كل عام وجميع المحبين بخير وعافيه وبعيدا عن متشدقي العلم مدعيي التدين اهنئكم جميعا واهنئ احبابكم بمناسبة هذا اليوم الذي اتفق السواد الاعظم من بني الانسان في هذا العصر بتسميته بعيد الحب وعلى اختلاف من تحبون وكيف تعبرون يحضرني هنا قول اهل التصوف – الماعندو محبة ماعندو الحبة- ورغم لطافة المناسبة اسمحو لي ان اقودكم عبر سطور هذا المقال لزوايا في التقدير لم تخطر على بال الكثيرين آملا الا يكون مقالي سبب نكد في يوم سعيد وأأمل ان يكون مدعاة للملاحظة بشكل خفيف بعيدا عن الضجر اخوتي الافاضل تقول العبارة السيارة ان الارقام لاتكذب وهذه عبارة سليمة حيث ان معادلات الطرح والجمع والقسمة والضرب امور ثابته ولها قواعد محكمة لاتحيد عنها وبذا يكون منتوج اي عملية حسابية رقما صادقا لايكذب هو ولو كذب قائله وفي حسابات العصر اللذي نعيشه تحكم حياتنا المعادلات الرياضيه والارقام بشكل يفوق ملاحظتنا فكل ماحولنا له علاقه مباشرة بالارقام والدول تقاس في اوزانها وفي نجاحاتها وفي مدى تقدم وتطور مجتمعاتها وتقييم اداء الحكومات فيها بالارقام , فنسمع مثلا ان الدولة الفلانيه معدل نموها كذا وحجم اقتصادها كذا ومواردها كذا .. الخ, وقيمة الزمن هي القيمة التي تحكم كل شئ فالتطور السريع لكوريا الجنوبية مثلا هو امر مذهل اذا حسبنا انها كانت في حال اقل من ناحية الاقتصاد من بعض الدول العربيه في مطلع الستينات وهي اليوم تتفوق بعدة اضعاف على دول عربية كان ينظر اليها كدول واعده, واذا ماشئنا ان نفهم الى اين تسير اي دولة واي حكومة يمكننا فهم ذلك من خلال الارقام فارقام اليوم تعكس شكل الغد ولدينا هنا في السودان ديونا خارجية تقارب الخمسين مليار دولار وهي تزيد نتيجة لتراكم الفوائد واذا ماعلمنا ان ميزانيه السودان تتجاوز قليلا في احسن حالاتها العشرة مليار دولار يمككنا التقدير – وهو تقدير مجازي فقط- ان السودان لو جنب كل ميزانيته للاستثمار في مشروع ما وهذا المشروع يحقق له ربحا صافيا مقدارة 30% سنويا فيمكن للسودان ان يسدد ديونه خلال العشرين عاما المقبله!!, ولكن هذا ليس حلا فلا يمكن للبلاد ان تصوم عشرين عاما لتسدد دينا ليس هكذا تدار الدول والميزانيات فدعونا ننظر كيف هي معادله التطور في السودان في الوضع الراهن وهنا المسأله حساب وكل كارهي الحساب يمتنعون: التطور من ناحية الدول هو فعل ايجابي في زمن محدد ينقل الحال من وضع ماثل الى وضع افضل, والزمن هو العامل الاكثر اهمية حيث ان وجود طرق جديدة مثلا في بلاد نما سكانها بحوالي 50% او ازدياد المدارس والجامعات لا يعد تطورا بل هو نمو طبيعي اذ ان التطور لابد ان يسبق حاجة الناس الى البحث عن راحة الناس ورفاهية الشعب وعامل الزمن هذا هو الحاسم في المسأله ولننظر كيف تتعامل حكومتنا الرشيدة معنا كشعب ومع زمننا كامة سودانية –زاوية حساب بسيطه-: لو افترضنا ان المتعاملين مع دوائر الحكومة في اليوم الواحد في كل ارجاء السودان هم فقط 5000 شخص وكل شخص تنتهي معاملته في ساعه واحده –انتو عارفين انو مرات مواضيع هايفه بتاخد ايام- فتكون الحكومة الرشيدة اضاعت من وقت الشعب 5000 ساعه كل يوم ولنحسب ان ايام العمل في الشهر 20 يوما فقط باعتبار الاجازات ثم لنحسب كم يضيع من زمن الشعب في الشهر وفي العام وكم يعادل ذلك من السنوات 5000 ساعه في اليوم 100,000 ساعه في الشهر 1,200,000 ساعه في العام ولنحول هذه الساعات لايام لكي نعرف كم يوما تضيع علينا الحكومة بقسمة الساعات على 24 لمعرفه الايام وعلى 30 لمعرفه الشهور وعلى 365 لمعرفه السنوات لنجد ان الحكومة تضيع من زمننا في العام الواحد 1,200,000/24 ساعه = 50,000 يوم / 30 = 1,666 شهر / 12 = 138 سنة!! بصورة لاتقبل التشكيك تضيع علينا الحكومة 138 سنة كل اثناعشر شهرا تعطل فيه شؤوننا لمده ساعه واحدة وبصورة تقريبيه يضيع من زمان بلادنا وزماننا 6 اشهر كل يوم !! وفي معادلة اخرى سمعت يوما من احد المسؤولين تصريح قال فيه ان العاملين في الدولة مليونان ونصف المليون انسان وانا سأعتبر ان تقديره خاطئ وسافترض ان العاملين في الدوله مليون انسان فقط وان هؤلاء العاملين مثابرين نشطين لايضيعون من الزمن في اللاشئ الا ساعه واحده اثناء يوم العمل لتكون الحسبه كما يلي: ساعه واحده تضيع سدى من موظف الدولة وهم مليون موظف فتكون الساعات الضائعه مليون ساعه في اليوم في عشرين يوم عمل في الشهر تساوي عشرين مليون ساعه في اثناعشر شهرا يكون المجموع مئتان واربعون مليون ساعه ضائعه في العام فكم يكون عدد السنين التي يضيعها موظفو الدولة في العام الواحد والشهر الواحد واليوم الواحد؟!! هل عرفتم لماذا تتقدم الدول ونتأخر نحن؟؟ وهل تعرفون كم ضاع من زمن السودانيين عندما تأجل خطاب الرئيس -بتاع الوثبه- من الساعه الثامنة والنصف الى الساعه التاسعه والثلث؟ [email protected]