بايعت 'جبهة النصرة' الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام السوري، زعيم تنظيم 'القاعدة' ايمن الظواهري ونأت بنفسها عن فرع القاعدة العراقي، في حين اعلن عن تنظيم اجتماع اصدقاء سورية في 20 نيسان (ابريل) باسطنبول. في غضون ذلك، التقى وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والبريطاني وليام هيغ ستة من قياديي المعارضة السورية في لندن، قبل اجتماع الخميس للدول الصناعية الثماني الكبرى، التي يهيمن على جدول اعماله النزاع السوري والدعم الغربي للمعارضة. وقال المسؤول العام لجبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية 'هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري (...) فاننا نبايعه على السمع والطاعة'. وشدد الجولاني على ان الجبهة لم تستشر في اعلان 'دولة العراق الاسلامية' تبنيها وتوحيد رايتهما تحت اسم 'الدولة الاسلامية في العراق والشام'. وقال 'دار حديث حول خطاب منسوب للشيخ ابي بكر البغدادي (زعيم دولة العراق الاسلامية) وذكر في الخطاب المنسوب للشيخ تبعية الجبهة لدولة العراق الاسلامية، ثم اعلن فيه الغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة، واستبدالهما باسم واحد'. واضاف 'نحيط الناس علما ان قيادات الجبهة ومجلس شورتها (...) لم يكونوا على علم بهذا الاعلان سوى ما سمعوه من وسائل الاعلام'، مؤكدا 'اننا لم نستشر ولم نستأمر'. وكان البغدادي قال الثلاثاء في رسالة صوتية ان جبهة النصرة هي 'امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها'، معلنا 'جمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام'، مؤكدا ان هدفها اعلان دولة اسلامية في سورية. وبدا الجولاني متحفظا على هذا الاعلان والطريقة التي تم بها، ملمحا الى انه لم يكن ضروريا وقد يؤثر على العلاقة بين الجبهة وسائر الكتائب المقاتلة في سورية. وكان لؤي مقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر، الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين، اكد لفرانس برس الثلاثاء ان لا قرار لقيادة هذا الجيش بالتنسيق مع الجبهة، وان السوريين هم الذين سيحددون شكل الدولة في صناديق الاقتراع، في حين تدعو النصرة لقيام دولة اسلامية. ورداً على إعلان التنظيم في العراق إن جبهة النصرة في سورية امتداد له، قال الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب الأربعاء إن فكر تنظيم 'القاعدة' لا يناسب الائتلاف. من جهة اخرى اعلن مندوب عن وزارة الخارجية الامريكية الاربعاء ان مجموعة 'اصدقاء سورية' التي تضم بلدانا عربية وغربية معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد، ستجتمع في 20 نيسان (ابريل) في اسطنبول بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وصدر هذا الاعلان في لندن بعد لقاء بين كيري ومندوبين عن المعارضة السورية على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الثماني. وترفض واشنطن حتى الان تزويد المعارضة السورية بالاسلحة، خشية ان يسقط السلاح في ايدي المتطرفين، لكنها تقدم لها مساعدات غير قتالية كبيرة، الا ان مسؤولا كبيرا في الادارة الامريكية افاد بان الولاياتالمتحدة تفكر في سبل دعم المعارضة السورية، وصرح المسؤول للصحافيين طالبا عدم كشف هويته 'لا يمر يوم دون ان تفكر فيه الولاياتالمتحدة في ما يمكن القيام به لانهاء الوضع المأساوي' في سورية. واضاف ان الولاياتالمتحدة تريد 'التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية تعكس التطلعات الشرعية للشعب' السوري. وجدد رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو ونائبا رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا وسهير الاتاسي الاربعاء طلب المعارضة السورية تزويدها بالاسلحة خلال لقائهما كيري. ولكن كيري 'لم يعد بشيء'، وفق ما صرح مسؤول في الخارجية الامريكية. وقال المسؤول 'ما زلنا ندرس عددا من الخيارات. سنواصل تقديم المساعدات للمعارضة، ونعمل معهم لمعرفة ما هي احتياجاتهم، وما يمكن تقديمه'. وركزت مباحثات الاربعاء على سبل تغيير حسابات الاسد بشأن نتائج النزاع الذي دخال عامه الثالث وخلف سبعين الف قتيل وفق الاممالمتحدة. واضاف المسؤول الامريكي 'علينا مواصلة الحوار ولهذا سنعود الى اسطنبول'. وقال ان غداء العمل مع ستة من مسؤولي المعارضة على مائدة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اتاح اجراء 'مباحثات جيدة ومهمة'. وقال ان الجميع اكدوا على 'اهمية العمل معا، واهمية ان يحسنوا تنظيم انفسهم، الامر الذي قالوا انهم بصدد القيام به'. ميدانيا، سيطر مقاتلون من 'وحدات حماية الشعب الكردي' على حي الناصرة في مدينة الحسكة (شمال) بعد اشتباكات عنيفة دارت مع مسلحين موالين للنظام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في محافظة درعا (جنوب) حيث حقق مقاتلو المعارضة تقدما في الفترة الاخيرة، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في بلدية الصنمين ترافقت مع قصف. وادت اعمال العنف في البلدة الى مقتل 12 شخصا على الاقل الاربعاء. في غضون ذلك، شن الطيران الحربي غارات على مناطق عدة في سورية، بينها محافظة حلب (شمال)، ومحيط دمشق، وحمص (وسط). الى ذلك اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة كتيبة من قوات المعارضة الثلاثاء بتعذيب مدنيين وابتزازهم في مدينة حلب بشمال سورية. وأصبح التعذيب والخطف والاعدام من دون محاكمة من المظاهر اليومية للانتفاضة السورية التي تحولت الى حرب اهلية. لكن المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في انحاء سورية، قال إنه شعر بأنه مضطر لأن يخص بالذكر كتيبة شهداء بدر التابعة لكتائب أحرار سورية بعد أن جمع عددا كبيرا من روايات شهود العيان التي تشير إلى عمليات اعتقال وتعذيب متكررة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في مقابلة عبر الهاتف 'مثل هذه الأحداث تزداد انتشارا على الجانبين للأسف. كثير من هؤلاء مدنيون وليسوا مقاتلين. وقائع مثل هذه تحط من قدر الثورة التي بدأها الشعب.' وبعث عبد الرحمن صورا بالبريد الالكتروني لرجل قال ان الجماعة عذبته. وكان جلد ساقي الرجل ممزقا في عدة مواضع وملأت آثار الجلد ظهره.