ما ان أعلن وزيرة المالية عن ضرورة رفع الدعم عن المحروقات بدأت تظهر بعض الارباك في حوش احزاب الفكة المشاركة في الحكومة خاصة وان السيناريو المتوقع عندهم احتمالية سقوط الحكومة جراء تلك القرار مما يؤدي ذلك الي طردهم النهائي من المعلب السياسي السوداني ، فى بعض الاحزاب المشاركة والمنضوية تحت حكومة التوالى او الوحدة الوطنية كما يسمونها الكيزان أكدو انهم يؤمنون بضرورة رفع الدعم عن المحروقات كإجراء اقتصادي لابد منه وانهم يدعمون تلك القرار فنيا ولكنهم لا يتقاسمون المؤتمر الوطني اي مسؤولية سياسية تحدث بسبب القرار وهذا جعل موقفهم غير واضح .. وهذا جعل الحكومة ترد على هذه الاحزاب الضعيفة التى لا تملك إرادة قوية فى اتخاذ قراراتها بأن أى حزب مشارك فى هذه الحكومة عليه ان ان يكون شجاع ويقول رأيه بجرأة فى هذه القرارات .. وذكر نائب المؤتمر الوطنى للشئون التنظيمية والسياسية نافع على نافع فى ندوة سياسية فى مدينة الفاشر عقب قرار زيادة المحروقات ورفع الدعم عنها قال انهم لا يثقون فى اى جماعة سياسية مشاركة معهم لديها تخوف من القرار في حكومتهم ،وقال بالحرف الواحد (اما معانا اما برة) والان هذا ما حدث ، فى بعض الاحزاب اعلنت عن فض الشراكة مع حكومة الكيزان لانهم تأكدوا من سقوط الحكومة بسبب فشلها في إدارة البلاد التى أدت الى تدهور الإقتصاد ... القراءات الواقعية و المنطقية لدفاتر السياسة السودانية تشير الي ان حزب الميرغني ليس هو الاخير من الاحزاب الذي يمكن يفض شراكته مع الحكومة ولكن الايام القليلة القادمة وحدها كفيلة عن تكشف لنا عن اسماء الاحزاب التي تفض مشاركتها عن الحكومة . المؤتمر الوطني هو الاخر لا يسلم من انشقاقات في الفترة القادمة خاصة وان هناك عدد لا يستهان به من قيادات الحزب لا تعجبهم واقع حزبهم و واقع ادارتهم للبلاد ، و ظهرت تلك الانشقاقات جليآ في مذكرة الاصلاحيين بقيادة غازي العتباني ، ايضا هناك مذكرات عدة قدمت لقيادة الحزب في الفترات السابقة منها مذكرة مجموعة السائحون و مذكرة الجيش و مذكرات من بعض الاشخاص النافذين في المؤتمر الوطني و غيرها من المذكرات ، مما تؤكد عدم التناسق و الانسجام داخل الحزب الحاكم ، ولكن لنضمن نجاح كل هذه السيناريوهات لصالح الثورة السودانية لابد من تواصل الاحتجاجات و التظاهرات في كل انحاء السودان بصورة اكثر تطورآ وتنسيقآ من الايام الفائتة حينها تسقط الحكومة بصورة اسهل من توقعات كل الثوار و قراءة الواقع السياسي عندما اوقدت ثورة طلاب المدارس السبتمبرية في معظم انحاء السودان علي خلفية رفع الدعم عن المحروقات كان يظهر جليا و بوضوح ان الثورة ليست فقط من اجل الغلاء في المعيشة ولكن كانت للنضج المفاهيمي وحتمية التغيير في العقل الجمعي في السودان ايضا حضور كبير لان لولاهم لما كانت لغلاء المعيشة وحدها القدرة لتحريك الشارع الثائر خاصة وان هناك إشارات قبل رفع الدعم تلوح في الافق بان هناك غليان ثوري حاصل في التفكير والفكر السوداني الجماعي ، وما ان اكتملت اركان الثورة و انطلقت فاعليتها في عدة مدن و قرى السودان وجب علي المثقف السوداني المخلص (نقصد بالمتقف المفكرين و المتعلمين و اهل الشان و الدراية و الجماعات السياسية و المنظمات و النقابات و غيرها ) ان يعمل جاهدا في تنسيق و تخطيط لانجاح الثورة لان نجاح الثورة و تحقيق اهدافها يتطلب من الجميع المشاركة في اشعال نيرانها ، و دور المثقف تكمن في توجيه الثورة و تنظيمها و التخطيط لها ولكن ظل المثقف و كعادته متابعا لفعالية الثورة عن بعد و التنظير الفطير في بعض الاحيان و حب الظهور الاعلامي اكثر من العمل الميداني و توجيه و التخطيط ، حيث لم تكن هناك مشاركة ملموسة تذكر خاصة للقوي السياسية الداعية لإسقاط النظام فقط اختصرت ادوارهم في تحرير بيانات فطيرة دون المرغوب والمفروض ، حيث فشلوا حتي في حشد قواعدهم و التخطيط لهم ناهيك عن تحريك عامة الشعب . كما هناك بعض الاشخاص و الجماعات تملى الدنيا ضجيجا في الاعلام المتاح خاصة الإسفيري ولم تكن لهم وجود في ميادين التظاهر وهم في ذلك مثل الضفضع في الظلام الدامس يملى الدنيا ضجيج ولا تراه الا بعد جهد جهيد . ما اريد ان نأكده هو ان لا نجاح لثورتنا السودانية من دون مشاركة كل فئات و قطاعات الشعب السودانية ... لا نجاح لثورة السودان بدون تخطيط سليم من المثقف السوداني لثورتة و قارئآ لواقع البلد و واقع الثوار و واقع المرحلة بصورة تنسيقية مع كل اطراف الثورة و توزيع الادوار بصورة ترضي الجميع حينها تنضج ثورتنا بكل تأكيد و تكتسي ثمرات نجاحها كل تراب ارض السودان وانسانه الجميل . لابد ان يعي كل ذو قلب عطوف علي السودان مهمته و مسئوليته تجاه الثورة . والثورة مستمرة [email protected]