عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ َجوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ َكأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ لم اجدى سوى كلمات الشاعر ابو الطيب المتنبي هذه ونحن نستقبل عيد الاضحى المبارك والاوضاع الاقتصادية الخانقة ترواح مكانها وتحيل الشعب المضحي الى (ضحية). الكل يترقب وقوف الحجاج بعرفه ترى هل سيتذكر حجاجنا ما يحدث فى السودان من ضنك وواقع اقل ما يوصف بأنه عام (الرمادة) ليدعوا وهم بالأراضي المقدسة بأن ينصلح الحال علها تكون ساعة استجابة ليرفع الله الغلاء والوباء. عيد بأية حال عدت يا عيد ترى هل سيغتال الفقر الفرحة ويسرقها من العديد من الاسر السودانية بعد القرارات الاخيرة التى اصابت الاسر فى مقتل فقرارات رفع الدعم اصاب كل شيء بل قسمت المجتمع الى نصفين اما فقير او غني. لم تعد هنالك طبقة وسطى فازداد الفارق الاجتماعي فى المجتمع . عيد بأية حال عدت ياعيد. يفكر كثير من ارباب الاسر فى (استدانة) ثمن الخروف حتى لا يحرم اسرته من الفرحة السنوية ولا يدخل الحزن الى قلوب اطفاله الصغار وزوجته وابويه وهو لا يملك ثمنه لكن يعلم بأن الله كريم جواد وحتى (تفرج) يحلها الف حلال . عيد بأية حال عدت ياعيد. لم نسمع من الحكومة التى قالت إنها ستخصص مبالغ كبيرة من التى سيتم استقطاعها بعد رفع الدعم لتذهب الى الاسر الفقيرة بالتنسيق مع ديوان الزكاة الحاضر الغائب الذى لا أرى نشاطاته الا من خلال بعض الاعلانات فى الصحف. أعتقد هذه الايام هى الأنسب التى كان للحكومة ان تغتنمها لتوزع (الاضاحي) للأسر الفقيرة والمتعففة. عيد بأية حال عدت يا عيد. وحال الامة العربية من المحيط الى الخليج لا يسر عدو ولا صديق انقاسمات وتشرزم وعدم استقرار وقتل بالجملة وتفجيرات واغتيالات وووو.. كل ما يمكن ان تتخيله ويجافي تعاليم الاسلام يحدث فى عالمنا الاسلامي قتل المسلم لأخيه المسلم ولغير المسلم تدمير حتى وصل لدور العبادة من مساجد وكنائس. هذه الاخبار الصادمة فى نشرات الاخبار ارتبطت بالمجتمعات الاسلامية فقط ترى ماذا يقول غير المسلمين عنا وماذا عن الذين تحدثهم أنفسهم بالدخول للدين الحنيف هل هذا الواقع الذى نشهده يشجع غير المسلمين للدخول فى الاسلام تذكرت حينها مقولة الالمانى الذى دخل الاسلام وقال قولته المشهورة (الحمد لله الذى عرفت الاسلام قبل ان أعرف المسلمين). حينما أشاهد نشرة الاخبار على القنوات العربية ما ان يقول الخبر (قتل أو انفجر أو اغتيل) أدعوا فى سري ألا يكون هذا الحدث فى دولة إسلامية لكن يأتى الخبر بعكس ما أريد. عيد بأية حال عدت يا عيد. والكثير من الاسر السودانية فقدت أحباء لها فى الاحداث الاخيرة وآخرون في (المعتقلات) ليكن هذا العيد فرصة للتسامح والترفع والعفو . عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش الاسلامي لفتح مكة وهي التى أخرجته وقاتلته وناصبته العداء خاف أهل مكة على مصيرهم لكن رسول الرحمة لم ينتقم او يقتص منهم او يعاقبهم بل قال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء) . [email protected]