مهما إختلف الناس مع مواقف الإمام الصادق المهدي على مدى تاريخة السياسي المضطرب ..ومواقفه المتذبذبة تجاه نظام الإنقاذ البغيض التي ساهمت دون شك في إطالة مأساة الوطن مع هذا النظام.. ورغم خذلانه لإنتفاضة سبتمبر بالقدر الذي أثا ضده نقمة أقرب محبيه وحواريه ! لكن ذلك لا ينفي التأمين وبكل صدق على شخصية الرجل الكارزيمية كعالم وفقيه ومثقف ومفكر وباحث يتمتع بروح أدبية و ثقافية وفنية و له من تهذيب الخلق وعفة اللسان التي تجعله يستحق أسمى درجات التقدير والإحترام فكل ذلك بالطبع يكمل من شخصيته المحورية التي برزت بجلاء قد لايدانيه فيه إلا القليلون في عصرنا الحاضر على المستوى المحلي و الإقليمي والعالمي ! ولعل نيله لجائزة ..( قوسي ).. الفلبينية التي تماثل نوبل السويدية هو وسام فخر وضعه الرجل ليس على عنقه فقط وإنما تدلي منه ليلامس أرض السودان كلها ويلثمها تباهياً بإنجابها لرجل مثل الإمام الذي شد أضواء العالم بالأمس وهو يتقلد ذلك الوسام السامي كمقامه ! ولعلنا نتأمل أن نيل الجائزة لشرف السودان المتمثل في إبنه الإمام ،سيكون نقطة تحول ينطلق فيها الرجل نحو مواقف تدعم كل القيم التي بنيت على أساسها الجائزة وأهمها معاداة المعيقات التي تدمر القيم الديمقراطية ورشاد الحكم ! ويجعله يعيد النظر في تقييمه بصوره قاطعة لهذا النظام القاتل ، فمجرد التعويل على إمكانية تغييره من الداخل أو إصلاحه يظل ضرباً من الخيال وينافي كل الأسس التي جعلته يكون واحداً من شخصيات الجائزة المرموقين لهذا العام ! بل ولعل إعتزاله للعمل السياسي وتفرغه للفكر والإمامة الروحية ، سيصبح تجسيداً لخاتمه تجنبه أى حرج مع جماهيره وبالتالي يعجل من رحيل حلفاء الباطن الذين يستندون اليه كمنساة سليمان ويريدونه أن يسقط معهم من شموخه في نظر شعبه وهم الذين قد إمتلأوا سوساً ينتظر مجرد نسمة خفيفة من هذا الشارع وليس ريحاً ليتناثر بدداً بنفخة غروره الاجوف الذاتية من داخله! وبالتالي يفسح الإمام مجالا لمسارب الدم الجديد في عروق حزبه ليعود بروح التجديد كبيراً ليس كما عرفناه كحزب طائفي وإنما نريده حزباً ببرنامج ومؤسسات ورؤى جماعية ، مثلما نريد سوداناً جديداً يسع كل اهله الذين بالتأكد سرهم ماناله الإمام من تكريم هو لهم ايضاً حيث ما كانوا ! ونحن إذ نبارك لأنفسنا كسودانين لايفسد لنا خلاف الراى وداً ومحبة وتكاتفاً.. قبل أن نبارك للإمام الهمام ..فإننا نتوق الى صادق جديد هو إمام ما بعد الجائزة .. فهلا أجبت الرجاء ولن تخيب الظن ..مثلما أحسن العالم كله الظن فيك ..نرجوك ترجل وأنت في قمة هذا المجد ولا تنتظر حتى تسمع صفير الجماهير يغطي على روعة هذا التصفيق الحار ! [email protected]