تحدثت من قبل عن الصادق المهدي وقلت تجاوز الرجل مرحلة المنطق في ضرورة بقاءه كقائد لحزب الأمة وأمام مطلق للأنصار ووريث شرعي لأنقاض الإخفاق السياسي في السودان ، وتحدثت صراحة عن إشكالية الطموح ومبدأ اللغط الفكري الذي يعاني منه منذ أن تطور المحيط الثقافي بالشكل البياني الواضح الأن ، ففي رائي بناءً علي السياق التاريخي المخزي الذي يلطخ سمعته وينشر حوله الكثيف من الغموض الذي يضلل حاشيته و ( يضهب ) عنه اتباعه الخلص ، فهو أي – الصادق المهدي – ما عاد بذات الألق والحضور الباهي الذي في الماضي كان يخلب لب الجماهير ويحثها علي التفاعل الجنوني مع ما يطرحه من هراء لا يسوى ثمن الحبر الذي كتب به ، وعلي ما أذكر في حقبة الديمقراطية الثانية عندما باع الصادق عمه بأبخس الأثمان دراهم معدودة وكان فيه من الزاهدين ، تنبئ فيه الكثير من المحللين والنقاد السياسيين وقال بعضهم سيكون له شأنً عظيم في الحياة السياسية ، وكانوا يعنوا ضمنياً لا ينطبق المثل علي مثله إلا بالرجوع لسياق الإطار العام لنمط التركيبة الفكرية المعقدة للمرتزقة الذين علي استعداد أن يقايضوا الشرف بالمال ! فهاهو عزّ عليه أن يخيب ظن من ظن فيه الظن السوء ، لذلك ما فتئ كل صباح يدق بين الفينة والإخري بإحترافية متجلية مسمار علي جدار المعارضة ويتلبس بلبوس المعارض المخلص ويزري الرماد علي العيون مثله مثل ( الثعلب ) الذي يلف ويدور علي الفريسة فيوهمها بعزوفه عن أفتراسها قتؤمن بعاطفت حيوانيته الجياشة وتثق فيه كثقتنا في الصادق ، وفجأة ينقض عليها فيحيلها إلي بقايا عظام نخرة ، فالثعالب حيوانات خادعه ماكرة تستطيع من أجل الحصول علي الإمتيازات الضافية أن تبيع أمها وتجعلها أشبه بالمومس ، فالمال عصب الحياة !! والصادق المهدي يعتقد في نفسه أنه عصب مجاميع حزب الأمة ، وحزب الأمة يبادله الشعور بالكراهية المزمنة تجاه رمزيته وما تمثل إسرته من تغول علي طموح الحزب ورؤيته المستقبلية ، فسلالة بيت ال المهدي يعتمدوا زعامة الحزب كمهنة تنجيهم مسغبة الجوع ، يقتلوا مستقبل هذا ويسرقوا مال هذا تحت مسمي الدواعي الحزبية ، فيتحصلوا علي أموال الناس بالباطل فيغتنوا غِناءً فاحشاً ، وفي نهاية المطاف مثل جهنم كلما قيل لها هل أمتلئت تقول هل مذيد ؟ لهذا جماهير الحزب تعارض النظام القائم ، وتتظاهر من إجل إسقاطه وتقدم الدماء رخيصة في سبيل الحرية في الوقت الذي يدافع فيه أبناء الصادق المهدي بالسلاح والزخيرة الحية عن النظام ويستبسلوا من إجل بقاءه كأنما ابوهم الحاكم الفعلي أ وأنهم ورثوا النظام كابرا عن كابر ، تذكرني قصة جدلية هذه العائلة بالحادثة التي تحكي عن جشع رجل غني ، يحتال السلطة عن طريق بناته الحسناوات ، فيرسلهن في مهام سرية لسدنة الحكم بحجة مفاوضة النظام حتى يصدق له بالإستيراد والتصدير فأول ما تصل الفتاة للمسئول لا يجد فكاكاً من الإستجابة لطلبها ، فيعيدها لوالدها و معها الموافقة ومبلغ محترم من المال ، فداب الوالد علي ذلك ردحً من الذمن ، فتفحش في الثراء ، وطلب من أجمل بناته أن تقوم بمهمة آخيرة متعلقة بطلب من الحاكم الأول ، فوافقت وذهبت ، لكنها لم تعود مما أثار غيظه وذهب ليطلع علي الأمر ، فوجد بنته علي حضن الحاكم فأستهجن ذلك وعاب عليها سوء التربية وذم الحاكم ، فواجهته أبنته بالقول : يا ابي ينشئ ناشئة الفتيان منا علي ما علمه أبوه !!! [email protected]