المراقب للمشهد داخل الكابينه القياديه لنظام الانقاذ لا يجد كثير عناء لمعرفة للانقسام والاستقطاب الحاد بين مجموعتين,الاولي يمثلها البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح ونائبه للشئون التنظيميه في الحزب نافع علي نافع اما المجموعه الثانيه بقيادة النائب الاول علي عثمان ومجموعه من الوزراء بالاضافه الي غازي صلاح الدين وابراهيم غندور. اشتد هذا الاستقطاب بعد اعلان البشير نيته عدم الترشح لفتره جديده,ولما كان علي عثمان يعتبر انه الاحق باعتبار انه النائب الاول لفتره طويله وممسك بكثير من الملفات ,وهو مهندس ابعاد عراب النظام الترابي في فتره سابقه,وتهيؤه النفسي لاعتلاء سدة الحكم باعتبارها حقا اصيلا لما قدمه للنظام وكان احد مهندسي انقلاب يونيو,بينما تري المحموعه الثانيه ان ذهاب البشير عن سدة الحكم يضعف دورها النافذ الان,ويجعلها في مواجهة خاسره مع علي عثمان اذا اصبح رئيسا والذي بالتاكيد لن يغفر لها وقوفها ضده,وتشويه صورته بعد نيفاشا واعتباره المسؤول الاول عن التنازلات التي قدمت وافضت او قادت الي انفصال الجنوب وما تبعه من اثار كارثيه علي الاقتصاد السوداني.وهي بالضروره تعلم ان للرجل قدرات تجعل من السهل عليه التخلص منهم كما تخلص من زعيمهم وأبوهم الروحي السابق. كان خطاب مجموعة نافع في الفتره السابقه خطابا عنيفا استعلائيا في نبرته وتهديديا في مضامنه,ولم يفوت نافع علي نافع اي فرصه جماهيريه للنيل من المعارضه ورموزها ووصفها باوصافه الكثيره والتي جعلت للرجل قاموسا لفظيا خاصا به من شاكلة لحس الكوع والغسل في البحر وغيرها,صحب هذا الشئ حملة اعتقالات واسعه للكوادر النشطه في الاحزاب وبعدها اعتقال موقعي ميثاق كمبالا او ما سمي بالفجر الجديد, هذا الشئ كان مصحوبا بحمله كبيره لتضييق هامش الحريات واغلاق الصحف وملاحقة الصحفيين من قبل جهاز الامن,وانحسار هامش الحريات ما بعد نيفاشا بشكل ملحوظ. في الاسابيع الماضيه قامت بعض الجهات بتسريب لقاء جمع بين طه وعلي الحاج احدي قياديي المؤتمر الشعبي ابان رحلة طه الغير معلنه الي المانيا والتي قيل فيما بعد انها لدواعي علاجيه, وبعد تسريب اللقاء ظهر علي الحاج كاشفا ملابسات ودواعي ونتائج هذا اللقاء والتي كان ابرزها مبادره قدمها علي عثمان للحاج,تتضمن انفتاحا علي المعارضه ومحاولة الخروج من الوضع المأساوي للبلاد والتي ادخلها فيه نظام الانقاذ,وطه هنا يقدم نفسه للمعارضه بشكل الرجل المنفتح علي الاخر والساعي لحللة المشكله السودانيه برؤيه تستصحب المعارضه بشقيها المدني والمسلح والراجح ان الرجل يريد ان يكسب الطرف الاخر من النهر في معركته المصيريه مع مجموعة نافع,ويجعل له قبولا في اوساط المعارضه تجعل من حسم معركته لخلافة البشير مقبوله للمعارضه,وبما له من علاقات مع دول اوربيه اكتسبها ابان فترة تفاوضه في نيفاشا اراد ان يسوق نفسه ديمقراطيا للغرب وهو يعلم جيدا دور الغرب في ادارة الشان السوداني بصوره غير مباشره بما له من كروت ضغط يخرجها وقت الحاجه للنظام فيستجيب النظام طائعا كارها. بعدها عقد الرجل مؤتمرا صحفيا كان حديث المجالس,بعضهم وجد فيه شئ من المعقوليه واخرين قالو انه مجرد تكتيك مرحلي ولعبه من الاعيب نظام الانقاذ والذي مارس كثير من هذه الحيل عند شعوره بالضغط والمحاصره,ولكن الامر الواضح ان الموضوع وباستصحاب خلفيات الصراع ليس كذلك,هذا اذا اخذنا في الاعتبار ردة فعل المجموعه الثانيه والتي بالضروره لها تقدير خاص عند البشير وياخذ برايها لانها بطانته المقربه وظهره الحامي,لذا نجد ان قرار اطلاق سراح المعتقلين السياسين والعفو العام وغيرها من القرارات التي اصدرها البشير هي نوع من التاكتيك المضاد لتحركات علي عثمان الاخير ومحاوله لقطع الطريق امامه لكسب ود المعارضه والظهور بمظهر الرجل المنفتح والداعي للحريات,وهي هنا اي مجموعة نافع كانها تقول لعلي عثمان ان تقربت اليهم شبرا تقربنا اليهم زراعا وكل الامر صراع يدار بادوات وخطط كبيره ويبقي الشعب المغلوب علي امره بين مطرقة نافع وسندان علي عثمان من اجل الرئاسه.. وهي لله