عندما اوقدت ثورة الطلاب المدارس السبتمبرية في معظم انحاء السودان علي خلفية رفع الدعم عن المحروقات كان يظهر جليا و بوضوح ان الثورة ليست فقط من اجل الخلاء في المعيشة ولكن كانت لنضج المفاهيمي وحتمية التغيير في العقل الجمعي في السودان ايضا حضور كبير لان لولاهم لما كانت لخلاء المعيشة وحدها القدرة لتحريك الشارع الثائر خاصة وان هناك إشارات قبل رفع الدعم تلوح في الافق بان هناك غليان ثوري حاصل في التفكير والفكر السوداني الجماعي ، وما ان اكتملت اركان الثورة و انطلقت فاعليتها في عدة مدن و قرى السودان وجب علي المثقف السوداني المخلص (نقصد بالمتقف المفكرين و المتعلمين و اهل الشان و الدراية و الجماعات السياسية و المنظمات و النقابات و غيرها ) ان يعمل جاهدا في تنسيق و تخطيط لانجاح الثورة لان نجاح الثورة و تحقيق اهدافها يتطلب من الجميع المشاركة في اشعال نيرانها ، و دور المثقف تكمن في توجيه الثورة و تنظيمها و التخطيط لها ولكن ظل المثقف و كعادته متابعا لفعالية الثورة عن بعد و التنظير الفطير في بعض الاحيان و حب الظهور الاعلامي اكثر من العمل الميداني و توجيه و التخطيط ، حيث لم تكن هناك مشاركة ملموسة تذكر خاصة للقوي السياسية الداعية لإسقاط النظام فقط اختصرت ادوارهم في تحرير بيانات فطيرة دون المرغوب والمفروض ، حيث فشلوا حتي في حشد قواعدهم و التخطيط لهم ناهيك عن تحريك عامة الشعب . كما هناك بعض الاشخاص و الجماعات تملى الدنيا ضجيجا في الاعلام المتاح خاصة الإسفيري ولم تكن لهم وجود في ميادين التظاهر وهم في ذلك مثل الضفضع في الظلام الدامس يملى الدنيا ضجيج ولا تراه الا بعد جهد جهيد . ما اريد ان نأكده هو ان لا نجاح لثورتنا السودانية من دون مشاركة كل فئات و قطاعات السودانية ... لا نجاح لثورة السودان بدون تخطيط سليم من المثقف السوداني لثورتة و قارئا لواقع البلد و واقع الثوار و واقع المرحلة بصورة تنسيقية مع كل اطراف الثورة و توزيع الادوار بصورة ترضي الجميع حينها تنضج ثورتنا بكل تأكيد و تكتسي ثمرات نجاحها كل تراب ارض السودان وانسانه الجميل . لابد ان يعي كل ذو قلب عطوف علي السودان مهمته و مسئوليته تجاه الثورة . والله اني لخائف ان تنطفئ نيران الثورة بسبب فشل الاداري و التخطيط و الحشدوي لها . و الله تقع علي عاتق اي سوداني مخلص مسؤولية اسقاط النظام و استبداله بنظام تجمع كل السودان و بناءه و تطويره [email protected]