حصافة الفرسة المرأة التي جعلتني أحبّ امتطاء الطائراتِ،وا ل Greyhound"1"، رغم ما حدث بعد الحادي عشر من سبتمبر، ورغم الرنين الدمويّ الذي يصدره اسمي، هي نفسها التي-عندما زرتها-، دعتني بحصافة الفرسة إلى مطعم ٍريفي ٍمسوّرٍ بأشجار السلوِ، ورائحة ِالكمثرى، وطعمِ ِالفانيليا، وطلبت لي كأساً من مديح ٍالنبيذِ، وشريحة َشجْو ٍمن الشِّواء المكسيكي، هي ذاتها ا لتي كانت "تمسِّدُ" أصابعَ روحي ، وتبكي، وتبكي، وتبكي، ونحن ُنشاهد"عازف البيانو" "2" فيلاديلفيا في 21ابريل 2003 هامشان: -1-شركة للنقل ا لبرِّي في الولاياتالمتحدة،وكندا والمكسيك. -2-فيلم لرومان بولانسكي عن معاناة اليهود البولنديين. _______________________________________________ رابط النسخة الأولى: .. رابط النسخة الثانية: .. _______________________________________________________________ *ذات (2) نفسها، ذاتها، نفسها، ذاتها، منذ ان فَطمتْ روحنا بنبيذ الحنينِ، أقامت "قداديسها"، واحتفتْ بالجنونْ نفسها، ذاتها، نفسها، ذاتها، البلادُ التي قتلتْ عاشقيها، البلادُ التي عشقتْ قاتليها _______________________________________________________ رابط النص الملتيميدي: .. _____________________________________________________________ *شبح الرجل القبرصي مفعماً بجمال شوارع نيقوسيا الإنجليزيِّ، أوْمأ لي، لم يكن وَجِلاً، رغم رائحةٍ للردى، كان منْتعلاً سمْت قطٍ أليفٍ، و مرتدياً ربطة عنق "العاشق جي ألفرد بروفركَ"، منشرحاً للثريَّات في السقْفِ ، أقعى، لكي يتصفَّح مكتبتي، صار ينظر منهمكاً في القواميس، و الكتب العربيةِ، و الأجنبيةِ، ثمَّ بدا هادئاً حين طأطأتُ رأسي مشيراً إلى ظلِّ سرديَّةٍ جلستْ بجوار الجدار، اكتفى بابتسامٍ وجيز البراءةِ، مرّر زهْوَ أصابعه الزئبقيَّةِ فوق مفاتيح أورغنيالكهربائيِّ، فانطلقتْ نغْمةٌ بمذاق "الدليب"، رأى في الرفوف بقايا جِدال "نساءٍ تحدّثن عن مايكل انجلو"، و أشعار "سافو"، و تأويلِ "أبريل أقسى الشهور"، تعجّب من أثرٍ واضحٍ لزيارة سيدتي السومريةِ، أطرق، ثمَّ تأمَّلَ مستغرقاً بورتريه الموتِ في مشهد القصص الهومريِّ، اختفى فجأةً، تاركاً خلفه عبقاً من سؤالٍ: لماذا سعى من هنا في الهزيع الأخير لليل الدوار المشعِّ؟ و هل جاء يبحث عن شبح "الرجل القبرصي"؟ مونتري-كاليفورنيا في الثلاثين من يونيو 2012-الحادي عشر من يوليو 2012. ___________________________________________________________________ رابط النسخة الأولى: .. رابط النسخة الثانية: .. __________________________________________________________ *لا تجعل سماءك من فانيليا ستضيئ يا حبي، ستضيئ منتصبا أمام الحزن تهزم يأسها، ستضيئ قلبي/هاجسي بالموت/ايقاع الدوار/شساعة الألم الممض وحسرة المنفى ستضيئ ساقيها (جمال الكون مخبوء هنالك)، سوف تشرح صدرها، وتضيئ أقبية المواجعِ، لا تكن حبا، وكُنْ حبي ، وخُنْ تاريخ عاطفتي، وجنبني خريف الروح، ان خريف عاشقتي الطويل خريفنا، كُنْ دافئا، كُنْ صاعقا، ومهذبا، ومناكفا، كُنْ ما أراه ، وما تراه، وكُنْ نقيض العاشقين، ولا تكنْ أحدا وحيدا، لاتكنْ مثل المحلق نادما، ستضيئ يا حبي، فلا تجعلْ سماءك من فانيليا _________________________________________________________ رابط النص الملتيميدي: .. _______________________________________________________________ *هكذا كان قلقا على مستقبل العشب في رثاء عبد الخالق محجوب كان مسموعاُ ومرئيَّاُ لدي الزهرةِ، مقروءاً كصفْحاتِ الرياضةْ واسمه السريُّ "راشدْ" (1) واسمه القوميُّ مكتوبٌ بأحلام الشبابيكِ، ورعْشات الأيادي العاشقةْ يقرأ "الميدانَ"، (2) لا يطربهُ من صوتها إلا رنين الكلماتْ كان مشغولاً بتنسيق الصراع الطبقيْ لابساً بدْلته الحمراء، حلاها بأقوال الغمامْ مُلْحداً بالفقْرِ والقهْرِ، و صدِّيقا لدى عُمَّال "بحْريْ" (3) ونساء الريفِ، والزرَّاعِ، والطُّلابِ، والورْدة ِ، والكسْرةِ، والحُلْمِ، و أولاد الحرامْ كان شبَّاكاً من اللذةِ، والغبْطةِ، مفْتوحاً على أبهج وقتٍ، وفضاء الأغنياتْ يدْعم العشبَ، ويعطيه " دُعاشاً" ضد نسْيان السماء ْ كان عنواناً لمن لا شغل لهْ وصديقاً للحماماتِ، رفيق النيل في نزهته الكبرى، وبسْتان حماسْ كان عاماً من نكاتٍ ذهبتْ تطْفئ أحزان الطبيعةْ أيقظ الثورة من نوْمتها الأولى، وأعطاها مفاتيح الجدلْ وتغشَّاهُ ذبولٌ فضحكْ ومضي فيه انقلاب وكتبْ .............. .................. ..................... كان لا يخْطب إلا عن جموح القمحِ، والأحلامِ، والمرأةِ ذات الخبزِ، والسطْوةِ، والأفْقِ الرخيم ْ وعدائيَّا إذا قلَّصت الأرض أغانيها، حنوْناً حينما يكْتحل الشارع بالعنف الوسيمْ وزميلاً للعصافير، يماما ًمن تقدُّمْ يعشق الشدْو صباحاً ومساءً، يعْجن الخُضْرةَ، يهْديها "اتحادات الشبابْ" ويري الواعظ منفًى، ويرانا شجراً يمشي ولا يمشي، يري البسْمةَ في أحْراش حُزْن ٍعائليٍ، ويناديها، "يفلِّي" شعْرها النيليَّ، يعْطيها وصاياهُ، لكي تذْهب من عُزْلتها نحو "اتحادات النساءْ" كان نعْناعاً علي الشاي الذي أخفي شجوني، ومضي بي في النساء الحالمات ْ كان في برنامج الصدمة ورداً، واقتراحات العصافير علي حزْب الشجرْ كان أهْلاً ثُمَّ سهْلاً في شمال الياسمينْ واحتمالاتٍ سُكارى في جنوب السيْسبانْ قِيْلَ "ما قدَّمتَ" ؟ قال "الوعْيَ، والحُلمَ، وأسرارَ ابتهاجات الشعوبِ"، اندهشتْ فاروزةٌ، ضجَّتْ نباتاتٌ، ونامتْ في البنايات أحاديثُ الفراع المُرِّ، أهْدتهُ النساءُ الروْحَ /إيقاعاً من السُّكْرِ، وينبوعَ قرنْفلْ .............. ................. ......................... خطفتْهُ الزنْبقةْ وسرى في المشْنَقةْ ورأى صورةَ قلْبهْ في مقامات التقدُّم ْ وتقدَّم ْ وتقدَّمْ وتقدَّمْ .... والنساء- الآن- يطْلبنَ مناديلَ، مناديلَ، مناديلَ، مناديلَ من الدمِّ، مناديلَ من الورْدِ، مناديلَ من الشهْوةِ، يطْلبْنَ، ويذْهبْنَ إلى رغْبتهِ النيليَّة الأولى، ويخْضعْنَ إلى غِبْطتهِ، لم ينْكسرْ غيمٌ، ولم يجْبنْ نهارٌ، لم يرَ الجندي إيقاع التلاميذ نشازاً، لم يرَ التلميذ وقتاً مثل "عبدالخالق" المحْجوب عن أسطورة الموتِ، ولم يأسفْ نبيذٌ لذهاب الحلم عنهُ، انهمرت فيهِ أناشيدٌ، أناشيدٌ، ونادتنا فراشاتٌ، فراشاتٌ، إلى ما يشبهُ المرأة في شهوتها، قامتْ قياماتٌ، وأشْجتنا مقاماتٌ، مضتْ عصْفورةٌ في مسرح الموتِ، زهتْ أُرجوزةٌ بالشنْقِ، "عبدالخالق المحْجوب" أغْرته البناتُ - الآنَ- بالموتِ، وأغراه الكلامُ الحُلْوِ، ناداهُ إلى نومٍ عميقٍ قزحيْ ***************** الخرطوم 1985- صوفيا 1987 **************** (1) الاسم الحركي لعبدالخالق محجوب . (2) الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني . (3) الاسم المختصر لمدينة الخرطوم بحري إحدى مدن العاصمة السودانية. __________________________________________________________ *رابط النسخة الأولى: .. رابط النسخة الثانية: .. [email protected]