من اهم اسباب بقاء هذا النظام كل هذه السنوات بالإضافة للقبضة الأمنية والبطش والتنكيل بالمعارضين والخصوم السياسين هو احترافية السلطة في مسألة اشغال المواطنين والشعب السوداني بلقمة العيش والهائهم بكثير من القضايا الانصرافية والتافه من الامور الصغيرة والتي تستحوذ علي تفكير الناس وتشغل بالهم ! ، كافتعال الأزمات التي يركز الناس فيها! وعلي سبيل المثال تحويل مواقف المواصلات الي أماكن بعيدة او كل فترة مما جعل تفكير الناس ينصرف في كيفية وصولهم الي أماكن عملهم وكذلك فقد تم الهاء الشباب وخاصة شريحة الطلاب بالاتصالات المجانية مابعد منتصف الليل وحتي بداية الصباح فظل الشباب ينفث عن الكبت الذي يعانيه والعطالة في الحديث المنفتح بين الجنسين! ، وكذلك تم تطبيق سياسة اعلامية تعتمد علي نشر الغناء الهابط من خلال مطربين تمت صناعتهم واستقطابهم من قبل الأجهزة الأمنية وامانات الشباب في المؤتمر الوطني! ..ومن اهم وسائل شغل الناس كانت رياضة كرة القدم واستغلال ولع غالبية الشعب السوداني بأمر الرياضة والمريخ والهلال!، فتم إسناد كل الاتحادات الرياضية وادارات الاندية لأعضاء بارزين من المؤتمر الوطني ، وصرفت ملايارات الجنيهات وملايين الدولارات لذلك مثل شراء اللاعبين وتأهيل ملاعب الكرة علي الرغم من ان الدولة نفسها لاتهتم بصرف ربع هذه المبالغ علي الصحة والمستشفيات والتعليم وإنشاء المرافق الخدمية التي تعود لصالح المواطن! ، هذا غير مايتم صناعته من أزمات وصراعات داخل تلك الاندية الجماهيرية واتحاد الكرة لصرف انظار الجماهير عن القضايا الحقيقية ومشكلات البلد! .. وبالفعل نجحت هذه السياسة طوال سنوات الانقاذ!.. ولعله يحضرني هنا تصريح ريئس النظام من ان كل الفنانين والمطربين ولاعبي كرة القدم هم مؤتمر وطني!.. وفي الوقت الذي كان يتم التضييق علي الصحافة وحريتهاوخاصة السياسية منها لكن في ذات الوقت كان يتم التصديق لعشرات الصحف الرياضية التي تجنح للاثارة ولغة المهاترات ونشر الصراعات الادارية والاختلافات داخل الاندية الجماهيرية والاتحادات لمزيد من صرف الناس وشغلهم بها!.. ومؤخرا وفي الوقت الذي يتم فيه حجب المواقع السياسية والأخبار والصحف المعارضة عن شبكة الانترنت بالسودان لاحظ الكثيرين فتح العديد من المواقع الإباحية والتي كانت مغلقة لصرف الشباب تحديدا لعلم النظام واجهزته الأمنية في مايقوم به من دور في الثورة والدعوة للتغيير!.. وبعد ثورة سبتمبر الاخيرة وبعد كل الحصار الذي وجده النظام وكاد ان يعصف به لجأت الأجهزة الأمنية لأسلوب التركيز الاعلامي لبعض انواع الجرائم الغريبة والشاذة في المجتمع كحوادث الاغتصاب وزنا المحارم وجرائم القتل الغريبة ومعظم هذه الاخبار يتم فبركته ورميه لوسائل الاعلام وبعض المواقع لنشره! كما اوزعت أجهزة الامن لاحد كوادر المؤتمر الوطني الجبهة الاسلامية المشبوهين وهو الصحفي حسين خوجلي أوكلت له مهمة نقد النظام وخاصة الفساد باحاديث معظمها ليس فيه جديد ولاكن بأسلوب مشوق وذلك للتنفيث عن الناس كسياسة معروفة بدت تؤتي أكلها للاسف!، فنظام ظل يحارب حرية التعبير والرأي المخالف كل تلك السنوات ويمنع عن الكتابة ويصادر الصحف في كل نقد يوجه له ولا يزال يفعل ذلك حتي الان مع الاخرين لايمكن فجأة ان يرتضي نقده وفي قضايا حساسة بالنسبة له كقضايا الفساد وان يتم ذلك بكل سهولة! ولعل نفس الذي أوكلت له هذه المهمة والذي ظل يغض الطرف كل تلك السنوات عن النقد الفسادوظلم الحاكمين من بني جلدته وحزبه لايمكن ان يكون قد استفاق فجأة! مع العلم بانه وطوال كل تلك السنوات التي ظل يذيقنا فيها النظام شتى انو التعذيب والظلم ظل هو وفي نفس مساحة الاعلام يملؤها شعرا وغناءا للكابلي ووردي والشفيع وعوض الكريم القرشي!.. من كل هذا يجب للشعب ان يستفيق وان لايقع فريسة لتلك المخدرات التي ترووج لها الحكومة والنظام واجهزتها الأمنية وكوادرهم لالهاء الشعب وتخديره بالرياضة والكرة والغناء وأخبار الجريمة وحديث حسين خوجلي واختلافات عناصره الكاذبين امثال غازي والطيب مصطفى وجماعة التائهون والسايحون وفقاعات الإسلاميين والمؤتمر الوطني!.. فمعركتنا مع هذا النظام مستمرة ويجب ان تستمر والشعب وشبابه ونسائيه ورجاله في كامل الوعي الذي يريدون ان يغيبوننا عنه بتلك المخدرات السياسية من اجهزتهم الأمنية وكوادرهم الكاذبة والمضللة!.. نضال عبد الوهاب [email protected]