولها وفق مؤسسات ما يسمى (تنظيماً) وبدلاً من أن تكون خطوة نحو الردع والتوبيخ للآخرين بكل خيبة أمل قابلها الرأي العام بإحباط بحيث لم يزل أطرافها يمثلون الدولة بأشكالها المختلفة ، هذا مما لا يحتاج لدليلٍ سيدي وكثيرون من هم مثالاً حياً يمشى بين الناس للفساد بأشكاله المادية والموضوعية والمعنوية ...
وعدد المشروعات ذات الصبغة التمويلية والتي في نهاية مطافها لم تبدو إلا مدخلاً للفوضى والكسب الشخصي الرخيص بل واستخدمت أحيانا أوراقاً لجمع الحواشي والملازمين من الرعاع والسوقة والذين أسمتهم ثورات الجوار باسم "البلطجية" .. فصار المخاصم من الناس لأحدهم يكاد من فرط تكالبهم عليه أن يجتاز حجب السموات ولا يرى من ظلمه ، ولا رد مظلمته ،،،،،
أخي الرئيس :
أطلق عنان مؤسسات المحاسبة والمراجعة وأرفع صلاحياتها من إدارات تنفيذية إلى رئاستك وتحت جناحك بدلاً تلك التي أتبعتها لك ولا تستحق ما هي عليه حيث أنها إدارات عادية ويمكنها العمل من دون تسميات رئاسة الجمهورية ... أرفعها يرفعك الله إلى مدارج الراشدين من عباده الذين بقت سيرهم وذكراهم وخلُدت بعملهم لا بجوقةِ الناعقين والمنافقين .. ،،
سيدي : إنّ إحقاق الحق ومحاربة الفساد يقتضى تفعيل وتقوية الأجهزة العدلية وحصانتها من تغوّلات السياسة وحماية منسوبيها من قرصنة السلطات المطلقة ، فالوزرُ أثقلُ مِنْ أنْ تحْمِله عنهم
سيدي الرئيس :
لتحارب الفساد والمفسدين أولاً حرّر إجراءات التقاضي مما يسمّى " الحصانات الدستورية " وأن تكون الحصانة فقط لمن يمتثل أوامر الشريعة السمحاء خلٍ بين الناس والقضاء ، فمن برّأته المحكمة فهو البريء ومن أدانته المحكمة فهو المدان والناس يرضون بحكم القضاء وهم في براحة نفسية وأنت في حلٍ منهم... سيدي أيُّ شريعةٍ تلك التي تعطى النائب العام حق إلغاء حقوق الناس في إجراءات التقاضي(ما يعرف بحق النائب العام في حفظ الإجراءات الجنائية) ؟؟؟ لا يوجد حتى قولٌ شاذٌ لفقيهٍ في الدنيا قال بأنّ على الدولة حق أن تمنع مواطنا من متابعة حقوقه واستردادها .. اللهم إلا ما نفذ إلى دساتيرنا من وحى القوانين الوضعية وهو مما يحتاج إلى فهمٍ ودقةِ بصيرة ..
فلتكن الحصانة سيدي هي الورع والخوف من حساب الله في الآخرة والزهد في حقوق الناس سل أهل الفتيا وعلماء الدولة كيف وجدوا مسوغاً شرعياً للحصانة؟؟؟؟ اللهم قد أعذرت فأعذر..
Mohamed el –hafiz zarouq
Alhafiz Almodibawi [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.