(مهداه الى الصديق الاديب حامد على حامد مع محبتي الصافيه) منذ فجر حياتي وانا ملتصق بالكتب وقد لايصدق البعض اننى وانا فى سنتي الثالثه كنت امتلك مكتبة صغيره بها بعض كتب كامل كيلاني ومجلات سمير وميكي وسوبرمان فقد نشأت وسط اسرة ممتده حيث كنت اول طفل يولد وسط حيشان ال ابوعلي بطوكر منذ ولادة اخوالي الصغار نسبيا فعشت ابن الاسره المدلل وقد تعلمت القراءه وحفظت قصار السور بخلوة جدتي خالة امي الحاجه نريري وبالمناسبه كانت خلوتها مشهوره وقد ذكرها الباحث الطيب محمد الطيب بكتابه المسيد ك بجو وكنت لحظي الحسن محاطا انذا من هواة القراءه والاطلاع فقد شاهدت امهات كتب الادب والدين بمكتبة جدي الخليفه مجذوب ابوعلى واقول شاهدتها لانه لم يسمح لي بلمس اول كتاب حتى وصزلي الى المرحله الثانويه العامه حيث بدات فى مطالعة كتاب ( المستطرف فى كل فن مستظرف) والذي بدات معرفتي به اثناء استماعي للخال ابوعلي مجذوب وهو يتلو علينا مقاطع منه اثناء فترات الاستراحه بخانة جدنا الخليفه عثمان ابوعلي (والخانه لمن لايعلم هي مركز لمقاولي شراء الاقطان بطوكر) وكانت الخانات ثلاثه اكبرها خاصة جدنا والاخرى وهي لاتقل عنها هي خانة السيد محمد الماحي باكاش كما كانت هناك خانة اخرى اصغر حجما للسيد عبدالله صالح) وفى تلك الفتره كنت لصيقا بعمي على عبدالله وهو ممرض الا انه قارئ ممتازحيث تعرفت لديه لاول مره بمجلة العربي الكويتيه وهي مجله شكلت وجدان اجيال كثيره بعالمنا العربي وعبر تلك المجله تعلقت بعدة مواضيع واصلت الاطلاع عليها والاهتمام الشديد بها لاحقا وهي ادب الرحلات والكتابات العلميه اذ كنا نتابع مقالات الدكتور احمد ذكي رئيس التحرير فى سلاسله (مع الله فى الارض) وغيرها كما تعلقت بادب السيره الذاتيه وقد وجدت بمكتبة عمي مجلة الوعي الاسلامي الكويتيه ايضا وقد شكلت مقالاتها وجداني وكرستني مسلما مستنيرا كنا فى تلك السن الباكره نغادر محطات روايات الالغاز وارسين لوبين وروكامبول الى مجموعه جديده من الاعمال القصصيه بسلسلة روايات الجيب حيث تعرفنا الى عيون الادب العالمي فقرانا روايات الاسكندرديماس الاب وخاصة الفرسان الثلاثه وغيرها ولابنه تابعنا بشغف غادة الكاميليا ثم دخلت فى محور جديد عندما قرات ودفعة واحده كل روايات تاريخ الاسلام لجورجي زيدان حيث استغرقت منى قراءتها اجازة السلم التعليمي الطويله ايام د محي الدين صابر ويبدو ان كم الاسئله التى اثارتها تلك الروايات فى دواخلي دفعتني للاهتمام بتاريخ الاسلام والسيره النبويه التى وجدت كتبها متوفره بطوكر سواء بالمكتبات الشخصيه او مكتبة فرح عبدالرازق كانت طوكر مثلها مثل كل المدن الصغيره التى تقل بها فرص التسليه فيلجأ الناس الى القراءه والاستماع للراديو وتدور حلقات النقاش مساءا امام الدكاكين وداخل دواوين الاعيان وكنت تجد دائما كتب الشعر والادب حاضره فى شواهد النقاش والحكايات اضافة طبعا لليالي الطرق الصوفيه واما تعرفي بنجيب محفوظ والدخول الى دنياوات الروايه الحديثه فله قصه اذ سافرت الى البورت واثناء تجولي بمكتبة العامودي لفت نظري غلاف رواية نجيب السراب فتصفحتها ثم توكلت على الله واشتريتها ومنذ ان فتحت صفحتها الاولى لم اتمكن من تركها وخاصة وان اجواء الروايه كانت قريبه من اجواء الحياة بحيي ديم المدينه والسوق بالبورت وبعدها انفتح امامي عالم نجيب محفوظ الجميل فلم تفتني رواية او مجموعه قصصيه كتبها ومازلت احتفظ باعماله حتى الان وبعد نجيب قرات روايات يوسف السباعي وكتب حبيب المراهقين محمد عبدالحليم عبدالله وبدات علاقتي باحسان عبدالقدوس بالوساده الخاليه واني حره وباختصار فانني وحتى نهاية السبعينيات كنت قد طالعت تقريبا كل كتب مشاهير الكتاب العرب ومغموريهم التى وقعت تحت يدي وعندما سافرت الى الخرطوم للدراسه فى 1974 كان اعجابي بالادب الاشتراكي يتنامى منذ اطلاعي على رواية (كيف سقينا الفولاذ)عن نضال شباب الثوره الاشتراكيه بروسيا اذ يممت صوب مكتبات الخرطوم وهي دنيا قائمه بذاتها من مكتبة النهضه الى الحريه الى مروي بوكشوب الى تلك المكتبه الصغيره بزاوية شارع القصر وهي بانوراما والتى تخصصت فى نشر الادب السوفيتي ياللروعه فقد دخلت الى عالم جديد واعدت التعرف الى كلاسيكيات الادب الروسي ليون تولستوى ودوستويفسكي وغوغول وتشيكوف الخ الخ ثم دخلنا بوابات الادب السوفيتي الحديث فقرانا شولوخوف ورائعته الدون الهادئ والكسي تولستوي وثلاثيته درب الالام وسلسلة مقاتلون فى سبيل الوطن السوفييتي ثم التحقت بجمعية الصداقه السودانيه السوفيتيه وبدات فى دراسة الماركسيه واذكر ان اول كتاب بدات القراءه به كان(اصل العائله) لانجلز ثم مجموعات كتب لينين وبعد عودتى للبورت اواخر 77 تعرفت لاول مره على كتب احمد امين التى كرسها لتاريخ الحركه الفكريه فى الاسلام ككتبه فجر الاسلام وضحى الاسلام وغيرها وبعده تعرفت الى طيب تيزيني عن طريق استاذنا الخاتم عدلان الذى درست لاحقا على يديه تاريخ الفلسفه بالمعتقل وهذه قصة اخرى واذكر اننى قرات كتاب عبدالقادر محمود (الاسلام والحركات المعارضه)الذي لفت نظري الى الفرق الاسلاميه وبعد احمد امين كنا قد تجهزنا لكي نلتحق بمدرسة الراحل المقيم د حسين مروه وكتابه (النزعات الماديه فى الفلسفه العربيه الاسلاميه) والذى قرظه استاذنا الراحل المقيم نقد ومنذ تلك الايام دخلنا الى مراحل اخرى فى القراءه والدرس قد نتحدث عنها لاحقا الاستاذ عبد الله موسى [email protected]