+ عدت من رحلة عمل خارجية من العاصمة اليابانية (طوكيو) حيث أرض (الساموراي) الساموراي أولئك المحاربون اليابانيون الأقوياء والأشداء والأذكياء بعد أن شاركت في مؤتمر (المنتدى العربي الياباني الإقتصادي الثالث) الذي إحتضنته طوكيو بمشاركة ال (22) دولة العربية وبرئاسة نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية سعادة أحمد بن حلي .. كل ذلك سأعود له بالتفاصيل والصور إن شاء الله. + أقول عدت ووجدت الأحداث المتصاعدة في جمهورية جنوب السودان .. والصراع الكبير .. والقتال المرير بين أبناء الجنوب. + ولأنني أعرف الجنوب (جمهورية جنوب السودان) جيدا فقد آلمني للغاية ما يدور في تلك البقعة العزيزة الغالية التي كانت وطوال القرون الماضية (جزءا لا يتجزأ مننا من السودان) ، بل والعبد لله شخصي الضعيف (مولود) في (تلك الأرض الطيبة العزيزة) وفيها ترعرعت ونشأت وشببت حيث كان يعمل والدي (الجعلي) يرحمه الله تاجرا في ملكال .. ووالدتي (المصرية) مع والدها (المصري) الموظف الكبير بالري المصري بملكال. + الشاهد أن الصراع الذي يدور الآن في جمهورية جنوب السودان ، وإن بدا (صراعا على السلطة) إلا أنه في أصله (صراعا إثنيا قبليا). + ورأس الرمح في هذا الصراع الإثني القبلي هما قبيلتا (الدينكا) و(النوير). + ولا يقتصر صراع الدينكا والنوير على جمهورية جنوب السودان فقط حيث موطنهما . + فالشاهد أن الدينكا والنوير (يتصارعان أينما وجدا) و (أينما تقابلا) و(أينما تعاملا). + والشاهد على ذلك أنه قبل سبعة أشهر في نهايات شهر مايو الماضي من العام الحالي كانت وقعت صدامات دامية في الساعات الأولى من أحد صباحات نهايات ذلك الشهر بين قبيلتي الدينكا و النوير في شمال منطقة أم دوم بمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم في المنطقة التي تفصل بين أم دوم و الجريف شرق بالقرب من (حلة صغيرة) تدعى ودالخضر على ضفاف النيل الأزرق حيث يعمل الكثير من أفراد القبيلتين في كمائن الطوب. + يومها خلفت تلك الصدامات خمسة قتلى من الطرفين بينهم إمرأة و طفلها ، بينما أصيب عدد كبير من الطرفين إصابات خطيرة للغاية. + كانت تلك الصدامات هنا في (جمهورية السودان) وليس في (جمهورية جنوب السودان). + وكانت تلك الصدامات الدامية ، واحدة من (أجراس الإنذار) التي كانت تنطلق بين كل فترة وأخرى ، هنا وهناك ، لتبين أي مستقبل ينتظر إخواننا في جمهورية جنوب السودان الذين إنفصلوا بدولتهم (هم يسمونه إستقلالهم بدولتهم). + الشاهد أن قبيلتا (الدينكا) و(النوير) ظلتا دائما على طرفي نقيض. + فهاتان القبيلتان بينهما (حساسية) (كبيرة) و(مفرطة). + وهاتان القبيلتان دائما في خطين متوازيين. + وهاتان القبيلتان دائما في تنافس شديد.. تنافس شديد في كل شيء ، وعلى كل شيء. + الشاهد أن هاتان القبيلتان الدينكا و النوير هما أكبر مجموعتين عرقيتين في دولة جنوب السودان . + والشاهد كذلك أن كثير من أفراد هاتين القبيلتين يعيشون في السودان ويعملون في مهن أعمال البناء و التشييد و كمائن الطوب . + الغريب أن القبيلتين تنتميان ل (أصل واحد) و(جد واحد) . + لكن الشاهد كذلك أن بين القبيلتين معارك و خصومات و عداوات قديمة تعود جذورها لعقود طويلة ، لا تزال ترمى بظلالها وتداعياتها إلى يومنا هذا ، وقد ظهر ذلك جليا في الصراع الدائر الآن داخل دولة الجنوب . + الأخطرأنه لا تسلم من تلك العداوات والمناوشات و المعارك قبيلة (ثالثة) وهي قبيلة (الشلك) ثالث أكبر مجموعة عرقية بدولة الجنوب بعد الدينكا و النوير حيث يتحول العراك و الصدام إلى ثلاثي دامي. أسامة عوض الله [email protected] مستشار التحرير للشئون السياسية بصحيفة أخبار اليوم السودان مدير مكتب مجلة الأهرام العربي المصرية بالسودان الخرطوم + 249 9123 64 3 84 + 249 123 78 76 70 + 249 999 782 999