قطع وزير الدولة بمجلس الوزراء الأستاذ جمال محمود وأحد الفاعلين في أضابير لجان المؤتمر الوطني في عملية الترتيب للمرحلة المقبلة، وما وصف بعملية الإصلاح والإجراءات المزمع إعلانها مساء اليوم وينتظرها الشعب السوداني بتفاؤل حذر وما يثار حولها من ضجيج ومعلومات متضاربة، قطع بأنها خطوات بدأت منذ مدة ليست بالقصيرة، وكون المؤتمر الوطني لها *لجاناً تعمل بصورة دؤوبة وتوصلت إلى حزمة إصلاحات اتفق عليها وستطرح حلولاً تباعاً لكل قضايا وهموم البلاد بتفاصيلها المعقدة والمتشابكة وتجيب عن المسكوت عنه في عملية الوفاق الوطني وملفات التسوية السياسية المتكاملة.. حديث «جمال» جاء في الاحتفالية الأنيقة التي نظمها على شرفه الدكتور محمد محجوب هارون باستراحة أساتذة جامعة الخرطوم ببري أمس الأول وحضرها لفيف من قيادات ورموز مدينة «شركيلا»، وجمال معلوم أنه من الشخصيات الصامتة والفعالة لأقواله وحتى في ذلك اللقاء سيطرت عليه قوميته وصمته والهدوء الذي عرف به في كل محطات عمله حتى استشكل على الكثيرين تصنيفه إلى أية جغرافية في السودان ينتمي، وهذه مع أنها إيجابية لكنها عند البعض سلبية غير محبذة، فجمال دخل ضمن طاقم الحكومة الحالية بقدراته وحفر بأظافره وجهده الفكري ولم يدخل عبر محاصصة قبلية أو جهوية، ولذلك كان منفتحاً وأكثر قومية ولم يشكل نفسه على حجم وإطار المناسبة التى ضمت أبناء منطقته «شركيلا» إحدى ضواحي شمال كردفان، ولكنه فتح أفقه وأطلق للحديث العنان نحو قضايا وهموم البلاد الكبرى انطلاقاً من تجاربه الخاصة ومعايشته وظروف عمله وهو الذي عمل وزيراً للتربية والتعليم بولاية نهر النيل ومديراً للنشاط الطلابي ومسؤولاً عن قطاع الطلاب، ثم كلف وزير دولة بمجلس الوزراء حفيظاً على مخزن أسرار الدولة إلى جانب التزامه التنظيمي الصارم.. دعوة الدكتور محمد محجوب برغم من أنها كانت اجتماعية لكنها تحولت إلى حديث سياسي وتنموي شفيف وصريح حول ضعف التنمية في كردفان وما تعانيه منطقة الوزير من صعوبة في التواصل سيما أن «شركيلا» تتحول إلى منطقة مغلقة في كل عام بسبب سوء الطريق وظروف الأمطار والخيران، فالوزير مع تحفظاته القومية إلا أنه أظهر تعاطفاً مع أهله والتزم بأنه سيجدونه حيث عشمهم فيه وبمثل ما يعطي في وظيفته العامة كل ذي حق حقه بتجرد وتفان فهو أيضاً لا يغفل هموم وأمور أهله ورعايتهم وهو يرى في القيام بحق الأهل من التعبد والتقرب إلى الله وهو واجب شرعي يستوجب القيام به.. فمن حديث الذين عاصروه ورافقوه *في مسيرته وعلموا طريقته وأسلوبه في التعامل عن قرب أكدوا بأنه يرد على أي شخص اتصل على هاتفه المحمول برغم انشغالاته الكثيرة ونظريته في ذلك بأنه يعمل في وظيفة عامة وهو أمر يتطلب منه التحدث لأي شخص طلبه وفي أي وقت.. فالمناسبة قد شكل فيها أهل«شركيلا» بكل قراهم حضوراً طاغ مع حضور أكاديمي نوعي جمله البروفيسور عوض حاج علي والبروفيسور عوض السيد الكرسني بقفشاتهما ومداخلاتهما المرحة والودودة، كما أن الأمير التجاني أو دون كان قد نسج سجل تعارف بين من خلال التقديم ومعرفته بهم وعلاقته الشخصية مع كل فرد، هذا بجانب حضور الزملاء الإعلاميين أبرزهم الصديق الودود يوسف عبد المنان والصديق إبراهيم عربي ووزير مالية جنوب كردفان الأستاذ «ماشا» فكانت لمة اجتماعية على الهواء الطلق المعبق بنفس وأدب العلماء فصاحب الدعوة مفكر وعالم وإنسان خير ظل مهموماً بقضايا السودان وحاجات الغلابة في السودان عامة وكردفان خاصة عبر مساهماته في المنظمات الطوعية وحث الخيرين كما أن الدكتور محمد محجوب ظل دائماً يقدم المبادرات التي تجمع الناس وهو شخصية وفاقية وله تقدير واحترام وخاطر عند معارفه وتلاميذه، وعلى نسق هذه المناسبة احتفى في الماضي بنجاحات كثير من زملائه وأبناء كردفان الذين تقلدوا مواقع نافذة داخل وخارج السودان، ففي ذات المكان احتفل بالسفير عمر عيسى سفير السودان الحالى بالصين باعتباره شخصية وطنية مقتدرة وحقق نجاحات ونقلة نوعية في مستوى علاقات السودان والصين وفي شكلها التجاري والاقتصادي على وجه أخص منذ أن كان يشغل فيه موقع الوزير المفوض والملحق التجاري.. فكانت كلمة محمد محجوب في تلك الأمسية عبارة عن تذكير للجميع بواجباتهم جعل كلاً من الحضور يسأل نفسه حول الذي قدمه في اتجاه واجباته الإنسانية والاستحقاقات الاجتماعية في كل محاورها الصحية والتعليمية والتوعوية والتربوية، فقد كانت مساحة للتذكر والاعتبار برغم أنه قدمها بحذر العلماء وبتبريرات المربين، وقال إن المناسبة اجتماعية خفيفة لا تحتمل العبارات والمفردات القاسية فهو قد غلفها بلغة رصينة ورفيعة استوعبتها العقول التى كانت حاضرة وعقلها الوزير المحتفى به.. نختتم بمخاشنة صغيرة وهي مراجعة لمواقف بعض الرجال ونشير إلى انه وفي الوقت الذي يحتفي فيه الدكتور محمد محجوب هارون بنجاحات الآخرين بسريرة وقلب كبير تغمره السعادة، هناك آخرون بينهم من يعمل ليل نهار لأجل أن يقمط حق الغير ويقلل من نجاحاتهم واجتهاداتهم ويحمل معوله لهدم وتكسير بناياتهم.. سبحان الله! [email protected]