منذ وقت ليس بالقصير تحولت ثورة الشعب السوري إلى حرب مستمرة بين الجيش العربي السوري،والمعارضة المسلحة ممثلة في الجيش الحر،الصورة العامة للجيش الحر بدت في الآونة الأخيرة أقرب إلى الجهاديين من مسلحين يقاتلون لإسقاط النظام،خاصة بعد بروز جبهة النصرة الإسلامية وإعلانها عن نفسها وتبنيها عدد من العمليات ليتحول الصراع المسلح إلى حرب بين نظام الأسد ومجموعات متطرفة بشكل رسمي،مع تراجع تام لمظاهر الانتفاضة في الشارع العام،الائتلاف السوري وهو الواجهة السياسية للمعارضة السورية أصبح منذ وقت غير راغب في أن يلصق إسمه بالجيش الحر والمجموعات الجهادية التي تقاتل معه،غير أن الوضع الآن هو انحدار تام للحرب في سوريا بين جيش نظامي ومجموعات مسلحة،الحرب الآن هي مجموعات مسلحة جهادية تقاتل مجموعات جهادية أخرى،تخيّل أن جبهة النصرة الإسلامية تحارب "داعش"،وتصوّر حجم الحرب حينما تكون بين أبناء المشروع الواحد،دخول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمختصر له "داعش" في المشهد السوري امتداداً للصراع في بعض محافظات العراق وبهذا الشكل المتطور،ربما يقود مباشرة إلى خيار واحد سوف يفضله الشعب في سوريا،بل سيفضله المجتمع الدولي الذي فيما يبدو بدأ يغير قناعاته بالحل السوري بضرورة أن يكون الأسد شريكا في الحل،إن لم يكن باقياً،المعارضة السورية وبعد إعادة انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف الوطني المعارض بدت مظاهر خلاف تطفو على سطح المشهد..حسناً ما المصلحة في دخول "داعش" المشهد السوري ودخولها في حرب مباشرة مع جبهة النصرة الإسلامية التي تقود السلاح في وجه نظام الأسد،المصلحة هي أن يكون هناك خيار واحد وهو بقاء الأسد في سوريا حتى إنتهاء الحرب على المتطرفين،فخروج الأسد سوف يُضعف سوريا أكثر مما هي عليه الآن،فالأفضل بقائه للقضاء على القاعدة ومجموعاتها،هذا التكتيك العالي التي تتهم فيه إيران بانها المدبرة والمخططة له بهدف تحويل الثورة في سوريا إلى مشهد رعب حتى يقتنع المجتمع الدولي بأن الأسد لو سقط سوف تصعد داعش والنصرة وبقية الألوية الإسلامية الجهادية،وان البديل هذا الفيلم المرعب،والرسالة الأشد وضوحاً هي أن هذا الرعب سوف تضرر به إسرائيل أولاً،هذا التكتيك إن صح بشكله المطلق فهو ليس تكتيك تقوم به إيران بشكل أحادي بل مدعوم ومدعوم لأقصى درجاته ومبارك دولياً،هذا المشهد مقروء مع تصريحات أممية ترفع حاجب الدهشة،فالأمم المتحدة أعلنت توقفها عن إعلان أي أرقام للقتلى في سوريا باعتبار أن المصادر غير موثوق به،هذا الإعلان الأممي يُشكك مباشرة في أعداد الذي قام به النظام السوري ربما يكون غير حقيقي،وهذا بدوره يقود إلى محاولة ما لتبرئة الأسد أو ما شابه ذلك. = الجريدة [email protected]