بسم الله الرحمن الرحيم فى العالم عندما تكون هناك معضلة فى موضوع ما يسارع القائمين بامر هذا الموضوع بدعوة اهل الخبرة و الاختصاص لنظر مشكلة هذا الموضوع و بحث مشكلته من جميع جوانبه وتشخيص علته لاعطاء الوصفة الصحيحة لمرضه و ما على القائمين بامر هذا الموضوع الا اعطاء هذا الدواء ما دام تشخيص علة موضوعه من جهة الاختصاص و اهل الخبرة فى هذا السأن وان مثل هذا السلوك مرغوب و واجب حينما يستعصى امر علاجه و لو من باب (بيت الشورة ما خرب) كما يقول مثلنا الشعبى و هذا سائر فى جميع انحاء العالم و السودان ليس استثناء الا اختفاء الوصفة (التوصيات ) فور انتهاء المؤتمر و اذا نظرنا الى ما يحدث فى السودان من جميع الحكومات الوطنية و عندماتظهر ازمة ما فى اى مجال من مجالات الحياة يدعى اهل الخبرة و الاختصاص الى قاعة الصداقة او اية قاعة اخرى لبحث هذه الازمة و دراستها من جميع اوجهها لايجاد الحلول المناسبة لها فى شكل مؤتمرات او ورش عمل او منتديات باختلاف مسمياتها و هذا جيد و مطلوب لعلاج المشاكل المستعصية ولكن الذى لم افهمه مثل غيرى من السودانين هو اين تذهب هذه التوصيات ؟ ام ان العلماء و الخبراء و الاختصاصين اللذين يدعون لهذه المؤتمرات او ورش العمل يقدمون توصيات غير قابلة للتطبيق ؟ ام ان اللذين عليهم تنفيذ التوصيات يضعونها فى اضابير ادراجهم بدلا من تطبيقها حتى نتمكن من الخروج من هذه المشاكل ؟ و كل ذلك ما نشاهده من انه كلما يدعى الى مثل هذه المؤتمرات واهل الاختصاص يقولون رأيهم فى شكل توصيات وان المرتجى هو اصلاح حال المشكلة التى دعى العلماء لها و لكن الذى نشاهده هو ان هذه المعضلة تزداد سوءا اكثر من قبل كأننا يا عمرو لا روحنا لا جئنا و ان تكلفة هذه المؤتمرات تروح شمار فى مرقة كما يقولون و اذا تحدثنا عن هذه التكلفة فامره عجيب بدءا من ايجار القاعة و الاعاشة و ايجار الفنادق التى ينزل فيها القادمون من الخارج و ايجار العربات التى توصل المؤتمرون الى مكان المؤتمر و بالعكس الى اماكن اقامتهم غير الفواتير المجهولة الهوية مع العلم ان هذه الفواتير يتم تصديقها فورا دون تدقيق فى صحتها و من النادر مراجعتها لا من مراجعة داخلية او المراجعة العامة اذن لماذا هذا الصرف البذخى دون جدوى ؟ كأن الغرض من هذه المؤتمرات فقط لاستخراج الفواتير اكثر من اصلاح الحال و كذلك اننا ندرك انه ليست كل المؤتمرات نتائجها سالبة بل هناك مؤتمرات ممتازة و نتائجها باهرة و لكن الاحكام دائما تطلق على الاغلبية و الذى يبدو لى ان غالبية هذه المؤتمرات مردوداتها غير واضح و حتى لا نطلق الاحكام على عواهنها دعونا ننظر الى بعض هذه المؤتمرات و نتائجها و قبل ظهور فكرة النهضة الزراعية تم اقامة مؤتمر عام لمناقشة قضية الزراعة فى السودان و من هذا المؤتمر خرجت فكرة النهضة الزراعية ثم النفرة الزراعية ولكن انظروا نتائج هذه النهضة او النفرة اصبحت مجموعة اصفار على الشمال ( انظروا الى صفوف الرغيف ) و هل يحق لنا ان نسأل اين ذهبت النهضة الزراعية و اين مشروع توطين القمح فى السودان ؟ و اذا رجعنا الى مظاهرات سيتمير الفائت بسبب الازمة الاقتصادية عقدت مؤتمرين لمعالجة هذه الازمة و لكن نجد نتائجها هى صفوف البنزين و االرغيف و الغاز و ان المواطن العادى يهمه من كل هذه المؤتمرات هى نتائجها التى تخفف له معيشته التى اصبحت ضنكا واذا اخذنا مشكلة دارفور فكم من المؤتمرات قد عقدت و لكن نتائجها ان المواطن الدارفورى ما زال لا يأمن من نفسه او ماله و هناك امثلة كثيرة ولكننا نكتفى بهذه النماذج لذا ندعو القائمين على امر هذه المؤتمرات ان يتقوا الله فى امر بلادهم و شعوبهم و يقوموا بتطبيق تو صيات هذه المؤتمرات لاخراج البلاد و العباد من المازق التى نعيش فيها و اذا كان هؤلاء المسؤلين لا يودون تنفيذ هذه التوصيات فلا داعى عقد هذه المؤتمرات و الصرف عليها فنكون كالمنبت لا ارضا قطعت ولا طهرا ابقى وبالله التوفيق محمد طاهر بشير حامد [email protected]