كثرت التوصيفات لما إل إليه الحال في السودان من تردٍ في الاقتصاد وانهيار معظم المشاريع الاقتصادية التي كانت تمثل عصب الحياة في السودان كمشروع الجزيرة ومشروع الرهد الزراعي ومشاريع مؤسسة النيل الأزرق الزراعية كمشروعي المسرة والبساطة ومشروع السوكي الزراعي وكذلك ضرب التردي في الأخلاق والعلاقات الاجتماعية حتى لم يبق شبر في جسد السودان إلا به من ضربة رمحٍ أو طعنة خائن وسارق. والنخب السياسية ظلت تحث الناس على الدوام بضرورة الخروج إلى الشارع والتعبير عن رفضهم لهذا الواقع المزري ولكن لم تكن استجابة الشارع بالقدر المنشود حتى أصيب البعض بالتنمل والملل وظنوا أنه قد كتب لنا البقاء تحت ظل الإنقاذ إلى أن تسلم الراية إلى نبي الله عيسى عليه السلام بالضبط كما تقول النكتة الإنقاذية أن وفدا من أحزاب المعارضة ذهب إلى احد الكهنة للتكهن بمدة بقاء الإنقاذ لأن (الشغلة طولت شوية ) وبعد الطقوس والخيرة أجابهم بأن المدة حسب ما بانت له هي 50 سنة ولكن أن هناك ( صفر يجي ناطي على طول ) مرة علي اليمين ومرة على الشمال (050) و (500) فرجه وفد المعارضة أكثر إحباطا . ولكنني أنظر إلى هذه النكتة من زاوية الحيرة التي ضربت أطناب أحزاب المعارضة حتى فقد المواطن الثقة في كل الأحزاب السياسية المعارضة بقدر لايستهان به والمنطق في رأيي يفرض خيارات محددة للتعامل مع الواقع الحالي : 1- التسليم والخضوع للنظام الحاكم . 2- محاولة إصلاح النظام من الداخل والمشاركة السياسية معه في الحكم. 3- تغيير النظام كليا بطرق سلمية أو عن طريق استخدام السلاح . المشكلة الأساسية أن أحزاب المعارضة حتى هذه اللحظة لم تقرر وتتفق بشكل قاطع وحاسم أي الخيارات يمكن أن توصلها إلى السلطة والارتقاء بالوطن وفي رأيي أن هذا هو السبب الأساسي في تطويل أمد النظام الحاكم والانقاذيون لعبوا على هذا الحبل بذكاء وخبث يحسدون عليه على المستوى السياسي يتم التفاوض مع كل حزب على حدة والعمل على تشتيت جهود الاحزاب المعارضة في التوحد والاتفاق على وجهة محددة فكلما تم الاتفاق بين الأحزاب على وجهة يخرج احدهم مخزلا ومشترطا شروطا تعجيزية بضرورة تبنى خطه السياسي . على المستوى الاجتماعي الأمر خطير جدا فنسيجنا الاجتماعي مهدد بالانفجار في أي لحظة وفي أي منطقة في السودان حتى في قلب الخرطوم فأصبح من المألوف ممارسة التمييز القبلي في تقلد الوظائف في السلم الوظيفي الأعلى والأدنى وكذلك التمييز في استخراج الوثائق الثبوتية فالمسألة مدروسة وممنهجة وكل ذلك من أجل البقاء ولا شئ غيره . ومايؤكد حديثي هذا أن بعض الجهات اتهمت قوات الجبهة الثورية وعصابات النقرز بقتل المتظاهرين في احداث سبتمبر الأخيرة وذهب بعضهم إلى أن القتلى من عرقية واحدة والقتلة هم من دارفور وجنوب كردفنا ولكن الذي يحير العقل أنه حتى هذه اللحظة لم يتم القبض على أي من قوات الجبهة الثورية في هذه الإحداث ولم يقدم دليل على هذا القول ولكن أين قواتنا الأمنية والجبهة الثورية تقتل أكثر من مؤتي مواطن وفي قلب الخرطوم وفي أيام متتالية ؟ إن صح هذا إلا يمثل ذلك دليلا على فشل الحكومة في حماية المواطنين ؟ حسب معلوماتي الطبية المتواضعة أن أعراض فقر الدم تختلف وفقا لنوع فقر الدم والسبب الكامن وراءه والمشاكل الصحية الأخرى الكامنة مثل النزف أو القرحة و السرطان....الخ والجسم أيضا لديه قدرة غير عادية للتعويض عن فقر الدم في وقت مبكربتغيير النظام الغذائي . وفي حالة الإصابة به لفترة طويلة من الزمن يحتاج الأمر إلى تدخل طبي صارم ولكن ما أصاب الوطن هو بالتأكيد يتطلب عملا كبيرا والتعويل في هذا المنحى على شباب الأحزاب بإحداث التغيير المنشود وقد حان الوقت ليأخذ الشباب مواقعهم فهم فيما أرى يمكن أن يبعثوا الدماء من جديد في أجساد أحزابنا البالية . هاشم حسن جبريل [email protected]