* وتوصف بالذي جعلناه عنواناً لكلمتنا هذه كل حركة مضحكة ذات (فهلوة).. * أو كل حركة فيها قدر من (الاستهبال) يثير الإعجاب.. * أو كل حركة تشابه حركات القرود (فعلياً!!) وليس مجازياً.. * وللسياسة من التوصيف هذا نصيب - كذلك - أحياناً.. * ففي عهد نميري - على سبيل المثال - اقترنت أسماء نفر من المايويين بعبارة (القفز بالزانة!!) كما القرود.. * وحتى مجال الفتاوي الدينية صار القرد أحد (مشاهيره) تماماً كالراضع (الشحط) و(خالعة ملابسها أمام زوجها).. * أما (الراضع الكبير!!) فمعروفة الفتوى التي حللت له أن (يرضع) زميلته في العمل كيما تصير عليه ك(ظهر أمه).. * وأما (خالعت ملابسها!!) - عند المعاشرة - فهذه فتوى جديدة (لنج) تُحرَّم على مقترفة (الإثم) هذا أن تتوب ولا تعود إلى مثله أبداً.. * وكل الحركات - والفتاوي - (القردية) هذه تدعو إلى أن يكون الضحك (على) صاحبها بأكثر مما يكون ب(سببها).. * ويوم الأول من أمس انفجر زملاء لنا في ضحك مجلجل عقب عبارة أطلقها وزير الصحة الولائي مأمون حميدة.. * ولا ندري إن كان الضحك هذا بسبب ما رأى زملاؤنا هؤلاء إنها (نكتة) من تلقاء الوزير أم ل(سبب آخر).. * وأصل (الحكاية) أن حميدة طفق يعدد - خلال لقاءٍ تفاكري مع الإعلاميين - المشافي الخاصة التي بات ينافسها مستشفى إبراهيم مالك.. * وعلى درب المقارنة هذه نفسها سار أحد مسؤولي وزارة الصحة مشيراً إلى مشفيِّي (رويال كير) و (يستبشرون).. * فما كان من الوزير - حسب بعض صحف البارحة - إلا أن قاطع المسؤول هذا ممازحاً: (ونسيت مستشفى الزيتونة ما أذيتونا).. * فضحك الحاضرون جميعاً ؛ الوالي والوزراء والمسؤولون والإعلاميون.. *وضحك معهم - بالطبع - مأمون حميدة نفسه.. * وإن كان ضحك الأخير هذا والوالي و(إخوانهما) مفهوم في سياق ما في (ظاهر!!) العبارة من (نكتة) فإن ضحك زملائنا الصحفيين هو الذي يبدو غير مفهوم إلا أن يكون في سياق (باطني!!).. * فمشفيا الزيتونة ويستبشرون هما من ضمن (أملاك!!) الوزير الخاصة.. * وما من وزير صحة في الدنيا كلها - كما هو معلوم - له (استثمارات صحية!!) باسمه إلا في سوداننا العجيب هذا.. * وما من وزير زراعة - كذلك - في الدنيا كلها له (استثمارات زراعية!!) باسمه إلا في سوداننا الغريب هذا.. * وبدلاً من أن يقول الوالي لحميدة (لقد آذيتنا بمشفاك الذي اسمه الزيتونة) إذا به يضحك لنكتة (نسيت الزيتونة ما أذيتونا).. * وبدلاً من أن تقول الحكومة للمتعافي (لقد أبكيتنا بامتلاكك مزارع دواجن وأنت تضحك) إذا بها تضحك لضحكه (الدائم!!) الذي اشتهر به.. * أما بكاء زملائنا الصحفيين فهو لا يصح أن يكون إلا من باب استشعار (الأذية) عملاً بمقولة (شر البلية ما يضحك).. * ودعونا لا (نؤذي!!) القرد بعد الآن بإلصاق (الحركات!!) به !!!! الجريدة [email protected]