إسحق احمد فضل الله شخص يعيش في الخيال أكثر من عيشه في الواقع ويصر على ان يفرض ما يمليه عليه هذا الخيال المريض كأمر واقع يجب ان يؤمن به الناس أجمعين وانا لا أدّعي ذلك بل هي الحقيقة التي لمستها من خلال معرفتي الوثيقة به والتي إمتدت لعقود .. لا يعترف بالآخر ولا بالرأي الآخر وكثيراً ما يصور لك الباطل حقا والحق باطلاً ولو لا هذا النظام الذي جاءنا بالغرائب والعجائب لما سطع له نجم ولبقي في جحره كسائر الضباب ...ولا ننسى ان هذا الإسحق ودون غيره هو من شهد بأم عينه أيام حرب الجنوب مجموعة القرود التي كانت تزيح التراب عن الألغام وتجعلها مكشوفة أمام المجاهدين في الأحراش وهو من أخبرنا عبر برامجه سيء الذكر ( ساحات الفداء) عن تلك السحابة التي برزت فجأة لتحجب القمر حتى تمر كتائب المجاهدين ومركباتهم دون أن يراها المتمردون فشكلت ساتراً جعلهم في مأمن من نيران مقاتلي الجيش الشعبي.. إذن فحين يتحدث إسحاق عن الجثمان الوهمي وأن المظاهرات لا أكثر من تمثيليات هزلية وضرب من ضروب الكوميديا وأن الشهداء الذين سقطوا أثناء المظاهرات ماتوا برصاص قناصة تابعين للجبهة الثورية المعارضة تسللوا إلى أسطح المنازل وصاروا يصطادون أفراد من الحشود الثائرة وأنه ليس للنظام يد في قتلهم ويستدل على ذلك بأن الذين سقطوا لم يسقطوا إلا بعد ان تجاوزتهم المسيرة وبعد ان تجاوزتهم الشرطة أيضاً وأنه يستحيل على الشرطة إطلاق الرصاص من الزاوية التي جاءت منها الرصاصات التي أردأت الشهداء فقد إنطلقت من مكان علي وانه في معظم الحالات كان الرصاص آتياً من الغرب حيث لم تكن هنالك مظاهرات .. جعل هذا الإسحق المريض من نفسه محققاً كالمحقق كونان او كهيركيوليز بوارو في روايات أجاثا كريستي كما نصّب نفسه خبيراً أمنياً يعرف الأحداث قبل وقوعها فكما ذكر فأن كل ماحدث كان أمراً مدبّراً وكان يعرف ذلك قبل حدوثه مع ملاحظة أنه لم يشر إلى أفراد أمن النظام المندسين بين الجموع الثائرة من قريب او بعيد بل أوجز كل تلك الفئات في رجال الشرطة فقط وبذات المنطق يمكن ان نفسر ان قتلاهم في الجنوب والذين كان يجري مع الكثيرين منهم حواراً بالصورة والصوت ثم لا يلبث ان يأتي خبر إستشهادهم وكأنه كان علي يقين بأنهم سوف يموتون .. كان يمكن ان نفسر ذلك بمثل ما فسّر به الأمور اليوم فنقول أن قتل أؤلئك كان عن قصد و من قبل بعض فئات النظام وإلا فلماذا لم يجْر ِ مثل هذا الحوار مع إبنه وإبن رفيقه الطيب مصطفى والكاميرا والمايكرفون كان في يده دون غيره !!؟ يمكننا ان ندّعي ذلك لكننا لسنا من أصحاب العقول المريضة المستسلمين لخيالاتهم والبعيدين عن الواقع بل نحلل الأمور وفقاً للمعطيات المتوفرة أمامنا وبعقلانية تامة !!.. فما الذي سيفعله هذا الخياليّ غداً حين تنتصر الثورة ويقف كل العالم على أنها حقيقة وليست عروضاً كوميدية .. ماذا يقول حين يعترف كلاب الأمن على أنفسهم ويقرّوا بحقيقة إطلاقهم الرصاص على الثائرين !؟... الثورة يا ود ريا ماضية في طريقها ولن تضمحل كما ذكرت لأن وقودها الآلاف من الذين لم يجدوا من رهطك إلا الذل والظلم والإزدراء وستكون العروض الكوميدية هي وقوفكم أمام محاكم الشعب فلتظل واقفا ً بين ابْ ريّا والتريّا يا ود ريّا. [email protected]