تحليل سياسي حسنا فعل زميلنا الطاهر ساتى .. بتصديه لدعوة والى الخرطوم .. بضرورة حصول الحرفيين على مؤهلات جامعية .. فالطاهر بخطوته عبر عموده المقروء .. بأخيرة السودانى الغراء امس .. قد أغنانا عن المواجهة المباشرة مع صديقنا الدكتور عبد الرحمن الخضر .. وشال هو .. أى الطاهر .. وش القباحة .. لنتحول نحن لمجرد سنيدة .. ندعم وجهة نظر الطاهر .. دون أن نواجه الوالى ..!وقدم الطاهر مرافعة قوية لتفنيد دعوة الوالى المتجه لسن قانون يحظر ممارسة الحرف اليدوية دون الحصول على مؤهل جامعى ..! والحق يقال أن الوالى .. لم يفصح .. ما إذا كانت تلك المؤهلات الجامعية ينبغى أن تكون فى ذات الحرفة .. أم لا يشترط التخصص .. بمعنى .. هل ينبغى أن يكون صلاّح العناقريب .. وقد لاحظت أن هذا النموزج محبب للطاهر .. رغم إشارته الخبيثة ألى زوال شمس زمن الرجال الذين يكسرون العناقريب .. ذو مؤهل جامعى فى تصليح العناقريب .. أم يمكن أن يكون ذو إجازة فى الصيدلة .. على سبيل المثال ..! وننبه الى أن البون بين الحالين شاسع .. ولكل مترتباته .. فإن قال مشرعوا قانون الوالى المرتقب .. إن المؤهل الجامعى ينبغى أن يكون من جنس العمل .. فهذا يخرج بالحرفى مباشرة من حالة كونه كادرا وسيطا .. الى حالة كونه خريجا جامعيا .. له طموحات فى الدرجات العلمية العليا .. وكرسى الأستاذية كذلك .. وفى هذا قضاء على طبقة الحرفيين .. الذين يعول عليهم الطاهر ساتى .. ونسانده نحن فى ذلك.. فى قيادة التنمية الفعلية فى ميادينها .. بيان بالعمل ..! أما إن ذهب مشرعوا القانون الجديد الى أن المؤهل الجامعى للحرفى .. لا يشترط أن يكون من جنس التخصص .. كجواز حصول السباك على مؤهل فى علم الفلك .. فسيكون السؤال الذى يحتاج الى مذكرة تفسيرية لإجابته .. ما هى حكمة مشروعية حمل السباك لإجازة عليا فى علم الفلك طالما كانت هذه الإجازة .. غير ذى صلة .. وغير ذات جدوى .. فى عملية إحتواء تداعيات إنكسار صنبور مياه فى باحة منزل ..؟!! وحسنا إستشهد الأستاذ ساتى .. بتجربة الهند فى إعلاء قيمة الحرفيين أو .. الكوادر الوسيطة .. التى قامت عليها تنمية الهند الحديثة .. وهى تجربة جاءت من مدرسة غاندى التى اعطت العمل اليدوى قيمته .. ولعل الكثيرين لا ينتبهون الآن .. أن هذا السودان .. وقبل نحو سبعين عاما .. وكما إستلهم افكار غاندى السياسية .. عبر مؤتمر الخريجين .. كان يستلهم افكاره الإقتصادية .. عبر تأسيس معهد القرش .. والذى قام على فكرة تأهيل الكوادر الوسيطة الحرفية .. ويعلم الجميع إسهام ذلك المعهد ونظرائه من معاهد ومراكز التدريب المهنى .. وحتى المدار س الصناعية والفنية والتجارية .. فى رفد مؤسساتنا وسوق العمل فى السودان .. وفى الإقليم .. بكوادر وسيطة قادت التنمية فعلا .. فى هذه البلاد .. قبل أن يبدأ العد التنازلى .. ويطال يد الإهمال هذه المراكز .. ثم يأتى بلدوزر ثورة التعليم العالى للقضاء على .. ما تبقى .. ! إذن .. سيدى الوالى .. نحن ندعم إهتمامك بتأهيل الحرفيين .. ولكنا .. نساند دعوة الطاهر ساتى بعدم الزج بحكاية المؤهل الجامعى هذه فى غير محلها .. وبين هذا وذاك .. ندعو لتأهيل المراكز المهنية .. لتقوم بدورها فى .. تأهيل الحرفيين ..! محمد لطيف [email protected]