حب البقاء امر غريزي لدى كافة الأحياء من بشر و غيرهم وإلا لما أصرّ هذا الطاغية على الإستمرار في القتل و مواصلة هواية غسل يديه المتسختين من نهر الدماء الذي فجره منذ مجيئه لسدة الحكم فبدأه بمجدي محجوب والطيار جرجس القس ثم 28 ضابطاً أطلق عليهم الرصاص بدم بارد يوم عيد من أبرك الأعياد !!؟ ... لماذا يسخر كل طاقاته في القتل وهو الذي قتل مئات الآلاف في الجنوب وفي دارفور وفي النيل الأزرق وفي جنوب كردفان وفي جبال النوبة وفي الشرق والشمال؟؟ .. هل جاء رسولا ً مسخراً للقتل والتنكيل والتخريب والفساد والإفساد والتسلط .. ماالذي فعله لمصلحة هذا الوطن .. هل خطا به خطوة واحدة للأمام .. هل اكلنا مما زرعناوهل لبسنا من ما صنعنا !!؟ ظل جاثماً على أنفاسنا لربع قرن من الزمان وإذا سئل عن ما انجزه يظل يتبجح بالكباري وشوارع الإسفلت التي أنشأها نظامه وكأننا لم نعرف الكباري من قبل ولا الطرق المسفلتة ويمن وبعض سدنته علينا بأننا لم نعرف الهوت دوق ولا تعدد القمصان ولا الأثاثات والأجهزة المنزلية إلا في عهدهم ولم يسأل هو ولا رفاقه أنفسهم يوماً هل شهدت شوارعنا يوماً مثل هذا العدد الهائل من النساء والفتيات اللائي أضطررن بسبب الفقر والعوز لبيع الشاي على جوانب الطرقات والأرصفة وأخريات خرجن ولم يعدن كما كن ّ!!؟.. بالطبع لا ولن يسألوا أنفسهم لكن دعنا نحن من يسألهم.. هل كان من بيننا مهما أشتدت حاجته وضاقت به السبل من كان يقوم بمدّ يده للآخرين او يستجدي عطفهم مثلما نرى الآن بأم أعيننا أناساً نعرفهم لم نحسب ان يأتي يوم يضطرون فيه لمدّ أيديهم وسؤال الآخرين وأعينهم مليئة بالدموع !!.. هل كان من بيننا من يفكر بالهروب عن الوطن حتى لو إلى إسرائيل !؟.. هل ساءت الأخلاق إلى هذا الحد الذي بلغته في يومنا هذا وانتشرت المخدرات بأنواعها المختلفة بين الشباب وحتي بين طالبات الجامعات الأمر الذي لم نعرفه من قبل سوى في هذا النظام الذي زعم أفراده ومازالوا يزعمون أنهم لم يأتوا إلا لإعادة الإسلام إلى سيرته الأولى ورفع لواء الدين !!؟ .. هل أعدتم الدين إلى سيرته الأولى وهل رفعتم لواء الدين حقاً أم أنكم أسأتم للدين وشوهتم صورة الإسلام أمام المسلمين غير المسلمين !!؟ جئتم ولم نكن في حاجة لمجئيكم وأستوليتم على السلطة ولم تكونوا أهلاً للسلطة فنفوسكم أصغر وأضعف من ان تحكم والنتيجة هذا الفساد الإداري الذي تتنافسون فيه وتسابقكم في نهب وسرقة أموال الشعب ومكتسباته وممتلكاته وقوته ... لم يبق مالم تبيعونه... الأراضي..المشاريع..الخطوط الجوية والبحرية والحديدية ..المستشفيات والمواقع الواقعة على ضفاف النيل وكثير غير ذلك..يخطب أئمتكم على منابر المساجد بأفواههم وأذهانهم وأفئدتهم منشغلة بحصيلة دخولاتهم اليومية من أموال السحت .. جئتم وسوداننا واحد فإذا به يتجزأ في عهدكم وهو الأمر الذي فشل المستعمر الأجنبي في تحقيقه فينفصل جنوبنا الحبيب وتشتعل الحروب في أجزاء أخرى لم تعرف الحرب يوماً فكم عدد الجبهات التي فتحت من بعد بسبب سياساتكم الخاطئة وسوء تقديركم للأمور وما نتيجة كل ذلك على الشعب المغلوب على أمره ومن الذي يدفع الثمن نحن الذين ندفع كل دخولنا لندفع قيمة فواتير كان ينبغي ان تتحملها الدولة ام أنتم الذين لا تسعون لشيء سوى الثراء والإغتناء وحيازة الأملاك والأموال والنساء ؟؟...دمرتم الوطن والمواطن على حدّ السواء ومع ذلك تستمرون في التقتيل والتخريب والنهب والكذب والنفاق .. إنكم أضعف من ان تحكموا قرية ناهيك عن وطن كان في حجم قارة !! لن تحميكم الحصون ولا كلابكم المسعورة ولن تحميكم البنادق فغضب الشعب أشدّ عنفاً من البراكين والزلازل ولكنها غريزة البقاء هي من يدفعكم الآن لقتل المتظاهرين بهذه الوحشية لأنكم تعلمون علم اليقين انكم إذا ما فقدتم السلطة وابتعدت عنكم او إبتعدتم عنها فلن يبقى منكم من يعظ غيركم سوى الصفحات المظلمة من التاريخ !! [email protected]