كل الديانات السماوية جاءت لتهذيب النفس ونشرالإخلاق الحميدة في المجتمعات والإرتقاء بالقيم لتتوافق مع الروح التي بثها الله سبحانه وتعالى في خلقه..... الإسلام رسالة متكاملة محورها الرئيسي الإنسان وعلاقته بأخيه الأنسان الآخر لذلك جاءت الشريعة الإسلامية لتحفظ حقوق الفرد الشرعية الخمسة الدين والنفس و العقل و العرض والمال من التغول.... وبهذ الفهم البين والواضح لمقاصد الشريعة الإسلامية فإن الدين الإسلامي لم يكن يوما حكرا لفرد أو جماعة و لا يجب ان يكون كذلك... بل هو رسالة لكل العالمين ... وليس بالضرورة أن نكون كلنا متفقهين في شأن الدين ولكن جميعنا يعي ويدرك بالعقل الذي شرف به الخالق بني آدم على غيره من مخلوقاته ضوابط الدين بالضرورة من عبادات ومعاملات الخ... لهذا ينبغي معاملة الفرد المسلم و مخاطبته في الدين على هذا الإساس حيث لا ينبغي على من تفقه او درس الدين ان يتعالى على الآخرين ويحجر علي غيره ففوق كل ذي علم عليم.. وكان سيدنا موسى علية السلام قد أدعى أنه أعلم الناس فوضعته أقدار الله سبحانه وتعالى في ظروف جعلته يدرك تماما ان الله يمنح العلم ايضا لغيره فهو أمر لا يُحتكر. في ظل سياسة التمكين والتسيس التي اتبعها نظام الإنقاذ طوال 25 سنة فُتحت الأبواب على مصرعيها ليدخل منها كل مدعي علم ... وهكذا صعد كثير من (المتمكنين) وتربعوا على مالمؤسسات الحيوية الدينية منها و الدنيوية .... فسقطنا اجتماعيا وفكريا واقتصاديا وثقافيا... دفع الله حسب الرسول أحد مدعي العلم الشرعي يجادل ويهاجم ويتهم ويستفز و يتنطع دون التزام بأي ضابط شرعي.. وللأسف الشديد يطلق عليه البعض لقب "الشيخ" .. هذا الرجل لايتصف بأي من صفات الانسان السوداني المحترم الجليل الذي يحترم المرأة ويقدرها فقط لأنها امرأة فيتخير الإلفاظ عند مخاطبتها... و لا يتحلى بأي صفة من صفاة الدعاة فهو كاظم ، حانق ، سباب و لعان وفاحش وغير مسامح ابدا... مصائبه كثيره وعتراته وكبواته متكررة ... عندما يعترض على أمر لا يناقشه بعملية و دائما ما يناصب صاحب الرأي العداء لأنه يفتقد للحكمة ... كثير الجدل لا يمنح الآخر فرصة الدفاع عن رأيه ويجيد المرواغة ومن ثم الإنسحاب عند شعورة بضعف حجته التي دائما ما يحاول ان يغطي عليها بالصراخ والمقاطعة والسباب... يؤسس اعتراضه على القضايا على حجج واهية لا تستند الى المنطق او العلم... فقد جاء وصفه للمرأة غير المختونة بأنها "عفنة" في ضوء اعتراضه على الحملة التثقيفية عن وقف ختان البنات.. و جاء وصفه للبنت التي تمارس الرياضة وفقا لضوابط الشرع "بالساقطة" وتعرض لدكتورة متخصصه في مجال الرياضة بإلفاظ نابئة في حوار تلفزيوني موضوعه رياضة البنات لأن منطقها لم يوافق هواه... هذا الرجل المدعي ينبغي ان يوقف عند حده... فارائه شاذة و لا تمثل رؤية دينية لجماعة او مجمعا فكريا او دينيا ..... بل هي أراء شخصية حاقدة يروج لها بعض من ذوي المصالح .. هذا البرلماني الممسوخ هو نتاج طبيعي لسياسة التمكين التي اعطت الخبز لغير خبازه و تركت للمتهافتين الحبل على الغارب والصعود لقمة الإحداث... وهذه الظاهرة الغريبة والشاذة ما كان لها ان تجد لها حيزا في مجتعنا السوداني لولا التهافت الإعلامي الممجوج وفوضى السياسية الإعلامية الخلاقة التي تمارسها الكثير من القنوات الفضائية والصحف اليومية... ان الصحفي الصادق والملتزم يخشي ويتعفف ان يستضيف مثل هذا الرجل في بيته لأنه لا يتورع في استخدام الألفاظ الجارحة وتجريم اللآخرين دون مراعاة لحرمة البيت والمستضيف... فكثير من القنوات الفضائية والصحف وللأسف الشديد ليست لها معايير وضوابط لمن تستضيفه او من تحاوره فمن الطبيعي جدا ان نسمع بتعدي أحد المواطنين بالضرب على مثل هؤلاء ... ورغم أنني لا اتفق مع تسوية الخلاف مع الآخر بأسلوب العنف لكني لا أعفي القنوات الفضائية و الصحف من مسؤلية تعريض ضيوفها من هذه الشاكلة لمثل هذه المواقف لأنها لم تتخير من الشخص المناسب.... [email protected]