ما الذي استفاده المجتمع السوداني من الصوفية؟ بل ما الذي خسره المجتمع السوداني من الصوفية؟ هل أسهمت الصوفية طوال عمرها المديد في الحراك السياسي أو الفكري أو حتى الاجتماعي بشيء؟ و هل للصوفي طموح يزيد عن ثلاثية تمجيد السيد و الحضرة و الحولية؟ و هل يُعبدُ الله بطبولِ و تشعيثُ شعرٍ و ترقيعُ ثوبٍ سليم؟ كيف أعبدُ الله و قد بلغتُ حدَّ الإغماء و التغييب العقلي و أنا على إيقاعِ الطبلِ أدورُ دون وعيِ مني بما أرددُ و أقول؟ ثم منْ يقدر على إحصاء تلك الطرائق الصوفية؟ فيم كثرتُها إن كان الهدف واحد؟ و لماذا تلزم مسمياتها أشخاصاً ليس غير؟ و لماذا التوريثُ في مشيخة الطريقة الصوفية حتى إن كان الوريث غرا صغيرا لا يحمل من مميزات المشيخة إلا انتسابه إلى أبيه؟ و أشعارهم و أدبياتهم .. أليست حصرية على الأسياد الذين ينالون من المدح فوق الذي يستحقه الله خالقهم جميعا؟ و لماذا تُميّزُ قبورُ المشايخ بالقباب و الأبنية بينما قبر التابعُ عادي و كلاهما متساويان في الموت و البشرية؟ لماذا تُزارُ تلك القبورُ و تُسْألُ رفاتُها التي شبعتْ موتا، لماذا تُسألُ الشفاعة و الخلاص؟ أليس الله الحي المعطي أحقّ أن يُسْأل؟ و من أين يتكسّب الشيخ الصوفي؟ أم هو عاطل متبطّل يعيش عالة على أتباعه؟ الصوفية - في رأي - تبعية مُخلِّة .. و استلابٌ كامل للتابع و المريد ثم تعطيل عقلي له إلا فيما يفيد السيد و يزيد من رصيده .. الصوفية عبادة موسمية .. عالمُ الصوفي لا يتعدى شيخه و ممارسات طقوس الطريقة و تتبيع ولده و أهل بيته للطريقة .. الصوفي لا يحس قضية وطنية .. لم نسمعهم حتى الساعة قالوا حرفا عن كل ما يجري في السودان .. الصوفية وجهٌ آخر للأحزاب التقليدية .. كلتاهما تعملُ على تعطيلِ القدرات البشرية للآلاف و تسخرها لخدمة و تمجيد قلة قليلة .. كلتاهما تمجد الزعيم و الشيخ .. لا إرادة للتابعين و المريدين في كلتيهما عن مسار التصويت .. تذهب كل أصوات الانتخابات إلى ذات الصندوق الذي يريده الشيخ أفتعجب بعد هذا من مصادقة حزب البشير لمشايخ الصوفية؟ فات زمنُ الاعتقال العقلي .. ولّى زمنُ التبعية العمياء .. فيا أيها التابعون و يا أيها المريدون .. حرروا عقولكم و أفكاركم .. و هل أنتم بشر إلا بعقولكم الحرة التي ترى و تميز؟ كتبت هذا المقال من وحي ما نشرته الراكوبة عن ذاك الصوفي الذي هباه الله لسان الشاعر و جمال الصوت فسخره – بأمر من شيخه – لمدح رجل لا يستحق المدح و ليته اكتفى بذلك بل أنزل من نفسه منزلة الكلب حتى يرضى عنه سيده و علي عثمان طه. ِ [email protected]