يا نيل يا رفيقُ صِبا يا نيلُ يا رفيقُ صِبا ونهراً يجودُ فنشكرُ ومهدُ حضاراتٍ بها أهل وادي النيل يفخرُ وتزداد بالفخر كَوْشٌ كما تزداد أُقصرُ فيا لك من نهرٍ على الناس فضلٌ ومأثرُ إنّا رأيناك تجري وتجري ثُمّ تجري لا تشيخُ ... وأنت فتى أفريقيا الأغرُّ أحبك عشقاً ....... لا يضاهيه عِشقُ فأنت سرُّ الله في الأرض ليس بعدك سرُّ فلكَمْ تتهادىَ الإوزُّ في مياهك نشوى فآناً تموجُ مع التيِّارِ وآناً تغوصُ وتستقرُّ وتَيْنَك الجُزرُ الغُرُّ في خُدودك تبدو كغِيدٍ تُجمِّلُ صدرَهُنّ ياقوتٌ ودُرُّ ولمقرن النيلين مع شَفَقَ المغارب سحرُ وللسحر عند مضارب السُّمار شذىً وزهرُ وتُوتي! وأيُّ جزيرةٍ لكَ مثلها؟ تُراودُ شطّها ........... مدٌّ وجزرُ وكم من أنهرٍ ضاق بها وجه الثرى ولكنْ أين منك، كُلُّ جاريةٍ تموجُ وتشمخِرُّ لولاكَ ما ازدهرتْ بجانبيكَ حضارةٌ شغلتْ بها الدنيا تُزارُ وتُذْكرُ ولا سكنت بأرضٍ في الشمال... أوادمٌ دانتْ لها الدنيا تجودُ وتفخرُ ولا شدَّ نابليون صوبَ الكنانةِ سرجَه أبداً، كما شدّ قبلاهُ كسرى وقيصرُ وما كان هيرودوتُ حطَّ رحالهُ يستنطقُ التاريخِ من آثاره ويُسطِّرُ حباك الله من حُسن اللطافةِ والمُحيّا فمهلاً أيها النيلُ حينَ بنا تمُرُّ لتنساب نحو الكِنانةِ شامخاً، طوراً بعفٍ وطوراً تزمجرُ حين يصدُّ من مجراك صخرُ لك الخُلدُ في سِجِلِّ الخالدين وأنت ذُخرُ ولك المجدُ في وجه البسيطه وأنت حُرّ حمدي حاج هلالي [email protected]