شاهد بالفيديو.. الفنانة رؤى محمد نعيم تعلن خطوبتها من ناشط شهير وتظهر معه في بث مباشر تابعه الآلاف    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    فيتش تعدل نظرتها المستقبلية لمصر    عالم فلك يفجّر مفاجأة عن الكائنات الفضائية    تمندل المليشيا بطلبة العلم    السيد القائد العام … أبا محمد    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة محمد عبدالفتاح البرهان نجل القائد العام للجيش السوداني    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وماأشبة الليلة (2013) ببارحة اكتوبر 1964...
نشر في الراكوبة يوم 14 - 10 - 2013


1-
شاهد عصر يحكي عن احداث الاسبوع الاخير- وتحديدآ- ماقبل اندلاع ثورة اكتوبر 1964...
2-
***- في اليوم الرابع عشر من شهر اكتوبر عام 1964 ( اي قبل 49 عامآ )، قام اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بتوجية الدعوات المكتوبة، والتي كانت مطبوعة في بطاقات فاخرة انيقة لعدد كبير من الوزراء العسكريين والمدنيين..والسياسيين بالاحزاب الوطنية والذين كانوا وبشدة محظوريين من ممارسة اي نشاطات سياسية.. والدبلوماسيين السودانيين بوزارة الخارجية.. والادباء.. والفنانيين.. ولرئيس تحرير جريدة الثورة الناطقة باسم ( ثورة 17 نوفمبر )..ولعدد كبير من الصحفيين.. لحضور الندوة السياسية التي يقيمها اتحاد طلاب الجامعة لمناقشة الاوضاع المتردية في جنوب البلاد، وان مكان الندوة سيكون داخل جامعة الخرطوم ي يوم 20 اكتوبر 1964، في تمام الساعة السادسة مساءآ...
***- ولم تاتي هذه الدعوة الطلابية من فراغ، فقد كان -وقتها- جنوب السودان يعاني من حرب ضروس مابين الجيش السوداني ( تغير الاسم فيما بعد عام 1971 الي القوات المسلحة) والمقاتليين الجنوبيين في حركة ( انيا نيا ) اللفظ انيا- نيا Anya-Nya هو من لغة المادي بجنوب السودان ويعني سم الثعبان الأسود. وماكانت اخبار هذه الحروب تنشر او يسمح بتداولها اعلاميآ، ولكنها خرجت للعلن من قبل الضباط والجرحي الذين كانوا يتلقون العلاج بالسلاح الطبي في امدرمان، وحكوا عن مأسي هذه الحرب وكيف انها قد فتكت بارواح عشرات الألاف من الجانبيين واغلبهم من السكان الذين وقعوا بين النارين، جاءت الاخبار علي لسانهم، ان الجنوب قد اصبح قطعة من جهنم، ومن دخلها فهو مفقود ومن خرج منها فهو اما معاق او مصاب بجروح خطيرة !!، وقالوا ايضآ ،ان الاوامر قد جاءت للضباط بالجيش السوداني الا يتركوا خلفهم اسيرآ او حيآ، والا يتساهلوا مع المقاتليين الجنوبيين.
***- ومما زاد من سوء الاوضاع وقتها في الخرطوم، انه وما من منطقة بالعاصمة المثلثة الا وكان هناك سرداق عزاء لقتيل في الجنوب، وفي هذه السرداقات كانت تخرج الحكي والحقائق الاليمة عن مايحدث في الجنوب من اقتتال ضاري فتك بالناس، والزرع والضرع...وعم الاشمئزاز والغضب الشديد ملايين الناس وقتها من تلك المقولة المشهورة التي قالها اللواء حسن بشر نصر بانه( سيحرق الجنوب كله بكبريتة)!!
3-
***- ووصلت الدعوات الي اصحابها وتسلموها، وكثيرون منهم اعلنوا عن رغبتهم في الحضور لهذه الندوة الهامة والمشاركة فيها رغم الاخطار المحدقة بسبب الاجراءات العسكرية القاسية التي فرضتها الحكومة علي البلاد وبما فيها اقامة الندوات والمحاضرات السياسية والفكرية والادبية!!
***- اما وزارة الداخلية فانها قد اعلنت حالة الطوارئ لمواجهة هذه الندوة (الخطيرة)!! والمخصصة عن الجنوب. وتعهد مدير الشرطة أبارو بان (يطربقها علي الجميع). وشاع خبر الندوة وعلم بها الناس في كل مكان فاستعدوا لها والمشاركة فيها بالحضور.
4-
يقول د.حسن عابدين الذي كان رئيسآ للمجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في عام 64 وهو الاتحاد الذي خطط ورتب الندوة:
( الحقيقة أن اتحاد طلاب جامعة الخرطوم أس الرمح في أحداث أكتوبر لأنه أول من جاهر بمعارضة نظام عبود منذ عام 1959م أي بعد ستة أشهر للانقلاب، بمذكرة رفعها اتحاد الطلاب مطالباً فيها بعودة الجيش إلى الثكنات وعودة الحرية والديمقراطية، وعلى أساس تلك المذكرة تم حل الاتحاد وأصبح تنظيماً غير شرعي، وهذه كانت بداية المعركة بين الاتحاد والنظام. وفي 63 في حفل توزيع الدرجات الذي شهده عبود تظاهر عدد من الطلاب في وجهه ففصلت اللجنة التنفيذية بكاملها.
واتخذ الاتحاد أساليب محددة في معارضة النظام أولها البيانات في المناسبات الوطنية يطالب فيها بالديمقراطية وينظم الندوات التي يشارك فيها خارج السودان، وداخل السودان إلى أن تم حظر ممثلي الاتحاد من المشاركة الخارجية، وطريقة ثانية هي تنظيم المسيرات والمواكب وللأمانة الاتحاد في ذلك الوقت كان يعمل مستقلاً عن أي جهة خارج الجامعة والتعاون مع الأحزاب جاء في فترة متأخرة من تاريخ اتحاد جامعة الخرطوم، والنقطة التي ركز عليها الاتحاد ليثبت فشل نظام عبود كانت هي تصعيده للحرب في الجنوب، والاتحاد كان يدعو لحل سلمي لمشكلة الجنوب، وآخر الندوات التي نظمها الاتحاد وتحدث فيها الدكتور حسن الترابي وأحمد عبد الحليم والتي أكد فيها المتحدثون بأن مشكلة الجنوب لن تحل إلا بتغيير نظام عبود نفسه، والغريب في الأمر أن النظام هو من صرح بهذه الندوات لمشاركة الطلاب في حل مشكلة الجنوب فاتخذها الطلاب مدخلاً للحديث عن النظام، وقالها الترابي ( لا حل للمشكلة في الجنوب إلا بزوال النظام وبعدها منعت الحكومة الندوات).
ومضى دكتور حسن قائلاً:
( في 10 أكتوبر منعت الشرطة ندوة للاتحاد فقامت اللجنة التنفيذية برئاسة حافظ الشيخ الزاكي برفع مذكرة لوزير الداخلية وتحركت اللجنة من الجامعة إلى وزارة الداخلية لتسليم المذكرة، فالذي حدث هو اعتقال جميع أعضاء اللجنة من أمام مباني وزارة الداخلية، فأصبح الاتحاد مضطراً للمواجهة، وقرر أن يتصدى لقرار منع الندوات وهنا حدث خلاف داخل اللجنة التنفيذية تيار الجبهة الديمقراطية كان يرى أن في التحدي استفزاز للنظام وللشرطة قد يؤدي إلى نتائج كارثية، ولكن الاتجاه الإسلامي والمؤتمر الديمقراطي الذي كنا نحن جزءاً منه أيد قيام الندوات وانتصر قرار الأغلبية وفي 21 أكتوبر وهو اختيار اعتباطي قررنا أن نقيم الندوة فمن باب التعطيل قامت إدارة الجامعة بفتح (الموية) في نجيلة الميدان والتي من المفترض أن يتحدث على أرضه كل التنظيمات التي كانت ممثلة في الاتحاد ودخلت الشرطة إلى مكان الندوة وطوقت المكان وتوتر الموقف وقبل بداية الندوة نوهت قوات الشرطة بالمايكروفون للطلاب بعدم التجمهر، وكان الأخ أنور الهادي مقدم الندوة وهو من الاتجاه الإسلامي قام وقدم بابكر الحاج ممثل الجبهة الديمقراطية وأول ما وقف بابكر الحاج أعادت الشرطة تحذيرها ليهتف الطلاب ضد الشرطة "جامعة أو لا جامعة"، وبدأ إطلاق الغاز المسيل للدموع بكميات كبيرة وخيم الظلام على المكان، واستمر الهتاف وبعدها كان إطلاق الرصاص في الهواء لتصيب القرشي الذي يقول الناس أنه كان متجهاً إلى الحمام ولكن الحقيقة أن القرشي كان يغسل عيونه من الغاز المسيل للدموع ليهتف الطلاب" قتلوا زول قتلوا زول"..
وأنا كنت رئيس المجلس الأربعيني حاولنا تهدئة الموقف وعندما سمعنا بالخبر ذهبنا إلى مكان الحادث فوجدناه مسجياً بالمسطبة، وحدثت فوضى عارمة وأنا كنت من حمل الجثمان إلى خارج البركس واستغلينا أول عربية تاكسي وذهبنا إلى مستشفى الخرطوم، وهذه هي كانت البداية الحقيقية لأكتوبر. وما حدث بعدها هو ردة فعل لاغتيال القرشي التي خلقت صدمة وهزة عند الناس).
الدكتور يواصل الإفادة:
( الشرطة حاولت أن تخفي أثر الحادث وجاءت إلى المستشفى وطالبت تسليمها جثمان القرشي وهنا لا بد من ذكر الدكتور عبد الحليم محمد وكان وقتها مدير مستشفى الخرطوم ورفض دكتور عبد الحليم تسليم الجثمان للشرطة، وقال إن هنالك إجراءات طبية يجب أن تتم والجثمان سيسلم لأهل المتوفى وفي ذلك الوقت امتلأ المستشفى بالطلاب وباتوا يحرسون الجثمان حتى الصباح كما توافد عدد من المواطنين للمستشفى وهذا ما بلور مشاعر الغضب).
5-
وقال د.حسن:
( ظهرت القيادات وأولهم نقابة أساتذة جامعة الخرطوم ونظموا موكباً للمستشفى وطالبوا بالصلاة على جثمان القرشي بالخرطوم وهي صلاة سياسية، وصلينا في ميدان عبد المنعم وكان أكبر حشد بعد الاستقلال وفي ظني هذا ما جعل الناس تتحدث عن الثورة. بدأت القيادات تشكل مجلس للعمل مكونة من هيئة أساتذة جامعة الخرطوم واتحاد طلاب جامعة الخرطوم واتحاد المعهد الفني ممثلين للجبهة الوطنية "تجمع الأحزاب السياسية" وممثلين من جبهة الهيئات "هيئات النقابات) وفيما بعد نشطت النقابات في مسيرات لكل نقابة على حده، وسلموا مذكرات لعبود.
6-
قال عابدين:
(دخول القضاة في العصيان المدني رجح كفة الانتفاضة، وخاصة أن للقضاء وقتها هيبة احترام شديد عند الناس وكان على رأس القضاة عبد المجيد إمام وبابكر عوض الله بعدها انتشرت الاحتجاجات في المدن، وحدثت نفس التحركات للعصيان المدني ودخلت البلاد في إضراب سياسي بعضهم طالب بالتحقيق في مقتل القرشي ودخول الشرطة للحرم الجامعي، وبعدها بقليل تحولت المطالبة إلى مطالبة سياسية بتنحي عبود والمجلس العسكري، و تواصلت المساير وأكبرها يوم 28 أكتوبر وشعارها إلى القصر حتى النصر وحدث إطلاق نار قتل فيها عدد من طلاب جامعة الخرطوم).
7-
الجيش يفاوض:
عندما تأزم الموقف واستمرت الاحتجاجات اقترح ضباط من الجيش وبعض السياسيين فكرة التفاوض وكان المقترح أن يستمر عبود رئيساً ويحل المجلس العسكري ويتفاوضوا معه على تسليم السلطة، إلا أن أعضاء المجلس العسكري اعتقلوا جميعاً ورحلوا إلى شالا إلا أن عبود لم يعتقل ولم يحاكم.
8-
فقط للذكرى:
بيان أساتذة جامعة الخرطوم (أحداث أكتوبر 1964)
********************************'
المصدر:
http://www.alrakoba.net/articles-act...w-id-23293.htm
--------
***- بما ان سلطات البوليس قد انتهكت حرمات الجامعة فتصدت لندوة عامة عقدها الطلبة يوم السبت العاشر من اكتوبر 1964 عنوانها التقييم العلمي لمسألة الجنوب ثم مدت تلك السلطات يدها للجنة اتحاد الطلبة فأودعتها محابس التحفظ. وبما انها عادت يوم الاربعاء الحادي والعشرين من اكتوبر فتصدت لاجتماع داخلي بحت لجمعية الطلاب العمومية اقتصر على طلاب الجامعة شهوداً ومتحدثين وعقد في فناء مساكن الطلبة بقصد تحديد الرأي في مسألة الجنوب فاعتدى جنود البوليس على الطلاب العزل بعدد هائل من القنابل المسيلة للدموع ثم امطروهم بالرصاص الوابل فأردوا بعضهم قتلى وتركوا البعض الآخر بين الحياة والموت ولم يقتصروا على هذه الفعلة الشنيعة بل تعقبوا الطلبة في حجرهم وقادوهم معتقلين إلى الاعتقال بل بلغت بهم الجرأة ان اعتقلوا بعض اساتذة الجامعة وانتهت بهم الوحشية إلى تعويق مجهودات الاساتذة والاطباء لاسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفى. وبما انها تمادياً في الكيد للجامعة واستخفافاً لشأنها تصدت لموكب نعش الطالب الشهيد فحظرت نقله للجامعة ووقف جنودها متهيئين لامتهان كرامة النعش ولابادة الاساتذة والطلبة وغيرهم من المشيعين فقد رأينا نحن الاساتذة ان هذه الجامعة فقدت مقوماتها واصبحت صورة بلا معنى وبناء بلا كيان فإذا كانت الجامعة موطنا لحرية الفكر ومنارا للعلم المتجرد فقد خنقت في هذه الجامعة حرية الفكر ودنست فيها قداسة العلم وحكمت فيها سياسة رعناء هوجاء قوامها القهر والبطش والارهاب وإذا كانت الجامعة من صميم هذا الشعب تخدمه وتقوم على شؤونه فقد اصبحت جامعتنا الىوم عاجزة عن ادنى مشاركة في حل المسائل القومية في هذا البلد الذي تستصرخنا حاجاته الضائعة وقضاياه التي افلست فيها سياسة الحكام وإذا كان للجامعة حرم جدير بالتقديس وإذا كان لطلبة العلم وحملته حق في التوقير والاكرام فقد انتهكت الىوم حرم الجامعة واصبحت مسرحاً لاراقة الدماء وديست قداسة العلم في اهله واصبحوا عرضة للتقتيل والتنكيل وبما ان الجامعة من جراء ذلك لم تعد موطناً للعلم ولا مجالاً لبحث قضايا الامة السودانية ولم يبق لها حرم مكرم ولا اهل يوقرون وبما اننا ايقنا انه لن تقوم لاستقلال الجامعة قائمة في ظل الاوضاع الحاضرة فقد قررنا نحن اساتذة جامعة الخرطوم السودانيين الموقعين أدناه أن نطهر ايدينا منها بالتوقف عن العمل فوراً والاستقالة عن وظائفنا فيها استقالة غير مشروطة ولا موقوتة إلا بزوال هذا الوضع المظلم وقيام نظام دستوري يعرف للجامعة استقلالها ويقدر اهلها حق.
9-
ومرة اخري وبعد 49 عامآ....
بيان اخر من اساتذة جامعة الخرطوم!!
*************************
بيان من تجمع اساتذة جامعة الخرطوم
حول دور الجامعة فى المرحلة الراهنة...
------------------------
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-119394.htm
10-12-2013 02:20 AM
---------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
***- ظلت جامعة الخرطوم، منذ تأسيسها وحتى اليوم تمثل الذاكرة المؤسسية المتقدة للامة، ومنارة الاستنارة السامقة لشعبنا، مجسدة بذلك لصالح الوطن مخزوناً هائلاً للفكر ومصدراَ متجدداً للكسب الاكاديمى المتميز. وفوق ذلك فقد كانت الجامعة و ما زالت مصنعًاً خصباً للكوادر القيادية التى لعبت دورا طليعياً لدفع حركة الوطن للامام. يذكر التاريخ للجامعة دورها فى الحركة الوطنية فى الخمسينيات والستينيات وما لعبته من دور مجيد فى ثورة اكتوبر 1964 توج برئاسة وسكرتارية مؤتمر المائدة المستديرة، وواصلت مقاومتها لنظام مايو فى السبعينيات ولعبت نقابة اساتذة الجامعة دورا هاما و محورياً فى تعبئة وقيادة قوى الانتفاضة المجيدة ضد نظام مايو في 1985 واصبحت دار الاساتذة محطة للعمل الوطنى الجامع. ولم تخنع فى عهد الانقاذ بالرغم من تشريد اساتذتها واخضاعها للسيطرة الحزبية الاحادية والتغول على اصولها وممتلكاتها لاضعافها فاصطف الاساتذة وانتزعوا حق التنظيم النقابى المستقل 2006-2009 ولا تزال روح المقاومة متقدة وسط اساتذتها حاملين هموم الوطن ساعين للاسهام فى اخراجه من الازمة الخانقة التي يعانيها راهناً.
***- لا شك ان الظروف التى تحيط بالبلاد اليوم تختلف كثيرا عن ما سبق. فقد شرعن نظام الانقاذ نظام حكمه بالدين وهو ابعد ما يكون عنه سلوكاً، وعمل بمثابرة على تحطيم الاصول الانتاجية للاقتصاد الوطني، و أقدم في رعونة على تسليع الخدمات الاساسية من صحة وتعليم، و عمل بلا كلل على تخريب الاجهزة الرقابية والحسابية والامنية للدولة، و نشط بتهور في تدمير البنية التحتية للحياة السياسية المدنية مشعلا وبغير هوادة نيران حرب اهلية أهدرت موارد البلاد وادت لانفصال الجنوب وفاقمت النزاعات فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق واهدرت كرامة وسيادة الوطن بالارتهان للارادة الدولية حفاظاً على سلامة قادتها من استحقاق العدالة.
***- ترتب على ما تقدم تجيير غير شامل لموارد الدولة لللاجهزة العسكرية والامنية، مردوفاَ بالتوظيف السياسى للدين كاداة فعالة للتعبئة الديماغوغية ومسوغا للقمع المباشر. و تلازم ذلك مع تدهور محزن للاحوال المعيشية لشرائح متزايدة من شعبنا، وزيادة مضطردة في معدلات البطالة و الفقر بصورة غير مسبوقة، وتمزيق متعمد للنسيج الاجتماعى، وهجرة قسرية مهينة لملايين السودانيين خارج البلاد حتى انتهى النظام بعد ربع قرن من استبداده بالأمر الى وقوفه معزولاً بائساً على ساحة سياسية تم تجريفها بالكامل غُيبت عنها النقابات والاحزاب و المنظمات النسوية والشبابية والمهنية ومنظمات المجتمع المدنى، واحتكرت اجهزة الامن مفاصل العمل العام تمكيناً وحماية لمصلحة الاقلية الفاسدة الحاكمة.
***- يتخلص المشهد السياسى اليوم فى التسلط العارى من كل شرعية اخلاقية او قانونية للنظام، واختار النظام لنفسه الاحتكار المتسلط لكل انشطة الدولة تمكينا وحماية للطغمة الحاكمة الوالغة في شتى ضروب الفساد، و تمسكاً ارعناً بسياسات ثبت بعد ربع قرن من التجربة فشلهاً، ضمن اطار من المصادمةً اليومية لكل قطاعات الشعب.
***- ما من وطنى مخلص اليوم الا واستشعر الخطر المحدق بالوطن جراء بقاء السلطة على ما هى عليه بالرغم من وصول الازمة لذروتها. و يتفاقم الخطر ببطء وتعثر حركة الاطراف المعارضة في سعيها للوصول لتوافق وطنى مقبول يجنب البلاد مآلات ما حل ببعض الدول من تدخل خارجى قد يذهب بريح الوطن جراء عجز القوى الوطنية الوصول لحلول بنفسها،
***- اننا واستلهاماً لتاريخ الوطن، وايماناً منا بقدرة القوى الحيوية لشعبنا على مقاومة التسلط والعسف فى كل اقاليم البلاد ولما عكسته الهبات الشعبية والمظاهرات الاحتجاجية وآخرها انتفاضة سبتمبر-اكتوبر الحالية من ارادة للنهوض مجدداً، وعطفاً على ما لعبته الجامعة من دور ريادي فى اكتوبر 1964 والانتفاضة 1985 نرى أن الوقت قد أزف لتقوم الجامعة بدورها الذى يحفظه التاريخ ويطلبه الحاضر خلاصاً لمستقبل الوطن، و استشعاراً منا لهذا الدور المطلوب ولما للجامعة من مكانة عند كافة الاطراف وما لمنسوبيها (داخل وخارج البلاد) من خبرات فنية واكاديمية وفكرية وروح وطنية خالصة،
فاننا فى تجمع الاساتذة نرى:
1. ضرورة ذهاب النظام الراهن لافتقاره لأي مسوغ أو مبرر موضوعي للبقاء وفقاً للحيثيات المذكورة أعلاه.
2. التأكيد على نجاعة الحل السلمى المؤسس على الحوار الحر الديمقراطي لتحويل البلاد من وضع الازمة والحروبات والنزاعات الراهنة لمرحلة انتقالية تقودها سلطة انتقالية توافقية تنهى الحرب وتؤسس لعقد اجتماعى – دستورى يمهد للدخول فى عهد جديد قائم على المواطنة والعدالة والانصاف والمساواة، في اطار من التعددية الديمقراطية.
3. أهمية ان يستشعر قادة الاحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة والتنظيمات السياسية بمختلف توجهاتم ثقل المسؤولية التاريخية و دقتها و العمل الجاد لتجاوز الاجندة الضيقة. ونحن هنا، و من واقع الاحساس بجسامة المسؤلية نبادر ونناشد الجميع ان يتجهوا عاجلاً للتفاكر والعمل معاً للوصول لمخرج من الازمة الوطنية الراهنة.
4. يقينا لا نحتاج لنؤكد ان الشعب السودانى لا يقل استعدادا وطاقة وارادة عن الشعوب الاخرى (جنوب افريقيا مثالا) التى مرت بازمات عسيرة تجاوزتها بالتفاف قواها الوطنية للتوافق حول ميثاق حمل لها الخلاص وعبر بها لمرحلة جديدة صالحت فيها نفسها وداوت جراحها وفتحت ابواب الحياة الحرة الكريمة لجميع ابنائها وبناتها كل ذلك بفضل قيادات ارتقت لمستوى المسؤولية التاريخية.
5. التمهيد لحوار سودانى – سودانى لا يستثني أحداً تتقلد فيه الجامعة، بقيادة أساتذتها، دورها التاريخى الذى لعبته فى الماضى خاصة ما قامت به فى اكتوبر 1964 والانتفاضة 1985.
6. تتبنى جامعة الخرطوم ممثلة فى اساتذتها جمع كل المبادرات المطروحة في هذا الصدد من قوى الاجماع الوطنى، وحزب الامة، والجبهة الثورية، وتنسيقية قوى الثورة، وكونفيدرالية منظمات المجتمع المدنى، وسودانيى المهجر و اصلاحي المؤتمر الوطني لتوثيقها ووفتح حوار ونقاش حولها مع اصحابها اولاً وبشكل جماعى لاحقاً بهدف التقريب و التوفيق بينها تمهيداً لدمجها وصياغتها فى مبادرة سودانية خالصة موحدة تحمل تسوية تاريخية تنقذ البلاد وتعبر بها للامام.
7. الحوار السودانى – سودانى ينبغي أن لا يغفل أهمية دور المجتمع الدولي و الحاح واجب ترميم العلاقات مع أطرافه المتعددة، و لذلك فانه لا يستبعد ان يكون للقوى الاقليمية والدولية دوراً فاعلاً، على ان يكون هذا الدور مُكملاً لدينامية الحراك السودانى الداخلى الخالص وليس مُسيراً له. ومن الضرورى الاستفادة من تجربة المرحلة الانتقالية 2005-2011، ومن الضرورى ايضا اخذ العبرة من تجارب الدول القريبة (نماذج اليمن حيث تولي مجلس التعاون الخليجي رعاية صيغة توافق انتقالي) حيث ساهم الدور الخارجى فى توفير الضمانات وتقديم المساعدات خاصة الاقتصادية فى المرحلة الانتقالية التى يحتاج فيها الاقتصاد لمساعدات اسعافية ورفع المقاطعة واعفاء الديون وتشجيع الاستثمارات.
8. ان الدور الذى نسعى – كاساتذة لجامعة الخرطوم - القيام به لا يعنى عزلاً لأحد او اقصاءاً لمجموعة، انما هو دعوة لتوظيف الخبرات الفنية والاكاديمية والقانونية والفكرية للجامعة لتلعب دورها المنتظر و المأمول في سبيل الخروج من الازمة التى تمسك بخناق الوطن.
- تجمع اساتذة جامعة الخرطوم-
10-
ملحوظة: استعنت ببعض المواقع الموقرة واقتبست منها بعض المعلومات - فلها الشكر والأمتنان-.
بكري الصائغ
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.