[email protected] ما الذي يحدث في هذا الوطن حقيقة .. ولشعبه الطيب الممكون الصابر وقد أوصلته سياسة الإنقاذ الى مرحلة التكفف والجوع والضياع .. ! والله لقد سالت مني الدموع وأنا أقرأ التحقيق الذي جاء في صحيفة الميدان عن إبتداع الناس في نواحي بلادنا لوجبات كانت تتعفف عن تناولها الكلاب التي أظنها هي الأخرى إما أنها هاجرت وإما ماتت وهى ترى البشر يتكالبون على نصيبها في جلود الحيوانات و آذان الأبقار وحتى الفطايس ! وأهل الإنقاذ الذين أبتلاهم الله في الإنشغال بذواتهم وهم يمسكون في خناقات بعضهم ويتنابذون بما كانوا يصفون به الآخرين ، ولكن يبدو أنهم لا يريدون الرحيل دون زيادة مآسي وجراحات هذا الشعب..فبدأوا في غمرة هزائمهم وفشلهم و تشتتهم يحاولون صرف أنظار الناس وتشتيت كرات إنتباههم ، إما في الحديث عن الصلح بين شيخ الجكسي والمحاية الببسي مع أهل الحي الذين تذمروا من تمدد إزعاج دولة التجهيل التي أقامها لصرف الشباب عن الواقع المزري للوطن ، أو تجدهم يسخّرون كوادرهم في إتحادات الريا ضة لإثارة الفتن بين أهل المدن فيشعلون في غير معترك يستوجب الحرب فتنة بين الحصاحيصا قلب الجزيرة وبورتسودان ثغر البلاد ! أو يشغلون الناس بالحديث عن الشباب السلفيين الذين أعلنوا أنهم سيقومون بعمل تفجيرات وتخريب لمهرجان السياحة في البحر الأحمر إذا ما نظمت هناك إحتفالات بمناسبة رأس السنة الميلادية القادمة ! يشيعون كل تلك الإنصرافيات.. وموسم القمح أهدر بسبب فساد الوزير التاجر الذي يمد لسانه لكبير النظام تحدياً.. ويرفع أصبعه بذاءةً في عقول الرأى العام ! ولعل ذلك في مجمله محض محاولات يائسة تغذيها أجهزة السلطة المهلوعة من مجرد إجتماع لشباب في مدينة شمبات أو مقال تصادر بموجبه صحيفة الجريدة ..فيما تسعى لحبس الناس أمام الشاشات ضياعاً لتفكيرهم وتركيزهم ، وإنصرافاً مع يونس محمود الجديد من خلال محطته الخاصة ،وهو الذي يفلق بيد ويداوي بالآخرى فيرفع من يريد و يحط بمن لايريد ! فهل سيجدي كل ذلك في إلهاء الناس عن الكوارث الإقتصادية لسياسة الحكومة التي لاتعرف إعطاء الخبز لخبازه ! أو جعلهم يصدقون أكاذيب الصوارمي والأنباء تترى عن هزائم القوات المسلحة التي فترت معنوياتها حيال الدفاع عن حكم أفلس في كل شيء ..فلما تفتديه بالأرواح دون طائل وهو الذي لطالما استرخص الأرواح الغالية على مدى عمره سيء السمعة حتى إنتفض ضده من أثاروا الرعب في نفوس أهلة الخربة ، فتعاملوا مع صغار الوطن وثمرات المستقبل فتكاً وتقتيلاً بما لايقبله دين سماوي أو خلق سوداني ! الى متى سنسكت على مهازل هذا النظام الذي ديته نفخة من أى فاه يحتقن في صدره غبن ضياع الكرامة و مذلة الحصول على لقمة الطعام التي عزت في هذا العهد القميء حتى على من كانوا يفرشون الموائد للسابلة بلا منٍ ولا أذى! إنتبه أيها الشعب المغيب بكل أساليب الخبث بتشتيت الكرة في الزمن الضائع لهذا الحكم الفاسد الذي إحتضن لتحقيرنا كل فاقد تربوي صائع ! ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو على كل الظالمين لقادر !