من أكتر صور الشهداء التى هزتنى صورتين ، صورة علم فى ( خوره ) لأنها أوصلت لينا رسالة واضحة تعبر عن حالنا ، حالنا الموجود فى ( الخور ) بدلالته التى تعنى لنا كل معانى القرف وسقوط كل مشاريعنا للنهوض بالسودان ، أما الصورة التانية والتى أصبحت أنجنبها بعد ظهورها فى الإنترنت هى صورة الشهيد مصعب ، على الرغم من أنه الصورة مليئة بالحياة ولا توجد بها دماء لكنى أصبحت أتجنبها ، ربما بسبب إشعاع الحياة منها والذى تحول إلى موات جسدى، ولكنه من المؤكد أنه قام بضخ مزيد من الدماء فى سبيل تمتعنا بحياة تسودها الحرية والسلام والعدالة . ************ رسالة إلى مصعب الصدفة وحدها قادتنى للجلوس بالأمس مع أحد أصدقائك يا مصعب ، كنت فى طريقى لأمر ما وأوصلنى الدرب للجلوس مع أحد أصدقائك الذى كان مرافقاً لك لحظة أستشهادك ، حكى بنبرة ملؤها الألم ما حدث لحظتها ، وكيف أنكم كنتم فى المظاهرة وأنه كان يقوم بالتصوير وبعدها تبادلتم موبايلك للتصوير، ومن ثم بعدها قررتم أن لا هذا وقت التصوير وإنما وقت تركيز جهدكم فى المظاهرة ، و أن هذا فعلاً ما حدث وكيف كان مصعب فى الصفوف الأمامية للمظاهرة ، وأتت لحظت علت فيها أصوات النيران ، و حكى لنا صديقك هذا كيف أنه فقدك وبعدها رآك قادماً ناحيتهم من ناحية المقدمة ، رآك وكان فى شفاهك كلمة تريد أ، تقولها ولكنك لم تكملها ، وفجاءة تنبه لأن الدماءء تملأ ملابسك ، فقد تلقى مصعب ثلاثة طلقات فى صدره من الخلف ، تلقاها مصعب بالتحديد وليس شخص غيره ، ولهذا دلالته فى أن قاتلك كان يتربص به تحديداً ، وأيضاً دلالة أن مصعب كان القائد الفعلى للمظاهرة ، أكمل صديقكك يا مصعب باقى القصة وكيف أنهم فى الأول كانوا يحاولون الوصول إليك ومعه آخرون ولكن قاتلك كان يصر ألا يقترب منه أحد لينقذه ، وكيف أن عدد من شباب حيكم بعدها قاموا بحل الموقف بقذف قاتليك المدججين بالسلاح بالحجارة حتى تمكن ومن معه من الوصول إليه ، وحكى لنا كيف أنه كان يوجد قربهم أحد العربات التى تتبع لإحدى الشركات ( الإسلامية ) وكيف ترجوا قائدها أن ينقلك للمستشفى ولكنه رفض وبعدها قام بحملك فى ( ركشة ) ، وتلقى صاحب العربة ( الإسلامية ) جزاءه علقة ساخنة وولى بعدها هارباً تاركاً عربته ، والتى قام الشباب بتحطيمها حتى خلع بعضهم أبوابها ، كي يعلموها كيف تصبح إسلامية بمفهومهم للإسلام . ولكن للأسف كنت قد فارقت حياتنا عند صوصولك للمشتسفى التى وجودها تعج بالشهداء والجرحى . لقد دهشت كيف أن صديقك هذا يشبهك ويشبه الإحساس الذى يصلنى عندما أرى صورتك ، إحساس بالبساطة الممزوجة بالعمق ، إحساس ظاهره الإستهتار بالحياة ولكن قمة التشبس بها ومحاولة الإستمتاع بكل لحظاتها . أخيراً أقول : لقد وصلت رسالتك يا مصعب ، رسالتك التى لم تكمل نطقها بشفاهك . . دمت يا مصعب فى الخالدين .. وكما قال صديقك ( يا كاتل الروح .. وين تروح ) [email protected]