صحفية ناشطة ومتميزة متخصصة في صحيفتها في إجراء التقارير السياسية للمستجدات علي الساحة السياسية بالخرطوم . سألتني أن أكتب رأيي حول وعد الرئيس اليوغندي موسفيني للرئيس البشير بعد دعمه للجبهة الثورية ، خاصة وأن الامام الصداق المهدي ينوي الإجتماع بالثورية في العاصمة اليوغندية كمبالا ، وبرغم مقاطعتي الكتابة بالحصف منذ إندلاع إنتفاضة 23 سبتمبر 2013م الماضية فإنني كنت قد إتخذت قرارا بالتوقف عن التعاون مع الصحف الورقية لأسباب شرحتها في حينها ، غير أنني رأيت ألا أرد هذه الزميلة في إستطلاعها - فا{سلت لها رأيي لتنشره في تقريرها عن المسألة، فقلت لها : (( ما يدهش في الامر أن قيادة المؤتمر الوطني نراها لا تهتم كثيرا بأهمية استراتيجيات التفاوض مع الفرقاء في الساحة السياسية ، و اقصد من ذلك ان ترفض وتتمنع حين تكون فرص التفاوض مقدم لها علي طبق من ذهب وليس من فضة فحسب ، ومثال علي ذلك أنه عقب انفصال الجنوب بخياره الذي اختاره شعب جنوب السودان كانت هناك اشكالية جيوش قطاع الشمال بالحركة الشعبية والمتمثلة في جيش مالك عقار في جنوب النيل الازرق وجيش عبدالعزيز الحلو في جنوب كردفان وقد كان الجيشان جزء أصيلاً من الجيش الشعبي لتحرير السودان منذ ثلاثين عاما خلت - والفرصة الذهبية تمثلت في التفاوض المسؤول الذي تم بالعاصمة الاثيوبية بين دكتور نافع علي نافع والفريق مالك عقار بوصفه رئيس قطاع الشمال وتم الإتفاق علي اطار سياسي قابل للمناقشة حتي تتوافر الحلول لمسألة جيشي الحركة وقد سمي ب ( نافع - عقار الإطاري ) ، ولكن فوجيء الناس بأن قامت قيادة الوطني باجهاض هذا الاتفاق الاطاري في اقل من اربع وعشرين ساعة دون ابداء التبريرات التي تقنع الشعب السوداني وشعوب تلك المناطق الملتهبة ، فما كان من قطاع الشمال في تلك المناطق إلأ أن قام بتوسيع مظلة حر كته لتصبح هناك جبهة ثورية عريضة ضمت حتي حركات دافور الثلاثة واحزاب التحالف الوطني المعارض في الشمال فضلا علي تكتوقراط ومجموعة نقابات محلولة بالطبع ، مما أدي لصعوبة ايجاد حلول للمشكل السوداني وبروز مطبات عالية امام الحكومة التي يقودها المؤتمر الوطني من الألف الي الياء ، بل اصبح يقودها البشير وشخصين إلي حمسة أشخاص ، وبقية قيادات الوطني ( ديدكور ) مهما علا صياحهم الإعلامي من وقت لآخر ، والآن يبذل الرئيس جهداُ لفتح بوابات التفاوض مع الجبهة الثورية وليس مع قطاع الشمال القديم ، علما بان الرئيس اليوغندي موسيفيني من السهولة ان يجامل حكومة الخرطوم ، ومن الصعوبة عليه ان يضغط علي قيادة الجبهة الثورية بسبب أن هناك علاقات ممتدة قديمة جدا ، بجانب الرؤية الأفريقانية في الموضوع كله ، فالامام الصادق المهدي في تقديري الشخصي لن يصل الي حلول مع الجبهة الثورية التي تتخذ في ميثاقها اسقاط نظام الخرطوم بالقوة ، بعكس ما يري المهدي ، وبناء علي ذلك فإن الامام الصادق إما أن يوافق علي طرح الجبهة الثورية ويوقع مذكرة بذلك وفي هذه الحالة سيخضع الي المساءلة من حكومة الشمال ، أو لايوقع علي اطروحات الجبهة الثورية وبالتالي تصبح الرحلة تحصيل حاصل ، هذه بصراحة الخريطة التي امامنا الآن والتي تحتاج الي معجزات للوصول لحلول تراضي بين الاطراف وشكرا ،،، )) [email protected]