الشاهد في لقاء البشير الاخير مع الصحافة السودانيه ووكالات الانباء كان لقاء مثله ومثل لقاءات سابقه مع الجماهير فقط ان هذا اللقاء ينقصه الطرب فلم يأتي الرئيس بخطط وإجابات تبعث الطمانينه في المواطن والحضور بل كانت اجاباته مُتعثرة وغير منطقيه فتحدث في الاقتصاد وتحدث في الشرع وأفتي فتاوَي وتحدث عن الامن وعن الصبر وعن الشكر ولكنه لم يكن يحكم بالشرع والشرعية ولم يشكر الله علي نعمة السلطة بل اتخذها استعلاء علي الشعب وكأنه اتي للشعب بنعمة – الهوت دوق والبيتزا من بيت ابيه بل ان حكومته اخذت ما هو اعظم من انجازات البيتزا والهوت دوق فلذا كان خروج الشعب واجباً وأمراً متوقعاً بكل النواحي لان الشعب الذي خرج يستقبلكم يوما ما ويتراقص علي وعودكم كان يتمسك بأمل بسيط ورجاء في ان تكون هذه الحكومة خيراً من سابقاتها فالشعب السوداني عاني كثيرا من حروب داخليه دامت طويلا فقد فيها ابناءه وأمواله , ولكن الانقاذ جاءت عليه وبالاً فجرت الحروب الأهلية وصنعت تفرقه عنصرية وقتلت بغير حق وسلبت موارد الشعب بسياسة التمكين والفساد المالي والإداري . بل كانت هنالك إنشاءات قتلتها الانقاذ فالإنقاذ التي قتلت مشروع الجزيرة لا تبالي انت تقتل الشعب والتي قتلت مصانع الالبان والغزل والنسيج ايضا لا تُبالي في ذلك فالذي يقتل تنميتك وحضارتك قتلك , فكل مسئوليها كانوا يتلاعبون كذباً علي الشعب ويستخدمون صبره محيطا ًللتجارب فلم يحترموا صبر الشعب السوداني ووقوفه معهم بل ظلت الانقاذ تمارس ضغطا علي الشعب يوما بعد يوما وتبديد للموارد وسياسات خرقاء لذلك استحقوا أن يخرج الشعب بجدارة وان تأخر خروج الشعب زمناً طويل . خلقت الانقاذ اسباب كثيرة جداً تؤيد خروج الشعب عليها وتؤيد محاكمتهم إذا ذهبوا عن السلطة فالاختلاسات وتحويل اموال الدولة لأموال شخصيه كفيله بحكمهم بخيانة الأمانه وخلق جو عنصري ايضاً كفيل بنبذهم ومحاكمتهم حتي وان كان ذلك من قبل الجنائية فلا يُمانع الشعب من ذلك , فلو ذهب البشير الي منصة الاممالمتحدة ماذا يقول عندما يتحدث رؤساء الدول عن التنمية وعن العدالة الاجتماعية والعدالة بكافة انواعها هل سيكذب علي العالم ويوصي باحترام الشعوب والعدل فيهم وبسط التنمية ولا توجد بدولته تنمية اساسية تكفل للمواطن العيش فقط فلا دواء ولا غذاء بعض مناطق السودان تفتقر لأبسط مكونات الحياة لماذا يريد ان يذهب وتذهب وفودهم والسودان في كل إحصائيات تخص التنمية والنزاهة يأتي في اخر القائمة . اذا ذهب البشير الي اميركا فلن يأتي مره اخري للسودان رئيسا بأي شكل من الاشكال وعلي وزرائه زيارته في احدي قصور لاهاي ولكن لن يذهب اليه احد لأنه لم يكن حوله رجال حقيقين كلهم صنعوا بالسلطة والمال فلا اظنهم يحبونه اكثر من الوطن من لم تكن بداخله ذرة حب للوطن حتما سيتنكر علي أي عشرة قضاها فهؤلاء قسوا علي الوطن كثيرا . سافر محطات الوداع ولعت قدامك وراك .... [email protected]