حمل ديوجين مصباحه وراح يطوف انحاء اثينا لاعنا سنسفيل ام الحكومة قاضاءت فى راسه الاصلع فكرة رهيبة , فكره كاد ان ينفجر من هولها, فى تلك اللحظة وهو يمر قرب السوق وجد نفسه يصيح كمجنون الشعب يريد اسقاط النظام , الشعب يري.... وكما لو ان اهل السوق قد حطت على رؤسهم الطير , وقفوا يحدقون ببلاهة فى هذا المجنون الذى يريد اسقاط ألنظام , و يتسآءلون فى انفسهم ان كان ديوجين ا قد انضم الى حركة قرقنا ام انه شيوعي ؟ او لعله تابع لاحدى المنظمات الوطنية التى لاتكف عن التناسل فى كل يوم؟ وبينما الشرطة تقترب وبتاع الامن يتمطي ,والكلابيش تجهز مفاتيحها للانقضاض على رسغيه ,كان افلاطون ينزل من سيارته الفارهة وهو يأمر ضابط النظام العام فى حزم - سيبو يا معلم انت!يلا انعل ابوك انصرف الضابط فى خزي, فقال افلاطون:- - أمازلت تمارس هذا الجنون؟ اى ديوجين الحكيم , لماذا تكره النظام الذى يوفر الامن لامتنا العظيمة, الم تكن من أنصار أصلاح النظام ؟صدقنى لا فائدة من الحكمة والثورة أن كانت ستودى الى الفوضى * اصلاح النظام؟ قال ديوجين! ثم اضاف :- * حتي غازى لن يعرف لماذا تصب الانهار فى البحار فلاتمتلىء البحار ولا الانهار تفرغ؟ لماذا لايستطيع العطار ان يصلح ماأفاسده الدهر؟ لماذا كنت انت تجرد الناس من الفضيلة وتضفيها على المدن المتوهمة؟ لماذا؟...... فى تلك اللحظة شعر ديوجين بحالة من الغثيان الرهيب, فتقيأ شيئا مرا جدا , لملم افلاطون ثوبه مخافة ان يتلطخ , ولكن ديوجين كان قد لاحظ ان رزازا خفيفا قد اصابه - المدينة الفاضلة ليست وهما , ولكن يبدو انك مريض؟ عموما النظام مستعد لارسالك للعلاج فى لندن,- قال افلاطون بتأفف *فاجاب ديوجين :- سيسجل التاريخ انك من اصاب الدنيا بالمرض , الحكمة مرة يا أفلاطون تماما مثل طعم القيء الذى لطخت به ثوبك, الحكمة ان تبحث عن الفضيلة من اجل الناس , لماذا تؤنسن المدن و الاشياء وتضفى عليها صفات البشر المحرومين من ما تضفيه عليها من صفات ! ,الحرية اهم من الطعام ايها العزيز, وفى عالم طبيعى يصبح ظفر انسان بسيط برقبة الاسكندر, العظمة فى الفن الذى ينتجه الناس لا الذى تقدمه وزارة الثقافة ؟ستغنى الوزارة دائما للبشير, و الصدق ليس ماتهرف به قناة الجزيره واخواتها ! سيقولون مايمليه عليهم امثالك ,الم ترى ما الذى يفعله ذلك (الهبير )الوطني الشهير فى تلك القنوات؟ اى افلاطون كن عدوا لمشروعهم , تكن صديقا للناس - لو انك تقود الناس الى النظام لكرمتك الدولة ولاصبحت ثريا لكنك تقودها الى الحريق , الى الفوضى , قال افلاطون *لو انك قدت الناس الى انفسهم لما اضطررت الى تملق النظام, ولصافحت نفسك النجوم ,لكنك تقودهم والدولة الى حيث نميرى ومبارك وبن على وبينوشيه والحبل على الجرار كما سيقول فيصل القاسم لاحقا - شعر افلاطون بالغباء اذا لم يكن قد سمع بهؤلاء الذين تحدث عنهم ديوجين , فركب سيارته وانطلق دون ان يقول شيئا, وعندما انصرف ديوجين اقترب منه بعض الشباب , وكان فى يد كل منهم مصباحا يشبه مصباحه تماما أسامة علي عبد الحليم [email protected] _____________ هامش http://tamlat.blogspot.com/2012/04/1.html 2/ديوجين هو ديوجينيس الكلبي فيلسوف إغريقي. 412 ق.م- 323 ق.م , عاصر افلاطون , وكانت بينهما نوع من الصداقة اللدودة ,هو تلميذ لأنتيسِتنيس . الذي كان تلميذا لسقراط. كان ديوجين شحاذاً يقطن شوارع أثينة. جعل من الفقر المدقع فضيلة. ويقال أنه عاش في برميل كبير. وأنه مشى يحمل مصباحاً في النهار. يبحث عن رجل فاضل او شريف وآمن بأن الفضيلة تظهر في الأفعال وليس النظريات. حياته كانت حملة بلا هوادة لهدم قيم المجتمع ومؤسساته التي كان يعتقدبفسادها.