السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبواق النظام (ربيع عبدالعاطي وفرفور وآخرين- نماذجا)
نشر في الراكوبة يوم 07 - 10 - 2013


سوف نصلبهم عرايا بالمسامير على بوابة التاريخ
(غناء العزلة - الصادق الرضي)
*من راقب – ويراقب- ما ظل ينضح كالصديد, من أفواه البعض ممن أطلقوا على أنفسهم ألقاب مثل "خبير وطني إستراتيجي" كمسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" أو آخرين أطلقوا على أنفسهم صفة محللين سياسيين كعبد الرحمن الزومة, أو من جيء بهم إلى الإعلام في غفلة من غفلات الزمان وهفوة من هفوات القدر ك"إسحق أحمد فضل الله",أحمد البلال الطيب, تيتاوي, و"الرويبضة" الطيب مصطفى, وكثرغيرهم من أبواق النظام الإنتهازيين والمنتفعين من بقاءه وإستمراريته ك"الطاهر حسن التوم", ضياء بلال,ياسر محجوب,محمد عبد القادر, الهندي عز الدين, عبد الماجد عبد الحميد, والقائمة تطول.
*أو الفنانين المزعومين أمثال فرفور, الذي سقط منعكسا وإلى القاع وهو يغني للطاغية(سير.. سير يا البشير). لينتهي إلى الإفادة بنزع صفة الإنتماء الوطني عن الثوار عبر الهاتف؟! ما يجعلنا نأسى لزمان الفنان والفن الجميل عندما كان الهرم وردي يشكل وجداننا: (بإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني.. وفي حضرة جلالك يطيب الجلوس.. وبلا وأنجلى). أنه الفرق بين قيمة الإنتساب للوطن أو الإنتساب لجهاز أمن إسلاموي نازي و فاشي!
*إذن لم يرد نظام المؤتمر الوثني بفلذات أكباده أبواق الدعاية النازية, تشويه وتغييب وتزييف وجدان وذاكرة ووعي الشعب السوداني, الذي يرونه (محض عصابات نيقرز وشذاذ آفاق ومخربين) فحسب, فقد أرادوا أيضا القضاء على إحساسه بالكرامة الإنسانية, وإعلاء صوت الضمير الحي, وتدمير كل قيم الحق والجمال في هذا الوجدان والقضاء على السياسة كأرقى العلوم الإنسانية وعلى الإعلام كعاكس للواقع ومساهم في تغييره للأفضل, وعلى الآداب والفنون كحوامل لقيم الحق والخير والجمال.
أنهم يفعلون ما فعلوا لإستئصال الشعب الذي نعرف من قيمه الرفيعة, فهم خبراء في إستئصال الشعوب من أرضها وثقافتها وتاريخها وتراثها ومثلها السامية لأنها القيم التي تهدد وجودهم الطفيلي كإنتهازيين ومنتفعين من الديكتاتوريات, لديهم قدرات الحرباء في التوائم مع كل الأنظمة لحين الإنقضاض عليها والإنفراد بالسلطة, فالسلطة وحب المال والنساء شاغلهم!
* لذلك محاولاتهم البائسة لتزييف الرأي العام, بتزيين الباطل لن تدهش المراقب لأكاذيب عبد العاطي وتيتاوي والزومة, ومحاولات البلال البائسة, في الدفاع عن موقف النظام ضد زميله الصحافي الشجاع بهرام والذي في الحقيقة وصف النظام بما فيه, فالقاصي والداني يعلم أنه نظام أباطيل وأكاذيب وإتجار بإسم الدين! فمن يراقب كل سقط القول الذي نضحت به الفضائيات في داخل السودان وخارجه, من قبل أبواق المؤتمر الوثني, وما سودوا به الصحف من مقالات وأعمدة لا تساوي قيمة الأحبار التي أريقت في كتاباتها, يصل إلى قناعة تامة لا يدانيها أدنى شك, أن السودان لم يصل لمثل هذا الحال من التدهور, إلا لأنه أصبح لبغاث الطير سلطة على سيرته ومسيرته!
*ولأنهم لا يحترمون دين, ولا يراعون الحقائق والأخلاق, يستمرأون أكاذيبهم (عبد العاطي على تلفزيون إيه إن إن: برنامج فجر الحرية) يؤكد دون أن يضع في عينه حصوة ملح أن خطابات الرئيس الكارثي المطلوب للعدالة الدولية, لا تستفز السودانيين أوتثير حفيظتهم! فالسودانيون يحبون رئيسهم! وأن لديه شعبية كبيرة بينهم! وأن الشعب السوداني يتفهم تماما الإجراءات الإقتصادية الأخيرة! وأن حركة الإحتجاجات قام بها بعض المندسين والمخربين بإيعاز من قوى المعارضة وجهات خارجية! فليس هناك ثورة ولا يحزنون! وإنما شائعات تنشرها المعارضة المرجفة!..
*أننا لا ندري هل يتحدث "مسيلمة الكذاب" عن رئيس السودان – بشة الواحد البنعرفو ده- أو رئيس دولة أخرى صورتها له بنات أفكاره؟ وهل يعني بالشعب الذي يحب رئيسه ويؤيده, شعب السودان أم يعني شعبا آخر يتوهمه يعيش في الفضاء الخارجي وليس أرض السودان؟ فالقاصي والداني يعلم أن ما بين رئيس النظام وكامل أعضاء نظامه وحزبه ومليشياته, وبين هذا الوطن يتقاصر دونه "ما صنع الحداد!" فهناك دماء سالت, وإبادات بالجملة.. وهناك شعب تم تشريده.. وهناك معتقلين لا يزالون يرزحون في بيوت الأشباح, وهناك بلاد قسمت نصفين, ف"ما الذي صنعه الحداد" مقارنة بما صنعه نظام المؤتمر الوثني؟! فعلى ماذا يحبه شعبه؟! وكيف لا يشعر بأنه مستفز وهو يسمع "دراريبه" وكلامه الفارغ, الذي يخلو من كل منطق وعقل وحكمة؟ ياخ مجرد ظهور هذا الرجل ساكت في التلفزيون أصبح مستفزا ! فهو ونظامه وأبواقه أسوأ من كل كوابيس التاريخ البشري!
*في البرنامج الذي أشرت إليه سابقا, زعم مسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" أنه ستكون هناك "إنعكاسات إيجابية" على محدودي الدخل, نتيجة الإجراءات الإقتصادية الكارثية الأخيرة, والتي هي أساسا تنفيذا لوصفات صندوق النقد الدولي (وين كلامكم القديم داك, ما لدنيا قد عملنا وما بنركع لغير الله؟ وأمريكا قد دنا عذابها؟ ركوعك للبنك الدولي بتسميهو شنو؟ فقه ضرورة؟ فقه الضرورة ده وداك هسه في داهية مع الشعب وجاب ليك ثورة عجاجا يلوي!).. ومع ذلك ليس هذا هو بيت القصيد.. بيت القصيد, أن نظام مسيلمة الكذاب, بعد أن أشعل فتيل الثورة بإجراءت صندوق النقد, أطل صندوق النقد اليوم وذكرأن توقعاته فيما يخص إقتصاد السودان, على المدى المتوسط سلبية؟!! وهذا التصريح ب"أعجمية البنك الدولي" ترجمته أن السودان سيشهد بطئا ملحوظا في نمو الناتج المحلي الحقيقي غير النفط بنسبة 2.3%قبل نهاية هذا العام, ولأن السودان يعاني تضخم إقتصادي مريع, سيستمر الإنخفاض في قيمة الجنيه السوداني؟!
* بمعنى آخر, لا زيارة وزير خارجية قطر ولا غيره لن توفر للنظام مخرجا من أزمته الطاحنة التي تنذر بزواله في قاع ركام مزابل التاريخ, هذا بإفتراض أن قطر منحت النظام المليار جنيه إسترليني التي وعدته بها أو لنقل ستمنحه بعدها أيضا سبعة مليارات أخرى مثلما فعلت مع مصر (في عهد مرسي) ثم عادت و"قلعتها" تاني بعد ثورة أوإنقلاب السيسي على الأخوان! هذا أيضا لن يحل المشكلة لأن المشكلة في جوهرها ليست إقتصادية فقط!
*يعني بلهجات الخليج العربي وتركيا, أن حضور وزير الخارجية القطري في زيارة سرية أو غير سرية للخرطوم, لن يحل مشكلة الأخوان المسلمين في السودان, وقد فشلوا من قبل في حل أزمة مصر الإقتصادية والسياسية والدستورية وأنقلبوا على نظام ديموقراطي جاء بهم إلى السلطة, ما دفع بالكويت والأمارات والسعودية لإخراج ألسنتهم لقطر وهم يهزون عقالاتهم وقطراتهم نكاية في طموحات قطر وتطاولها وتطلعاتها غير المشروعة للعب دور إقليمي ودولي, هي بحكم حجمها ليست مؤهلة للعبه!.. أما قصة كون قطر بعد أن فقدت "قدس أخوان مصر" تخشى على "أندلس أخوان السودان" من الضياع, فهذا أمر حتمي بقانون تراكم المظالم والدماء التي سالت وأشعلت الثورة. فإذا أرادت قطر كإمارة صغيرة متواطئة أدمنت التدخل غير المشروع في شئوون البلدان.. أن تفهم أن مشكلة السودان هي زيادة أسعار المحروقات وملياراتها "محرقاها و كاتمة على نفسها".. حرة هذا شأنها. لكن الحقيقة التي يعرفها رعاة الأبقار في كاجوكاجي وكبويتا وتوريت وجوبا أن هذا ليس هو جوهر المسألة, فجوهر المسألة أن هناك خلل بنيوي في توزيع السلطة والثروة, ترتبت عليه كل الكوارث التي حاقت بالسودان, والتي أسهمت بدورها في نشوء الحركات الثورية في الأطراف, بعد أن عمدت الدولة لحل الأزمة التي أثارها هذا "الخلل البنيوي" وفقا لخيارات: أمنية-عسكرية-إثنية؟!! الأمر الذي أدى لنشوب حرب واسعة النطاق, بين نظام المؤتمر الإسلاموي وبين الأطراف, بل وترتب على هذا الخلل إنفصال الجنوب؟؟ ولذلك لا يمكننا أن نسمي ما يجري في دارفور حتى ب"حرب أهلية" لأن طرفي الصراع هما: المؤتمر الوطني ومليشياته من جهة, ومن الجهة الأخرى الحركات المسلحة التي تضم في صفوفها ليس أبناء الأطراف فقط بل حتى شماليين ثوريين! بالتالي وبعد أن أثمرت الثورة فض إشتباكات كثيرة في المفاهيم حول هذه القضية التي قتلت نقاشا, ترتب على ذلك التقاربات التي نراها الآن بين قوى الجبهة الثورية والقوى المدنية والتي قد تعجل بشكل حاسم بسقوط النظام. فقد بات جليا – في التحليل النهائي- أن هذه الحرب التي يدفع فواتيرها شعب السودان هي في الحقيقة حرب بين نظام إجرامي ومعارضين إختاروا رفع السلاح, بعد أن أيقنوا أنه وسيلتهم الوحيدة لإجبار هذا النظام الفاشي على رد الحقوق! والآن هؤلاء المعارضين وشعبهم إرتفع سقف مطالبهم بالعمل على أن البديل هو "إسقاط النظام" وبناء دولة السودان الواحدة الموحدة.
*والآن – خذ من الشعر بيت- قضية الدماء والحقوق المهدرة لم تعد حصرا على أهل دارفور أو جبال النوبة أو جنوب النيل الأزرق, فالثوار الذين حصدتهم مليشيات وأجهزة أمن المؤتمر الوثني في حركة الإحتجاجات الأخيرة, يؤشر إستشهادهم على إنتقال صراع النظام على البقاء إلى داخل الخرطوم. ب"عربي وادي صالح" الصراع إنتقل الآن إلى مركز السلطة في الخرطوم, فماذا أنتم فاعلون أمام تدويل قضية المتظاهرين, والتي ستعجل بفتح كل ملفات الإبادة الجماعية والإغتصابات في الأطراف والجرائم الأخرى التي صاحبت ذلك وجعلت من رأس النظام متهما مطلوبا للعدالة الدولية وسرعة البت فيها؟!
*ويحدثك "تيتاوي وأحمد البلال الطيب" في البرنامج الذي أشرنا إليه ولكن في حلقة مختلفة عن الحريات الصحفية في السودان, كأنه يتحدث عن الإعلام في دولة تحترم شعبها كأميركا أو الغرب عموما!وينسى أو يتناسى أنهم ظلوا منذ مجيئهم يعتقلون شرفاء الصحافيات و الصحافيين, ويكفون أيدي بعضهم بالمنع عن الكتابة, ويغلقون الصحف ومكاتب القنوات الفضائية؟ هذا "مسرح عبث" يتم فيه الكذب على مدى عقدين ونصف من الزمان على رؤوس الأشهاد ب"قوة عين" غير مسبوقة دون حياء أو خجل, وقطعا أمثال هذه الأبواق لا تمثل الضمير الحي الشقي, لهذا الشعب الكريم الذي صبر عليهم صبرا فاق "صبر الورل!".
*لقد أجمع كل المراقبين الشرفاء في داخل السودان,أن هذه الثورة عفوية, وقد فاجأت حتى القوى المعارضة! وأن وقودها وقوامها في بداياتها –قبل أن يلحق بها الآخرون- تلاميذ المدارس الأساسية وطلاب الثانويات والجامعات, ونشطاء شبكات التواصل الإجتماعي! فكيف يكون لثورة فاجأت الجميع "مندسين" أو "عملاء" تحركهم أصابع خفية؟! ومن هم السودانيون؟ وغير السودانيون في نظركم؟ بمعيار العنصري النازي الأسمرالطيب مصطفى ولغة "الكوار والهتيفة" والأبواق, أم بلغة الحقائق والرصد؟هل السودانيون هم من ظلوا لعقدين ونصف من الزمان, في حالة حرب إبادة مفتوحة في أطراف البلاد؟ أم هل هم من فصل جنوب السودان عن شماله؟ أم أنهم من "صاغ" السياسات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية الخاطئة؟ هل هم من ظل يسخر إمكانات الشعب ومقدراته, لبناء المليشيات العقائدية والجيش العقائدي والأمن العقائدي, ويبثون روح الفرقة والإنقسام في المجتمع والدولة, لخوض حروب دونكيشوتية,أستخدم فيها المؤتمر الوثني "الإغتصاب سلاحا في الحرب ضد أطراف السودان", كما أستخدمه "أداة لتركيع الشريفات الجسورات الحرائر من بنات الشعب في قلب الخرطوم؟" أم هم المتظاهرون السلميين العزل إلا من هتافاتهم, والذين قرروا التصدي لهذه السياسات, التي لم يعد بالإمكان الصمت عنها, ولذلك تصفونهم الآن ب"عصابات النيقرز" والمخربين والمندسين وعملاء الجهات الخارجية؟ وماهي دلالات إستخدام مثل هذه المفردات وتسويقها للوعي العام عبر الإعلام كما سوقتم من قبل في قضية دارفور ل "مصطلح قبائل الزرقة" كأن كل الدارفوريون ليسوا ضاربين في زرقتهم حتى النخاع شاء المتتوركين أكثر من التركي أم أبوا؟! كيف لمن يحترم نفسه وشعبه وفنه أن يكون بوقا لنظام بمثل هذه المواصفات؟! يتحين الفرص لنشر العرقية والإستعلاء والإقصاء وثقافة التخوين؟!
*أبواق النظام الذين إستضافتهم القنوات الفضائية, وأنبروا يكتبون الأعمدة ويدبجون المقالات وتجرى معهم الحوارات, لا يستطيعون إنكار أن فرائصهم كانت مرتعدة ومسكونين بالخوف ومرتبكين ومتخبطين في تصريحاتهم التي أساسا هي متضاربة منذ 24 سنة؟ لذلك كان من الطبيعي أن يتورطوا في تصريحات "غير مسئولة" ضد هذه القنوات, وصلت حد العراك أحيانا مع المضيف "مقدم البرنامج", بعد أن غابت عنهم الحجج أمام الحقائق والبراهين فأنتابتهم هستيريا البشريات والأشواق القديمة أيام صيف العبور والميل أربعين والفجر المبين وتلشي وهتافات "سائحون" و"مصلحون" البائسة في لقاءات التجييش والتعبئة: ما تكتلو جيبو حي.. ومات فطيس؟!
*وكيف لهم أن يراعوا حقوق المضيف على الضيف, وهم الذين لم يراعوا حرمة دماء شعبهم؟! وهم الذين يعايرون شعبهم ب"البيتزا والهت دوق؟!", مع أن البيتزا والهت دوق ليستا طعاما فاخرا, فهما من الوجبات الرخيصة لأنها "جنك فوود" يلجأ إليه غالبا محدودي الدخل لأن مطاعم "كالرد لبستر" و"الأوليف غاردن" غالية!.. من أين يأتون بالإحترام إذا كان منهجهم الإسلاموي الملتوي ينهض أساسا في إستثمار الدين والعبث به دون رادع من قدسية الأديان؟!
*ويحدثونك في سجل أكاذيبهم عن أن أي قطرة دم سفكت في الإحتجاجات هي عزيزة عليهم, مصرين على "سواقة الهبل على الشيطنة!" فمن غير المفهوم أنه إذا كانت قطرة الدم الواحدة تعز عليك, فكيف تفسر إستشهاد أكثر من 200 في هذه الإحتجاجات؟ وكيف تفسر إراقة دم أكثر من 1200 جريح؟ وكيف تفسر التنكيل بأكثر من 2000 معتقل في بيوت الأشباح وزنازين الأمن ومقرات المليشيات والمؤتمر الوثني وأقسام الشرطة, بل لماذا تعتقلهم أساسا وهم يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر؟!! كيف تفسر كل ذلك يا مسيلمة أنت والرويبضة وتيتاوي وأحمد البلال الطيب وضياء البلال وبقية الأبواق؟
*الثورة التي يشهدها السودان الآن, وكما أشرنا في مقال سابق, ليس سببها إجراءاتكم الإقتصادية-التي هي وصفة البنك الدولي- الأخيرة فحسب, إذ هي نتاج غضب شعبي تراكم ضدكم طوال فترة حكمكم البائس, الذي تراكمت فيه أخطائكم وكوارثكم, التي ناء بأثقالها ظهر الشعب, لأنه هو الذي يدفع ثمنها! فخلال عقدين ونصف حكمتم فيها البلاد, جربتم كل أنواع الوصفات والروشتات, وتآمرتم على تاريخ البلد وحضارتها وثقافتها وشعوبها ووحدتها.. وتآمرتم على مقدراتها وثرواتها التي نهبتموها بما جبلتم عليه من (عقلية ريعية خائنة للأمانة.. عقلية إحتكارية جشعة, هي عقلية التمكين)..
24 سنة مارستم خلالها كل أنواع العنف والإرهاب والقتل خارج قوانين القضاء وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتصفية الخصوم السياسيين دون محاكمات وهلهلة القوات النظامية وتحويلها لقوات حزب بدلا عن أن تكون قوات وطن وشعب. ومارستم المحسوبية في أبشع صورها, وشردتم أبناء الشعب في "قبل الأرض الأربعة" ولم يسلم منكم لا حرث ولا نسل! بما أفتعلتموه من حروب إثنية.. فكيف لا يثور الشعب ضدكم بعد كل هذا؟! وكيف تأتون لمحاضرة الشعب حول الفرق بين المخربون والمتظاهرون؟ وكيف يتسنى لكم الحديث عن حريات صحافية وقد خنتم مهنة الصحافة والصحافيين, وميثاق شرفهم؟!
*نظام إجرامي بهذا القدر من السؤ والإنحطاط, لا يدافع عنه سوى الساقطين والمنحطين!وكما قال شاعر الشعب محجوب شريف:(القصة ما قصة رغيف.. القصة قصة شعب واقع من زمان عايز يقيف) فلا تكرروا كالببغاوات أن السبب "زيادة أسعار المحروقات" فالسبب أنه لم يعد بإمكان الشعب أن يتعايش مع أمثالكم!
*هذه الثورة التي ستظل جذوتها حية ومتقدة لمشروعيتها الكاملة أسقطت مزاعمكم ومزاعم حلفاءكم بأن سقوطكم كنظام يعني دخول البلاد في "حرب أهلية".. كأنكم تعيشون في بلاد تتوهمونها بخيالكم ولا علاقة لنا بها وليست هي البلاد التي نعرفها! كما أن خبرة شعب السودان الذي تهزأون وتسخرون منه وتجاربه الثرة في إسقاط النظم الفاشية المستبدة التي على شاكلتكم, لن تسمح لكم ب"إفتعال حرب أهلية" بتمرير مخططاتكم ومخططات حلفاءكم التقسيمية! بإستخدام مثل هذه الأسلحة البائسة (الحرب الأهلية المزعومة) فهذه الثورة التي إجترحتها عبقرية الشعب لا محالة ظافرة وإن طال الأمد.. هي حرب أهلية عليكم أنتم إن كنتم تحسبون أنفسكم تنتمون لهذا الشعب, الذي توزعون لأبناءه صكوك وفرمانات الوطنية والسودانوية على كيفكم!
*زلزال سبتمبر الذي سيهد عرش نظام البشير الزائف والمزيف.. الضال والمضلل, لم يرعب النظام وحده بل أخاف أيضا – كما أشرنا في مقالات سابقة- كل جماعات الإسلام السياسي من الخليج إلى المحيط! خوفا على تجربة الإسلامويين السودانيين الذين يدعون أنهم سنين, أي التجربة التي نهضت في إنقلاب على الشرعية وحكمت بالحديد والنار لعقدين ونصف حتى الآن, بالتالي هي تجربة الإسلام السياسي الأطول عمرا في المنطقة, ولذلك تراكضوا من كل فج عميق لبذل النصح والإرشاد – ولسان حالهم يقول: القوم في غيهم يعمهون- إذ يخشون أن تدور بأخوان السودان الدوائر ذاتها التي دارت بأخوان مصر, خصوصا أن وجود الأخوان المسلمين في ليبيا واليمن وتونس وآخيرا سوريا, مهدد!وهكذا قطر التي هي أصغر من شمبات الثورة, لن يقوى نفط الأرض كله في جعلها قوة إقليمية معتبرة, فهي ليست مصر وهي ليست السودان الذي لن يكون لها سوريا أو تونس!4
أحمد ضحية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.