مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقتتال اﻻسلاميين ... ما تجنبه الترابي هل يقه فيه غازي ب
نشر في الراكوبة يوم 27 - 10 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
اقتتال اﻻسﻻميين .. ما تجنبه الترابي هل يقع فيه غازي .
بعد قرارات الرابع من رمضان التي ازيج بها الترابي من قيادة الحزب الحاكم جلس في بيته بضاحية المنشية بالعاصمة السودانية الخرطوم يعلن زهده في السلطة وتفرغه للعلم والدعوة وتوثيق تجربته كتابة أفكاره في اﻷحكام السلطانية وتفسير القران الكريم فيما عرف ﻻحقا بالتفسير التوحيدي ولكن تدافع جموع اﻻسﻻميين نحو منزله يبدون وﻻئهم له وينتظرون خطوته القادمة . وكان يبدوا عليه القلق وهو يتحرك في صالونه بين الجموع المحتشده يتفرس في وجوههم ويقرأ الغضب والغبن والواضح عليها من سرقة المشروع وإنهيار اﻵمال المعقودة والثمن الباهظ الذي دفعته الحركة ﻻسﻻمية بتقديم دماء طاهرة وشهداء أعزاء عليهم وهم يتساءلون وما مصير الشهداء فأجابهم يبعثون على نياتهم وتساءلوا أيضا" وما مصير المشروع اﻻسﻻمي فأجابهم نرجع الى المجتمع ونبعثه من جديد فخرجت الجموع تهتف (جيش محمد لن يتجمد بل يتجدد) فكان تأسيس المؤتمر الشعبي اﻻطار الجديد الذي يعملون من خﻻله وكان أحد مطلوبات المفاصلة بالحسنى أن يحلوا بين الترابي والعمل السياسي وعلى ذلك أصدرتعليماته لﻷجهزة الخاصة اﻷمنية والعسكرية (كفوا أيديكم وأقيموا الصﻻة) وعندما نشط الشعبي وتدافعت نحوه الجموع ضاقت به بالسلطة ووصلت حد القتل .وعندما قتل الشهيد أبو الريش حمل الشباب جثمانه الي بيت الترابي في المنشية ليبرهنوا له تجاوز النظام للحدود واﻹذن لهم بمعاملته بالمثل وهم المجاهدون والذين يجيدون استخدام السﻻح ويتعاطف مهم كثير من منسوبي القوات المسلحة فكرر لهم مقولته في ذلك (كفوا أيديكم وأقيموا الضﻻة) وأشار عليهم بدفن الجثمان واﻻنصراف. وخاطبهم إن لم تتقاتلوا فأنتم أحسن من الصحابة الذين تحاربوا على السلطة في معركة الجمل وموت أكثر من سبعين ألفصحابي في الفتنة الكبرى فتندر عليه البعض وكفره اﻵخرين وعندما نحج الترابي في منع اقتتال اﻻسﻻميين أيقن السياسيون أن اﻷمر مجرد تمثلية . ولم يصدق الناس أن ينشق اﻻسﻻميون ﻻ يقتتلون في سابقة لم يصدقها التاريخ اﻻسﻻمي وﻻ اﻻنساني .
واﻵن بعد فصل قادة الحراك اﻻسﻻمي بقيادة الدكتور غازي صﻻج الدين من حزب المؤتمر الوطني وبالرجوع الى بداية الحراك اﻻصﻻجي نجد أن ألفا من شباب حزب المؤتمر الوطني رفعوا مذكرة السيد الرئيس ثم تطور اﻷمر الي مبادرة االسائجون التي انفتحت على عموم اﻻسﻻميين ولكن اﻻفت في لﻷمر أن مجموعة السائحون إتصلت به لقيادة تيار اﻻصﻻج وﻷن الرأي الغلب في مبادرة السائحون تكوين حزب جديد ردهم غازي ووصف مشروعهم بالقفزة في الظﻻم لن يجرؤ عليها .ليفاجئ الدكتور الجميع بمذكرة يخاطب فيها السيد الرئيس عبر وسائل اﻻعﻻم يظهر بجانبه قادة اﻻنقﻻب وعندما اصدر حزب المؤتمر الوطني قرارا بفصل اﻻصﻻحيين ظهر بعض قادتهم في الصحف يهددون ويتوعدون الحزب الجاكم بردة فعل عنيفة وبالقطعع لن تكون سياسية فهم ﻻيملكون كارزما الترابي وﻻ قوته التنظيمية وهم في أول حضور لهم دعوا ثمانمائة من اﻻسﻻميين فكان الحضور مخيبا" ولم يتجاوز الثمانين ومذكرته اﻷخيرة وقع عليها ثﻻثون فقط. إذن من أين لهم هذه الثقة التي يتحدثون بها ؟ ولكن برفضه العمل مع الساءحون وهم يعلنون التزامهم بالعمل السياسي السلمي واحتضانه لقادة الانقﻻب العسكري واصراره على توقيع العميد معاش صﻻح كرار عضو مجلس قيادة الثورة المقال يقنعني أن اﻻنقﻻبيين هم من يستخدمون غازي وليس العكس . وهذا لعب بالنار فاﻻسﻻميين العسكر يشعرون بالغبن تجاه إخوانهم المدنيين الذين حلبوا البقرة بينما هم يمسكون بالقرون .ويتحملون كل اﻷخطاء السياسية للنظام خصوصا"الحروب .فاﻻنقلابيين يستندون على قاعدة الاسﻻميين العسكرية في الجيش وهم قاموا باﻻنقﻻب على هذا اﻷساس ورفضوا اﻻنضمام الى أي من المجموعات اﻻصﻻحية واحتفظوا بصﻻتهم العسكرية مع انعدام فرص أي مد جماهيري لهم في زمن القبيلة هي الداعم اﻷساس فإما هم من بيوتات صغيرة أو من نقس اثنيات قادة النظام مما يصعب اﻻستقطاب القبلي عليهم وكذلك تشتت الوﻻء التنظيمي بين الفرقاء الثﻻث الشعبي والوطني واﻻصﻻحيين زيادة على الرصيف . وهذا زاد يقيني أن اﻹنقﻻيين أقنعوا دكتور غازي أن الجيش يسندهم وهذه هي الومضة التي أضاءت له الطريق ليقفز من سفينة اﻻنقاذ الغارقة القفزة التي رفضها مع السائحون .ومن هنا يكمن الخطر في خطوة غازي القادمة بتكوين حزب سياسي فﻻ هو يملك إرادة وعزيمة الترابي وﻻ القاعدة التي يستند عليها ستصبر على التضييق واﻻعتقال .فالنظام لن يصبر على من ينازعه على قواعده ولن يسمح لمن يسحب غطاءه الديني عنه ويتعامل معه بعنف كما فعل بالشعبي وﻷنه حزب صغير نخبوي يدعمه العسكر ستكون المواجهة حمتية بين فرقاء حزب المؤتمر الوطني وينقسم التنظيم اﻻسﻻمي العسكري بين مؤيد لﻻصﻻحيين وملتزم بالمؤسسية ومنتفع منها وفي الحال ستستخدم القوة لحسم الصراع ويسيل الدم بين اﻷخوان وستكون المعركة حامية ينفرط بها عقد الوطن المأزوم أصﻻ" ويكون دكتور غازي هو من يحمل كبر الفتنة ووزرها .
م.اسماعيل فرج الله اقتتال اﻻسﻻميين .. ما تجنبه الترابي هل يقع فيه غازي .
بعد قرارات الرابع من رمضان التي ازيج بها الترابي من قيادة الحزب الحاكم جلس في بيته بضاحية المنشية بالعاصمة السودانية الخرطوم يعلن زهده في السلطة وتفرغه للعلم والدعوة وتوثيق تجربته كتابة أفكاره في اﻷحكام السلطانية وتفسير القران الكريم فيما عرف ﻻحقا بالتفسير التوحيدي ولكن تدافع جموع اﻻسﻻميين نحو منزله يبدون وﻻئهم له وينتظرون خطوته القادمة . وكان يبدوا عليه القلق وهو يتحرك في صالونه بين الجموع المحتشده يتفرس في وجوههم ويقرأ الغضب والغبن والواضح عليها من سرقة المشروع وإنهيار اﻵمال المعقودة والثمن الباهظ الذي دفعته الحركة ﻻسﻻمية بتقديم دماء طاهرة وشهداء أعزاء عليهم وهم يتساءلون وما مصير الشهداء فأجابهم يبعثون على نياتهم وتساءلوا أيضا" وما مصير المشروع اﻻسﻻمي فأجابهم نرجع الى المجتمع ونبعثه من جديد فخرجت الجموع تهتف (جيش محمد لن يتجمد بل يتجدد) فكان تأسيس المؤتمر الشعبي اﻻطار الجديد الذي يعملون من خﻻله وكان أحد مطلوبات المفاصلة بالحسنى أن يحلوا بين الترابي والعمل السياسي وعلى ذلك أصدرتعليماته لﻷجهزة الخاصة اﻷمنية والعسكرية (كفوا أيديكم وأقيموا الصﻻة) وعندما نشط الشعبي وتدافعت نحوه الجموع ضاقت به بالسلطة ووصلت حد القتل .وعندما قتل الشهيد أبو الريش حمل الشباب جثمانه الي بيت الترابي في المنشية ليبرهنوا له تجاوز النظام للحدود واﻹذن لهم بمعاملته بالمثل وهم المجاهدون والذين يجيدون استخدام السﻻح ويتعاطف مهم كثير من منسوبي القوات المسلحة فكرر لهم مقولته في ذلك (كفوا أيديكم وأقيموا الضﻻة) وأشار عليهم بدفن الجثمان واﻻنصراف. وخاطبهم إن لم تتقاتلوا فأنتم أحسن من الصحابة الذين تحاربوا على السلطة في معركة الجمل وموت أكثر من سبعين ألف صحاب
صحابي في الفتنة الكبرى فتندر عليه البعض وكفره اﻵخرين وعندما نحج الترابي في منع اقتتال اﻻسﻻميين أيقن السياسيون أن اﻷمر مجرد تمثلية . ولم يصدق الناس أن ينشق اﻻسﻻميون ﻻ يقتتلون في سابقة لم يصدقها التاريخ اﻻسﻻمي وﻻ اﻻنساني .
واﻵن بعد فصل قادة الحراك اﻻسﻻمي بقيادة الدكتور غازي صﻻج الدين من حزب المؤتمر الوطني وبالرجوع الى بداية الحراك اﻻصﻻجي نجد أن ألفا من شباب حزب المؤتمر الوطني رفعوا مذكرة السيد الرئيس ثم تطور اﻷمر الي مبادرة االسائجون التي انفتحت على عموم اﻻسﻻميين ولكن اﻻفت في لﻷمر أن مجموعة السائحون إتصلت به لقيادة تيار اﻻصﻻج وﻷن الرأي الغلب في مبادرة السائحون تكوين حزب جديد ردهم غازي ووصف مشروعهم قفزة في الظﻻم لن يجرؤ عليها .ليفاجئ الدكتور الجميع بمذكرة يخاطب فيها السيد الرئيس عبر وسائل اﻻعﻻم يظهر بجانبه قادة اﻻنقﻻب وعندما اصدر حزب المؤتمر الوطني قرارا بفصل اﻻصﻻحيين ظهر بعض قادة الاصﻻحيين في الصحف يهددون ويتوعدون الحزب الجاكم بردة فعل عنيفة وبالقطعع لن تكون سياسية فهم ﻻيملكون كارزما الترابي وﻻ قوته التنظيمية وهم في أول حضور لهم دعوا ثمانمائة من اﻻسﻻميين في مذكرتهم اﻷولى فكان الحضور مخيبا" ولم يتجاوز الثمانين ومذكرته اﻷخيرة وقع عليها ثﻻثون فقط. إذن من أين لهم هذه الثقة التي يتحدثون بها ؟ ولكن برفضه العمل مع الساءحون وهم يعلنون التزامهم بالعمل السياسي السلمي واحتضانه لقادة الانقﻻب العسكري واصراره على توقيع العميد معاش صﻻح كرار عضو مجلس قيادة الثورة المقال يقنعني أن اﻻنقﻻبيين هم من يستخدمون غازي وليس العكس . وهذا لعب بالنار فاﻻسﻻميين العسكر يشعرون بالغبن تجاه إخوانهم المدنيين الذين حلبوا البقرة بينما هم يمسكون بالقرون .ويتحملون كل اﻷخطاء السياسية للنظام خصوصا"الحروب .فاﻻنقلابييناقتتال اﻻسﻻميين .. ما تجنبه الترابي هل يقع فيه غازي .
بعد قرارات الرابع من رمضان التي ازيج بها الترابي من قيادة الحزب الحاكم جلس في بيته بضاحية المنشية بالعاصمة السودانية الخرطوم يعلن زهده في السلطة وتفرغه للعلم والدعوة وتوثيق تجربته كتابة أفكاره في اﻷحكام السلطانية وتفسير القران الكريم فيما عرف ﻻحقا بالتفسير التوحيدي ولكن تدافع جموع اﻻسﻻميين نحو منزله يبدون وﻻئهم له وينتظرون خطوته القادمة . وكان يبدوا عليه القلق وهو يتحرك في صالونه بين الجموع المحتشده يتفرس في وجوههم ويقرأ الغضب والغبن والواضح عليها من سرقة المشروع وإنهيار اﻵمال المعقودة والثمن الباهظ الذي دفعته الحركة ﻻسﻻمية بتقديم دماء طاهرة وشهداء أعزاء عليهم وهم يتساءلون وما مصير الشهداء فأجابهم يبعثون على نياتهم وتساءلوا أيضا" وما مصير المشروع اﻻسﻻمي فأجابهم نرجع الى المجتمع ونبعثه من جديد فخرجت الجموع تهتف (جيش محمد لن يتجمد بل يتجدد) فكان تأسيس المؤتمر الشعبي اﻻطار الجديد الذي يعملون من خﻻله وكان أحد مطلوبات المفاصلة بالحسنى أن يحلوا بين الترابي والعمل السياسي وعلى ذلك أصدرتعليماته لﻷجهزة الخاصة اﻷمنية والعسكرية (كفوا أيديكم وأقيموا الصﻻة) وعندما نشط الشعبي وتدافعت نحوه الجموع ضاقت به بالسلطة ووصلت حد القتل .وعندما قتل الشهيد أبو الريش حمل الشباب جثمانه الي بيت الترابي في المنشية ليبرهنوا له تجاوز النظام للحدود واﻹذن لهم بمعاملته بالمثل وهم المجاهدون والذين يجيدون استخدام السﻻح ويتعاطف مهم كثير من منسوبي القوات المسلحة فكرر لهم مقولته في ذلك (كفوا أيديكم وأقيموا الضﻻة) وأشار عليهم بدفن الجثمان واﻻنصراف. وخاطبهم إن لم تتقاتلوا فأنتم أحسن من الصحابة الذين تحاربوا على السلطة في معركة الجمل وموت أكثر من سبعين ألفصحابي في الفتنة الكبرى فتندر عليه البعض وكفره اﻵخرين وعندما نحج الترابي في منع اقتتال اﻻسﻻميين أيقن السياسيون أن اﻷمر مجرد تمثلية . ولم يصدق الناس أن ينشق اﻻسﻻميون ﻻ يقتتلون في سابقة لم يصدقها التاريخ اﻻسﻻمي وﻻ اﻻنساني .
واﻵن بعد فصل قادة الحراك اﻻسﻻمي بقيادة الدكتور غازي صﻻج الدين من حزب المؤتمر الوطني وبالرجوع الى بداية الحراك اﻻصﻻجي نجد أن ألفا من شباب حزب المؤتمر الوطني رفعوا مذكرة السيد الرئيس ثم تطور اﻷمر الي مبادرة االسائجون التي انفتحت على عموم اﻻسﻻميين ولكن اﻻفت في لﻷمر أن مجموعة السائحون إتصلت به لقيادة تيار اﻻصﻻج وﻷن الرأي الغلب في مبادرة السائحون تكوين حزب جديد ردهم غازي ووصف مشروعهم قفزة في الظﻻم لن يجرؤ عليها .ليفاجئ الدكتور الجميع بمذكرة يخاطب فيها السيد الرئيس عبر وسائل اﻻعﻻم يظهر بجانبه قادة اﻻنقﻻب وعندما اصدر حزب المؤتمر الوطني قرارا بفصل اﻻصﻻحيين ظهر بعض قادة الاصﻻحيين في الصحف يهددون ويتوعدون الحزب الجاكم بردة فعل عنيفة وبالقطعع لن تكون سياسية فهم ﻻيملكون كارزما الترابي وﻻ قوته التنظيمية وهم في أول حضور لهم دعوا ثمانمائة من اﻻسﻻميين في مذكرتهم اﻷولى فكان الحضور مخيبا" ولم يتجاوز الثمانين ومذكرته اﻷخيرة وقع عليها ثﻻثون فقط. إذن من أين لهم هذه الثقة التي يتحدثون بها ؟ ولكن برفضه العمل مع الساءحون وهم يعلنون التزامهم بالعمل السياسي السلمي واحتضانه لقادة الانقﻻب العسكري واصراره على توقيع العميد معاش صﻻح كرار عضو مجلس قيادة الثورة المقال يقنعني أن اﻻنقﻻبيين هم من يستخدمون غازي وليس العكس . وهذا لعب بالنار فاﻻسﻻميين العسكر يشعرون بالغبن تجاه إخوانهم المدنيين الذين حلبوا البقرة بينما هم يمسكون بالقرون .ويتحملون كل اﻷخطاء السياسية للنظام خصوصا"الحروب .فاﻻنقلابيينايستندون على قاعدة الاسﻻميين العسكرية في الجيش وهم قاموا باﻻنقﻻب على هذا اﻷساس ورفضوا اﻻنضمام الى أي من المجموعات اﻻصﻻحية واحتفظوا بصﻻتهم العسكرية مع انعدام فرص أي مد جماهيري لهمفي زمن القبيلة هي الداعم اﻷساس فإما هم من بيوتات صغيرة أو من نقس اثنيات قادة النظام مما يصعب اﻻستقطاب القبلي عليهم وكذلك تشتت الوﻻء التنظيمي بين الفرقاء الثﻻث الشعبي والوطني واﻻصﻻحيين زيادة على الرصيف . وهذا زاد يقيني أن اﻹنقﻻيين أقنعوا دكتور غازي أن الجيش يسندهم وهذه هي الومضة التي أضاءت له الطريق ليقفز من سفينة اﻻنقاذ الغارقة القفزة التي رفضها مع السائحون .ومن هنا يكمن الخطر في خطوة غازي القادمة بتكوين حزب سياسي فﻻ هو يملك إرادة وعزيمة الترابي وﻻ القاعدة التي يستند عليها ستصبر على التضييق واﻻعتقال .فالنظام لن يصبر على من ينازعه على قواعده ولن يسمح لمن يسحب غطاءه الديني عنه ويتعامل معه بعنف كما فعل بالشعبي وﻷنه حزب صغير نخبوي يدعمه العسكر ستكون المواجهة حمتية بين فرقاء حزب المؤتمر الوطني وينقسم التنظيم اﻻسﻻمي العسكري بين مؤيد لﻻصﻻحيين وملتزم بالمؤسسية ومنتفع منها وفي الحال تستخدم القوة لحسم الصراع ويسيل الدم بين اﻷخوان وستكون المعركة حامية ينفرط بها عقد الوطن المأزوم أصﻻ" ويكون دكتور غازي هو من يحمل كبر الفتنة ووزرها .
اسماعيل فرج الله
26اكتوبر2013م
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.