بسم الله الرحمن الرحيم ما افضي اليه اجتماع التيارات المعارضة شكلا ومضمونا يعتبر تمايزا مهما ومطلوبا للصفوف .. ليس لان التفرق هو الافضل.. فلا عاقل يقول بذلك ..ولكن لتبيان المواقف الحقيقية لكل طرف . فقد كان منطقيا وملفتا مقاطعة الحزبين المشاركين في الحكومة للاجتماع .. والاسباب المذكورة لحزب الامة لمقاطعة اجتماعات المعارضة شكلية لم تكن لتمنع الاجتماع من الالتئام .. فحزب الامة منذ مؤتمر الخريجين وعبر حقب مختلفة ومرورا بالتجمع في اسمرا وحتي الان يرفع شعار الهيكلة ككابحة لاتفاقه مع الآخرين .ولئن رأي البعض جديدا في موقف الشعبي .. فكثيرون اشاطرهم الرأي يرون غير ذلك .وقد نبهت في مقال سابق عن ان خطاب الوثبة انما كان عن اتفاق مصالح بين التيارات التي ترفع الاسلام واجهة للعمل المثبت للطائفية والطفيلية الاسلاموية . ولا يشترط ذلك عقد اجتماعات بينهم . وحسنا فعل التجمع في بيانه الاخير عندما اوضح ان المنشقين انما ينحصر أقصى دور لهم في فضح نظامهم .وهذا في تقديري لا ينطبق علي المنشقين بعد هبة سبتمبر وحدهم .. بل ويشمل المؤتمر الشعبي نفسه . فحديث الشعبي عن ضرورة الحوار مع النظام باي مبرر.. لا يوضح إلا الاتفاق علي إبقاء الإسلام السياسي ..وحديث جماعات الاخوان المسلمين المختلفة هذه الايام كما يكتب اسحاق فضل الله ويصرح الجميعابي عن ان المفاصلة الاولي كان لتفادي ضربة امريكية .. وإن اتفق مع شكوك المناوئين لهم من البداية .. مضافا اليه انشقاق الاسلامويين بعد هبة سبتمبر ..كله يصب في ادعاء الامساك بخيوط اللعبة التي انسربت من ايديهم بلا ادني شك .. وهذه قناعة الكثيرين معارضين ..النشطاء منهم والواقفين علي رصيف الانتظار .. ومهما كان وزن الاحزاب التي اتفقت في البيان الاخير وامكاناتها ..فان موقفها هو الموقف المعبر عن نبض الشارع السوداني حتي الرافض لهم .. فالاسلام السياسي بالمفاهيم التي روج لها حقبا من الزمان .. قد اصبح بضاعة كاسدة في سوق السياسة ..والعجيب انهم لجاوا الي نفس المبررات التي يقول بها من يعادونهم من الأيديولوجيين من التيارات اليسارية والقومية في القول ان فشل التجربة لا يعني فشل الفكرة وإن استبدل الاسلامويون مفهوم الفكرة بالدين في في خلط بين ومتعمد للامور .. وابعاد العمل السياسي عن كونه جهدا بشريا خاضعا للخطأ والصواب . ومن حيث لا يحتسب بيّن حسين خوجلي في برنامجه امس في تعليقه علي موقف الشعبي وتاييده للحوار مع النظام دون شروط وتاييده شخصيا لذلك ..ان اطراف الجبهة الوطنية قد عادت ( لتنقذ ) السودان كما انقذته في مناسبات سابقة .. ويقصد بها احزاب الامة والاتحادي والاخوان .. وبتعبير بيان المعارضة باعتبار الجبهة الثورية شريكا اصيلا .. تم التمايز الكامل للصفوف .. وهو خير. [email protected]