****لازالت تضحكنى حد القرقرة وفيضان الدموع تلك النكته رغم قدمها , كلما ركبتها على موقف او حالة ,, خاصة من حالات حكومات الانقاذ المضحكة دائما حتى فى أحلك الظروف والتى هى من شر البلايا والمحن ولا لما قالت العرب شر البلية مايضحك , وهى عبارة لطيفة ومثل صادف ممثله وهو محاولة التخفيف وتهوين صدمة البلية بشىء من الضحك . ****والنكته يقول راويها بما يشبه حال كثير من قضايانا المعاصرة أن أحد هواة معرفة الجديد دائما والمستحدثات من العلوم والفنون الجديدة , قرأ فيمن يقرا القارى عنوان لكتاب ضمن مجموعة كتب لصديق له ( لفح الكتاب وقرأ عنوانه _ كيف تتعلم الطيران فى مدة قصيرة) قرأ مقدمة الكتاب المبسطة والسهلة عن علوم وكيفية الطيران ( بالطائرة طبعا) وتقدمت رغبته الى أن يذهب لاستئجار طائرة تدريب صغيره ليطبق تعليمات الكتاب وكانت استجابته لقيادة الطائرة ممتازة مكنته من الطيران بالطائرة والتحليق بها فى الأجواء فى متهة مابعدها متعة وهو يقلب الصفحات ويطبق التوجيهات على لوحة العدادات والمفاتيح , ****انتهت مدة استئجار الطائرة وقاربت على الانتهاء وآن له الرجوع بالطائرة تزامنا مع انتها توجيهات الكتاب التى نفذها بحذافيرها وعند وصوله الى الصفحة الأخيرة وجدت عبارة فى نهاية الكتاب تقول :- الآن تعلمت ايها القارى كيفية الطيران ولتعلم كيفية الهبوط تابع عددنا القادم !! ****وهو مايشبه حال كثير من قراراتنا الحكومية ومشاريعنا القومية التى ارهقت كاهل اقتصادنا وجعلت مشروعاتنا السابقة والحالية أفيال بيضاء ومساحات جرداء وعلى سبيل الأمثلة المضحكة مشروع القرن الذى أعلنت الحكومة فشله بعد أن ملأت الدنيا ضجيجا وسدا سدا ,, ردا ردا !! فبعد افتتاحه وحضور ماأمكن من الأصدقاء والممولين والحاكمين وزراء وولاة وتابعين وأصبح قبلة لكل زوار البلد من الضيوف والسودانيين الغائبين أكتشفنا آخرا أن اختيار الموقع لم يكن هو وتركم الطمى عطل التوربينات والبحيرة لم تكن فى الحسبان وقائمة طويلة جعلتنا لم نجد طريقة الهبوط بالمشروع على واقع الحال والحياة والاقتصاد !! وهاااك ياضحك !! **** ثم يأتى مشروع القرن والتحدى سكر النيل الأبيض الذى حصل به ماحصل من احرج دولى وأمام كل الحاضرين من الممولين والضيوف الأجانب وجيوش المؤيدين والهاتفين بطول عمر الانقاذ وارغام البشير بالسير حتى اخشوشنت ركبه وبح صوته وصار يتوكأ على عصا , حضروا للافتتاح وفى لحظة التشغيل أكتشف كبار المهندسين المهندمين رابطى الكرافتتات ومعتمرى الخوذات أن السوفت وير لم يكن موجودا والدفرنش لن ينقل الحركة بين المولدات والمطائن والطواحين وايضا لم يهبط مشروعنا الى ارض الواقع ولم يدعم اقتصادنا وعلى الفنيين المحاولة مرة أخرى !! *** وآخرها تفكيك حكومة الديناصورات الربع قرنية التى طارت بالسودان فى أجواء الخيالات والتصريحات والأمنيات وهذا تمنينا سقوطها ولاداعى للهبوط لأيتأسف عليها أحد وشحذت آمالنا وتوقعاتنا بحكومة سحرية تقلب الحال من الطيران الى الهبوط وملامسة الأرض بشىء من الواقعية والاحساس بحجم الكوارث التى سببها مواصلة الطيران بكل آمالنا ولكننا فوجئنا بطيران الجنادب والجراد ليأتى على ماتبقى من خضرة ونماء .. [email protected]