السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعض تاريخ ما أهمله التاريخ في ام الثورات والربيع الحقيقي الما خمج ؟ا
نشر في الراكوبة يوم 27 - 11 - 2011

بعض تاريخ ما أهمله التاريخ في ام الثورات والربيع الحقيقي الما خمج ؟
ما الذي قاله الرئيس عبود فاضحك وفد المعارضة وهو يفاوضه علي تسليم السلطة ، والشارع محتقن ؟ من الذي كتب ميثاق ثورة اكتوبر ؟ من الذي ام المصلين في صلاة جنازة الشهيد القرشي في ميدان عبدالمنعم ، قبل ترحيلها للقراصة ؟
بعض تاريخ ما أهمله التاريخ في ام الثورات والربيع الحقيقي الما خمج ؟
ثروت قاسم
[email protected]
مقدمة !
ثورة اكتوبر ، كأي ثورة أخري في التاريخ البشري ، لها أكثر من أب ! هي نتاج تجميع طوب البناء الأتي من كل حدب ، والذي يبني الصرح ! كل مواطن شريف يضع طوبة ! وطوبة فوق طوبة ، ونري الصرح مشيدا !
القصد من وراء هذه المقالة إظهار وتجلية وكشف النقاب عن عطاء مواطن واحد من هذه الجماهير ؛ لأن هذا العطاء قد تجاهلته كتب التاريخ ، التي أعاد كتابتها ترزية الإنقاذ ، لتغمط وتبخس الناس أشياءهم !
ليس القصد من وراء هذه المقالة تبخيس جهود الالاف التي شاركت ، كل حسب عطائه ، في تفجير ثورة أكتوبر !
للأسف ، نجد أن كثيرأ من كرام المواطنين يجهلون التاريخ الحديث لوطنهم ، خصوصأ ولم تمر علي ثورة أكتوبر سوي 47 عاما ! وأغلب صانعيها والمشاركين فيها ، أحياء يدبون علي الارض ، يأكلون الطعام ، ويمشون بين الناس في الأسواق !
أكرر ... هذا إستعراض لجهد فرد واحد ، وضع طوبة في صرح اكتوبر ، وربما وضع اخرون أكثر من طوبة !
وسوف نختزل طوبة الأنسان العظيم ، في 21 محطة متوالية ، تتبع التسلسل الزمني ، حتي تظهر الصورة واضحة للعيان ، دون تشويش !
وقد توخينا تقصي الحقيقة ، كل الحقيقة ، ولا شئ غير الحقيقة ! وتجنب المبالغات ، وتجنب سرد المعلومات الملغومة والمغلوطة ! وبالاخص تجنب بناء الأصنام ، والعجول التي لها خوار !
فالكاتب ليس بسامري ، ولا هو من سحرة النبي موسي ، حارقي البخور للفرعون !
نقول :
اولأ :
+ في أبريل 1964 ، أصدر الانسان العظيم كتيبأ بعنوان :
( مسألة جنوب السودان ) ،
أوضح فيه أن المسألة في جوهرها مشكلة سياسية اقتصادية ثقافية ! ولا يمكن حلها بأسلوب عسكري- أمني ! وأنه يجب أن تتم مناقشتها علي نطاق واسع في بلاد السودان ، وبحرية تامة ، لإيجاد حل سياسي مناسب لها !
استدعي وزير الداخلية وقتها ، أحمد مجذوب البخاري ، الأنسان العظيم ، وهدده بالأعتقال لنشره كتابه ، الذي ، وبحسب أدعائه ، يفضح ممارسات نظام عبود الاستبدادية ، في جنوب السودان !
قال الانسان العظيم ، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم :
( قرار الإعتقال بيدكم ، وقرار نشر ما في الكتاب بيدي! ) !
وانتهى الأمر على ذلك !
وصار الكتاب مرجعية من مرجعيات ثورة اكتوبر ! واستعمل اخرون المعلومات التي حوته ، في مخاطبة ندوات اكتوبر ، وخلق بطولات ، ( ونسوا ) أن يرجعوا الفضل لصاحبه !
ثانيأ :
+ في مساء يوم الأربعاء 21 أكتوبر 1964 ، عقد طلاب جامعة الخرطوم ، ندوة في داخليات الجامعة الشرقية ( البركس ) ، عن الأحداث في جنوب السودان ( خصوصأ سياسة نظام عبود القمعية في الجنوب ) ! تدخل البوليس ؛ ومنع عقد الندوة ! فتأهب الطلاب المشاركون في الندوة ، للخروج في مظاهرة ضد نظام عبود !
باغت البوليس المسلح الطلاب المتظاهرين ، بأسلحة نارية ، لمنعهم من الخروج خارج حرم الجامعة !
دخل الطلبة في معركة حامية ضد البوليس ، بالحجارة ! أطلق البوليس الرصاص الحي علي الطلبة ، فاستشهد الشهيد الطالب الجامعي القرشي ، ونقل 27 من الطلبة الجرحي ، بأصابات نارية ، إلى مستشفي الخرطوم !
ثالثأ :
+ زار الانسان العظيم الطلبة الجرحي في مستشفي الخرطوم في نفس ليلة الأربعاء ، وترحم علي روح الشهيد القرشي في المستشفي ! كما زار أسرة الشهيد القرشي ، في نفس الليلة ، وأبلغهم بضرورة تمسكهم بجثمان الشهيد ، وأن يرفضوا تسليمه للسلطات العسكرية! ووقف معهم وقفة صلبة ، نتج عنها تحول أسرة الشهيد القرشي للانتماء لحزب الأمة من يومها ، وحتي تاريخه !
رابعأ :
+ عشية الاربعاء 21 أكتوبر 1964 ، أصدر الانسان العظيم خطابه الشهير:
( رسالة للمواطن السوداني ) ،
والذي دعا فيه الأمة السودانية للثورة على الحكومة العسكرية!
واتبع الأنسان العظيم رسالته للمواطن السوداني ، بأفعال وأعمال علي الأرض ، بالمشاركة مع مواطنيين اخرين ، الأمر الذي أجبر الرئيس عبود لارسال ضابطين ، من عظام الضباط ، للتفاوض معه ، لأيجاد حل للأزمة المتفاقمة !
خامسأ :
+ لم ينم الانسان العظيم ليلة الأربعاء ، ودعا ، وترأس اجتماعا لقادة حزب الأمة الساعة السادسة من صباح يوم الخميس 22 اكتوبر 1964 ، لمواجهة الموقف ، والإعداد لكل الاحتمالات !
سادسأ :
+ في يوم السبت 24 أكتوبر 1964، قاد الانسان العظيم موكب تشييع جثمان الشهيد القرشي ، وأم المصلين بميدان عبد المنعم ، في الخرطوم !
تمت مراسيم الصلاة على الشهيد ، ووضع على ظهر سيارة ناقلة ، ليدفن في قريته ... القراصة !
سابعأ :
+ في يوم السبت 24 اكتوبر 1964 ، تم دمج الجبهة الوطنية المتحدة ، التي يقودها الأنسان العظيم ، مع جبهة الهيئات ،(هيئات القضاة والمحامين والأساتذة وغيرهم ... وكان مقرها جامعة الخرطوم) ، في جبهة موحدة سميت بالجبهة القومية الموحدة وانضمت إليها هيئة التجار!
كانت جبهة الهيئات تسعي لإقصاء الأحزاب السياسية عن ثورة اكتوبر ، لأمر في نفس يعقوب ! ولم تخطر جبهة الهيئات الاحزاب السياسية بموكب سيرته ، صباح يوم السبت 24 اكتوبر 1964 ، بدون مشاركة الاحزاب السياسية !
ولكن نجح الانسان العظيم في اقناع جبهة الهيئات :
+ في التنسيق مع الجبهة الوطنية المتحدة ، التي يقودها !
+ وأخيرأ في دمج الجبهتين في جبهة موحدة سميت بالجبهة القومية الموحدة !
ثامنأ :
+ في يوم السبت 24 اكتوبر 1964 ، أعلنت الجبهة القومية الموحدة ، الإضراب العام ، والعصيان المدني ! واتخذا ، وفورأ ، طابع الجدية والإجماع !
استمرت الجماهير في تسيير المظاهرات الصاخبة التي تنادي بالحرية ، وتدين الحكم العسكري!
وما كادت الأنباء تصل إلى الأقاليم ، حتى تجاوبت تجاوبا تاما مع المعارضة السياسية في الخرطوم ، فأضربت وسيرت المواكب وصادمت قوات الأمن ، واستولت على زمام الأمر، في بعض المناطق مثل مدني ، والدويم، وكوستي!
تاسعأ :
+ في يوم الاثنين 26 أكتوبر 1964 ، كونت الجبهة القومية الموحدة وفدا من السادة الصادق المهدي ، مبارك زروق ، حسن الترابي ، أحمد السيد حمد ، وعابدين إسماعيل للتفاوض مع الرئيس عبود في القصر الجمهوري !
وكان الأنسان العظيم هو المتحدث باسم الوفد ، مع الرئيس عبود!
عاشرأ :
+ في يوم الاثنين 26 أكتوبر 1964 ، صاغ الانسان العظيم مسودة ميثاق ثورة اكتوبر ! وقدمه للجبهة القومية الموحدة ! التي ناقشته ، وقبلته ، واعتمدته دون أي تغيير !
وصار ميثاق ثورة اكتوبر العظيمة !
أحد عشر :
+ في يوم الاثنين 26 أكتوبر 1964 ، أكملت الجبهة القومية الموحدة تنظيمها ! واختارت ممثليها !
وأعتمدت ميثاق ثورة اكتوبر ، الذي كتبه الإنسان العظيم ، والذي لخص مطالب الشعب السوداني !
اثنا عشر :
+ في منتصف نهار الاثنين 26 أكتوبر 1964 ، عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعأ تاريخيأ ! قرروا فيه حل المجلس الأعلى ، ومجلس الوزراء ، وقبلوا مبدأ تكوين حكومة انتقالية مدنية تشرف على التحول الديمقراطي!
قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الاتصال بالجبهة القومية الموحدة للتفاوض حول تسهيل التحول الديمقراطي ، مقابل العفو التام عن الرئيس عبود ورفاقه ، وعدم ملاحقتهم قضائيأ ، بعد اتمام التحول الديمقراطي !
ثلاثة عشر :
+ في صباح الأربعاء 28 أكتوبر 1964 ، توجه وفد التفاوض ، من الجبهة القومية الموحدة ( المذكور في الفقرة تاسعا اعلاه ) ، للقصر الجمهوري ، واجتمع مع الرئيس عبود !
قدم الوفد للرئيس عبود مسودة الميثاق الوطني ( ميثاق ثورة أكتوبر ) ، ونقل له رأي الجبهة القومية الموحدة ... وهو تصفية الحكم العسكري فورا ، وتشكيل حكومة مدنية انتقالية ، تعمل بمقتضى الدستور المؤقت!
سأل الرئيس عبود الوفد :
ماذا تريدون؟
تولي الأنسان العظيم الرد نيابة عن وفد الجبهة القومية الموحدة !
قال :
حسن أنك قد قمت بحل أجهزة النظام الحالي ! والآن نحن نطلب إعادة الدستور المؤقت لعام 1956م، الذي تم تعطيله بقيام انقلاب 17 نوفمبر 1958م!
ولدهشة وفد الجبهة القومية الموحدة المفاوض ، تساءل الرئيس عبود:
الدستور المؤقت ؟ ما هو هذا الدستور المؤقت؟
فتأمل !
طلب الرئيس عبود من المفاوضين أن يعطوه مهلة زمنية ( يوم الخميس 29 اكتوبر 1964 ) ، لينور نفسه بخصوص الدستور المؤقت!
أربعة عشر :
+ في يوم الجمعة 30 أكتوبر 1964 ، تم عقد اللقاء التاريخي في القيادة العامة للقوات المسلحة ، بين الرئيس عبود ( وصحبه الميامين ) من العساكر في جانب ، وفي الجانب المقابل وفد الجبهة القومية الموحدة ، بقيادة الأنسان العظيم !
في ذلك الإجتماع الأطول في تاريخ السودان الحديث ، والذي استمر لما بعد الساعات الأولى من صباح السبت 31 اكتوبر 2011 ، اتفق الطرفان علي الاتي :
+ تسهيل التحول الديمقراطي سلميأ ! وطي صفحة الماضي ، بالعفو عما سلف ، وبدون محاكمة للذين تورطوا في خرق الدستور المؤقت ، بانقلاب 17 نوفمبر 1958 !
+ تأكيد حل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ؛
+ تأكيد حل مجلس الوزراء ؛
+ تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية ، برئاسة المرحوم سر الختم الخليفة ، ( الذي أختارته الجبهة القومية الموحدة ) ، وتعمل بمقتضى الدستور المؤقت !
لم يشارك الأنسان العظيم في هذه الحكومة ، رغم أنه قاد المفاوضات التي ادت الي تكوينها ، لانه ، وحسب قوله ، لم يتم أنتخابه بواسطة الشعب !
ولانه كجده عنترة بن شداد العبسي ، يعف ، دومأ ، عند المغنم !
+ إعادة العمل بالدستور المؤقت ( المجمد منذ 17 نوفمبر 1958 ) ، دستورأ لبلاد السودان ؛
+ إعتماد ميثاق ثورة اكتوبر ؛
+ الموافقة علي تفاصيل ، وإجراءات تسليم السلطة للشعب!
+ أستمرار الفريق ابراهيم عبود رئيسأ رمزيأ لبلاد السودان ، خلال الفترة الأنتقالية !
خمسة عشر :
في يوم الجمعة 30 أكتوبر 1964 ، تم قفل الملف التنفيذي لنظام عبود العسكري ، وأصبحت حكومة سرالختم الخليفة ، السلطة التنفيذية الشرعية الحصرية في بلاد السودان !
ولكن استمر الفريق عبود حاكمأ رمزيا في القصر الجمهوري حتي يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر 1964م !
في يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر 1964م ، غادر المواطن السوداني ابراهيم عبود القصر الجمهوري الي منزله الخاص في العمارات ... عنقالي يحمد الله ويشكره !
في يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر 1964م ، تم قفل ملف نظام عبود العسكري تنفيذيأ وسياديأ !
في يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر 1964م ، تم كنس نظام عبود العسكري الي مزبلة التاريخ ، غير مأسوف عليه !
ستة عشر :
حقن الرئيس عبود ، بتراجعه ، دماء المواطنين ... بعكس ما فعله القدافي ، وما يفعله حاليأ الأسد السوري وصالح اليمني !
كرر الانسان العظيم طلبه للرئيس عبود بالتنحي والتغيير ، في ليلة الجمعة الطويلة 30 أكتوبر 1964 ، للرئيس البشير في اكتوبر 2011، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، بعد 47 سنة مما تعدون !
دخل كلام الانسان العظيم الي داخل أذان الرئيس عبود ، في اكتوبر 1964 ، فتم إنقاذ بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان !
وللأسف لم يستطع كلام الانسان العظيم أن يلج أذان الرئيس البشير ، في اكتوبر 2011 ، لأن بها وقر !
قال الانسان العظيم :
كفاكم ثلاثمائة ألف قتيل في دارفور، ومئات في جنوب كردفان والنيل الأزرق!
كفاكم إذلال كرامة الشعب السوداني !
كفاكم تقسيم بلاد السودان الي قسمين !
أطلقوا سراح شعبي !
وللأسف ذهبت صرخة وأستغاثة الأنسان العظيم أدراج الرياح !
سبعة عشر :
+ حسب ما هو مذكور في الفقرة 14 أعلاه ، فقد تم العفو التام عن كل الذين تورطوا في خرق الدستور المؤقت بانقلاب 17 نوفمبر 1958 !
بعد رجوع المواطن ابراهيم عبود إلى منزله ، في يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر 1964م ، ورغم العفو عنه وزمرته ، استل البعض خناجرهم ، وسكاكينهم ، ومطاويهم ، ونبحوا مطالبين بمحاكمة المواطن ابراهيم عبود ، وزمرته !
وقف الانسان العظيم ، كالطود ، ضد هذه الزمرة الضالة التي لا ترعي العهود ، ولا تحترم المواثيق ، قائلأ :
يا قوم ... لقد وعدنا المواطن ابراهيم عبود ، ورهطه بالعفو التام ! وعدناه أمام الملأ ، وهم ينظرون !
يا قوم مالكم لا تحكمون ؟
أحقت فيكم كلمة ربي :
( وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ! وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) !
يا قوم استغفروا ربكم ! واستمسكوا بعهدكم ! وإني أراكم من الناكثين!
وفهم القوم الكلام !
ومع أن الرئيس السابق ابراهيم عبود كان وراء مصائب كثيرة طالت الإنسان العظيم ، فإنه ( الأنسان العظيم ) سعى إلى التعامل معه بالحسنى ، والإعتراف بجميل نزوله عند رغبة الشعب ، وقبوله التغيير السلمي حقنأ لدماء السودانيين !
وظل الانسان العظيم يتابع ويتفقد أحوال المواطن عبود ، حتي وافته المنية ( عبود ) ، علي سريره !
سبب أخر لعظمة الانسان العظيم !
وقفل التاريخ صفحة نظام الرئيس السابق عبود !
وصار أثرأ بعد عين !
ثمانية عشر :
+ في عام 1965 ، نشر الانسان العظيم كتابأ :
( عام بعد ثورة أكتوبر )
شرح فيه ملابسات ، وتداعيات ، ومالات ثورة أكتوبر ! واستعرض فيه التحديات والفرص أمام سودان ما بعد أكتوبر !
تسعة عشر :
بعدها مرت مياه كثيرة تحت الجسر !
قالت الغوغاء للمواطن ابراهيم عبود ، وهو يتسوق ، كأي عنقالي ، في سوق الخضار في الخرطوم :
ضيعناك ؛ وضعنا معاك !
ولكن هذا موضوع أخر !
عشرون :
هذه هي قصة الانسان العظيم مع ثورة اكتوبر ، التي كتب ميثاقها ، وقاد المفاوضات مع الرئيس عبود ، حتي تفكيك النظام العسكري ، وزوال النظام برجوع المواطن ابراهيم عبود من القصر الجمهوري الي منزله الخاص !
فعل الانسان العظيم ما فعله أعلاه ، في عمر لم يبلغ الثلاثين!
وتيب ؟
وتاني ؟
قل أعوذ برب الفلق ! من شر ما خلق ! ومن شر غاسق إذا وقب ! ومن شر النفاثات في العقد ! ومن شر حاسد إذا حسد !
وهذا غيض من فيض مستدام !
فتأمل !
واحد وعشرون :
هل أخطانا ، يا تري ، في تسمية هذا الزعيم بالانسان العظيم !
والعصر ! إن الانسان لفي خسر ! إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات ! وتواصوا بالحق ! وتواصوا بالصبر !
نواصل مع الانسان العظيم وأنتفاضة ابريل 1985 !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.