ينظر كتير من المحللين علي ان خروج علي عثمان من الحكم كان نتيجة مؤامرة داخليه اسهم نافع علي نافع فيها،وحشدو من القرائن ما يعضد زعمهم هذا بل ذهبو ان نافع استغل حادثة قوش وانقلابه المزعوم ليجهز علي خصمه اللدود ويلقي به خارج المشهد السياسي، والذي ظل لاعبا أساسيا فيه منذ مجي الانقاذ، بل كان هو العقل المدبر للانقلاب . ولكني اجدني اذهب الي منحي اخر وباستصحاب تحليلاتي الذاتيه وقرائني الخاصه،الراجح عندي ان علي عثمان من الذكاء والخبث بحيث يجيد رسم أدواره جيدا ،يعرف متي يهاجم ومتي ينسحب، ومتي يصمت ومتي يتكلم ،وبأخذ كلام غازي في قطر ابان زيارته الحاليه, ان الرجل كان هو المخطط الرئيسي للانقلاب رغم رفض غازي والترابي للانقلاب علي الديمقراطيه،يؤكد ان للرجل علاقه ود وحميمة دافئة مع السلطة ويعشقها حد الجنون، وهذا ينسف حجة الانقاذيين القائلين بان الرجل تنازل طوعا للأجيال الجديده مع العلم ان عمره وخلفه بكري حسن صالح تكاد تكون متقاربة ،فالشخصية التي خططت للانقلاب وأبعدت عرابهم ومفكرهم،وخططت طيلة ربع قرن لا يمكن بحال ان تذهب طواعية،وفي ذات الأثناء الشخصية التي أبعدت صاحب المكر والدهاء وأستاذ المؤمرات،لا يمكن ان تنهزم هكذا بسهوله من امام عقليات كالبشير وزمرة العسكر حوله من امثال عبد الرحيم حسين،هذا اذا أبعدنا فرضية نافع الذي ابعد بدوره فلو كان له دور لظل في موقعه حزبيا وحكوميا، هذامع قلة مقدرته علي مصارعة علي عثمان دهاء وتكتيكا . اذا الراجح عندي ان الرجل حاول الانسحاب بهدوء بعد ان قرأ جيدا ماّلات الحال،ووجد ان ما قامو به من تخبط وتشويه في جسد هذا الوطن عصي علي المعالجة ،ومع تفاقم الضائقة الاقتصاديه ،وانهيار الاقتصاد،وتردي كل مناحي الحياة صحيا ومعيشيا واجتماعيا،ومع تقدم الجبهة الثوريه التي شكلت اختراقا عسكريا وسياسيا واضحا وجلي،ومع تغيير الواقع السياامني الإقليمي،وصعود تيار مناوئ للإخوان في مصر من الممكن ان يحرك حادثة اغتيال مبارك التي قال عنها الترابي ان علي عثمان هو من خطط لها،ودخول دول الخليج في المشهد،لتكسير تنظيم الاخوان بما لها من إمكانيات ماديه ولوجستية واستخباراتيه،وشعورها بالخطر الإيراني الذي جعل السودان حديقه خلفيه له،شعر الرجل ان الحبل التف حول عنقه وان الخروج من هذه المعضله هو عين المستحيل, وبما له من داريه وقدره علي قراءة المشهد، شعر ان ايام هذا النظام قد أوشكت علي الأفول لذا اثر القفز من السفينة الغارقه محاولا النجو،خصوصا وكما قال الترابي ان الرجل لا يتحمل السجون ويخافها جداً،وما تمثليته الاخيره بالبحث عن بيت للإيجار الا جزء من هذه التمثيلية التي يحاول الرجل من خلالها الفرار بجلده كما سلوك الثعالب حين شعورها بالخطر من هذا الواقع الذي صنعته يداه [email protected]