* بما أنه ما من سبب (عقلاني) لهزيمة المريخ المذلة أمام الفريق اليوغندي فدعونا نبحث عن سببٍ (لا عقلاني!!).. * فلا المطالبة برحيل (الشاطر) كروجر تجدي نفعاً، ولا الصراخ في (جالبيِّ الكأسين) من اللاعبين، ولا التطيُّر ب (باذل المال) جمال الوالي.. * فكروجر هذا هو صاحب (الإنجازات) السابقة مع المريخ - محلياً وإفريقياً - التي أهّلته للعودة إلى ديار الأحمر مرة أخرى.. * واللاعبون هؤلاء هم الذين أنهوا الموسم السابق بتتويج مزدوج - الدوري والكأس - فضلاً عن الأداء الرفيع مع بطل أندية العالم بايرن ميونيخ.. * ورئيس النادي هذا هو من وفَّر من أسباب النجاح ما قد يعجز عنه حتى رئيس نادي برشلونة.. * فالأسباب العقلانية (المنطقية) كافة كانت ترجح - إذاً - فوزاً كبيراً للمريخ على فريق كمبالا سيتي الذي بزَّه شهرةً النادي المصري ذاك ب (فضل) عادل إمام.. * فعادل إمام هذا دخل في غيبوبة طويلة - حسب أحداث الفيلم - ليخرج منها ب (وعي) دون (ذاكرة!!).. * وخلال (مذاكرة) بينه وبين مرافقه بهدف تنشيط الذاكرة هذه - واستعادتها - سأل إمام مرافقه هذا عن النادي الذي كان يشجعه قبل فقدانه الوعي.. * ثم انتفض عادل إمام صارخاً: (إييييه؟!) - من شدة الدهشة - حين همس مرافقه في أذنه حياءً: (حضرتك كنت بتشجع أسمنت أسيوط!!).. * وربطاً بين غيبوبة عادل إمام هذه والأسباب (غير المنطقية!!) لفضيحة المريخ نذكِّر بغيبوبة جماعية كانت قد أصابت فتيات إحدى مدارس القاهرة الثانوية.. * فقد جاء تشخيص علماء النفس للظاهرة تلك بأنها (عدوى نفسية جماعية!!) أشبه بعدوى (التثاؤب).. * أو هو شيء أشبه بالجنون الجماعي المؤقت الذي يصيب الجنود في ساحة المعركة تأثراً بجنون جندي (واحد) جراء رؤيته زميله تطيح بنصف جسده قذيفة مدفع أمامه.. * والذي أصاب طالبات دنقلا الثانوية - عندنا هنا في السودان - قد يكون بفعل العدوى النفسية هذه ذاتها وإن كانت ذات أثر فسيولوجي تثمل في أعراض أشبه بأعراض التسمم.. * وللسياسة من العدوى هذه نصيب - كذلك - بمثلما حدث من (نزوع جماعي نحو القسوة!!) تجاه رموز إنقلاب (71م) من تلقاء نميري وأعوانه إلى حد تأثر (صغار الحراس) بها.. * ومثلما حدث في عهد الإنقاذ هذا - أيضاً - من (ميل جمعي نحو السخرية!!) من المعارضين وثقَّ له التأريخ بمفردات من قبيل (النطيحة) و(أولاد الحرام) و(لحس الكوع) و(الشحادين).. * وأمسية فضيحة المريخ حدث غياب جماعي ل (الوعي الكروي!!) حتى ما عاد هنالك فرق بين المريخ (العالمي) وأسمنت أسيوط (بتاع عادل إمام).. * أما (العدوى!!) هذه - التي أدت إلى إنعدام التركيز - فقد يكون سببها شخص (واحد)؛ إما لاعب هو، وإما إداري، وإما فرد في جهاز التدريب.. * وبالنظر إلى حالة (الذهول!!) التي بدا عليها مايكل كروجر - أثناء المباراة - فإننا نرجح أن يكون المدرب نفسه هو سبب (توهان!!) لاعبي المريخ داخل الملعب.. * ومن كروجر هذا انتقلت العدوى إلى اللاعبين كافة بما فيهم حارس المرمى الذي استحق - عن جدارة - لقب (شعيرية!!) الكوميدي.. * أما لماذا كان (غائباً عن وعيه!!) - كروجر - فهذا ما لا علم لنا به مع عدم استبعاد أيما سبب ولو كان (شخصياً بحتاً).. * فعقب خروج البرازيل من مونديال كأس العالم على يد فرنسا أبرزت بعض الصحف الرياضية عناوين - تبريراً للهزيمة - خلاصتها (فتش عن المرأة!!).. * والمرأة هذه كانت خطيبة (هداف) البرازيل رونالدو التي قيل إنها صارحته بمفارقتها إياه قبل المباراة بسويعات.. * و(تاه) نجم المنتخب - وهدافه - في المباراة تلك مثل (توهان) لاعبي المريخ أمسية منازلتهم كمبالا سيتي.. * ثم انتقلت (عدوى التوهان!!) إلى زملاء رونالدو أجمعين.. * ونقول أخيراً - خلافاً لأغلب التوقعات - إن المريخ قادر على هزيمة (أسمنت أسيوط)، أعني كمبالا سيتي، في عقر داره.. * فقط المطلوب معالجة الأزمة النفسية ل (مصدر العدوى!!) كروجر.. * حتى لو كان سببها (المرأة!!)... * إمرأته...!!!!!! الصحافة