تحين لحظات، ساعات أو أيام لأداء فعل ما يأتي بنتيجة جيدة مثلاً الزراعة مواقيت ولا زال سكان الشمال يستخدمون مواقيت قديمة وشهوراً قديمة الأسماء لتحديد المواقيت للزراعة للمحاصيل ولا تجاوز الميقات مثلاً أمشير – كهيك – برهمات – هي شهور قديمة تاريخية لكنها لازالت توقت شأنها شأن الشهور العربية التي توقت لفرائض العبادات ( رمضان – ذو الحجة ) والشهور هي ميقات للفرص وكذا الأحداث أو المناسبات أو المصادفات قد تكون ميقات لفرصة سعيدة أو مربحة أو مريحة أو آمنة مثلاً لو ( التي من عمل الشيطان) مربوطة بالفرص لو غادر القذافي ليبيا بعد شهر من الثورة لحفظ حياته من قتل المذلة لو فعل كذا لكانت النتيجة كذا ولكنه لم يفعل وضاعت الفرصة. مثال في السودان لو لم يتمرد بعض أهل دارفور على السلطة المركزية عام 2003 لوجدوا حظاً في التنمية ولحفظوا أرواحاً عزيزة على السودان ولوجدوا ثروات بديلة تغني الفقيروتطعم الجائع. صدفة قادت أبناء ولاية نهر النيل من أفقر الولايات وبفضل صدفة التعدين البدائي تتقدم ويعرف أبناؤها الفقراء معنى آخر للحياة صدفة وفرصة كانت سبيل لكسب عيشهم بدل زراعة قليل عاندها بعضهم الآن أفضل من أبناء جيلهم في المدن المشعة بالكهرباء والبهاء فرصة فيها عنصر الزمن والمصادفة المهم والفرصة فيها عنصر الجرأة والشجاعة فليس الرجل الذي يصرع الرجال هو الشجاع فقط. والمخترعون عندما تأتي الفكرة يجربون ويجربون فتأتي لهم الفرص فيستغلونها.. باحث مخترع يعمل في دواء معين لعلاج معين يرى له آثاراً لم يتحسب لشيء آخر فيترك هذا إلى ذلك . إلى أن تأتي الفرصة بالفتح الكبير وجائزة نوبل وعدد من الملايين. فالفرصة هي وليدة الأقدار حركتها في الغيب الأبدي ولكنها موجودة تمشي بين الناس وبين دفات الكتب وحيوات الناس وأبحاث العلماء توجد فرص لاكتشاف شيء في الدول المتقدمة معاهد مؤسسات أفراد جامعات ومعاهد تبحث وتبحث في أي شيء البشر أوتوا من العلم قليله وهم في سعي لاستزادته باستمرار. الدول التي لاتنشئ مراكز الأبحاث لا تنجح فنتائج الأبحاث التي تظهر في دول أخرى ربما تكون من أسرار الدول فلا أحد يتكرم على أحد في العالم بنتاج عقله وإن تكرم بالحديث عن منتج ما فلا أحد يعرف كيف تم ذلك. الفرصة غالباً ما تضيع بين الأصابع سريعة التبخر والاختفاء في فضاء عدمي ربما لا تدرك في حينها إلا بعد زمن عندما يتحسر الناس عليها. السودان أتته فرص كثيرة في التقدم ومكافحة الفقر وبناء الأساس المتين لدولة التصالح والحرية والشفافية أضاع أهل السودان فرصاً كثيرة وعطلوا تطور السودان. أضاعت ثورة مايو الظافرة المنتصرة بإذن الله ستة عشر عاماً نصف عمر جيل بأكمله تلاعبت فيها بمشاعر وأحلام أهل السودان وكانت المحصلة صفراً كبيراً، أضاعت فرصاً ذهبية على بلادها كانت العلاقة مع العالم كله عسل ولبن شرقاً وغرباً ولم تستفد من تلك العلاقة في تطوير البنية الأساسية للبلاد ودمرت بعضها.. منها وسيلة التواصل التاريخية السكك الحديدية لأسباب سياسية أضاعت فرصاً بالملايين على بلادهم فقد كان رئيسنا القائد لا يحس بهذه الفرص لم يراها فكان هو رئيس الاتحاد الاشتراكي الحزب الواحد للثورة التي تراجع ولن تتراجع ترهات سياسية وعبط وجهل فكري شاركه فيه سياسيون ميكافيليون يمكن أن يغيروا جلودهم كأفاعي صحراء نيفادا. كان السودان متوازناً اقتصادياً له فوائض وإنتاج وكانت الاتفاقية الأولى مع الجنوب سارية وزاهية وظهرت بشائر البترول وكل ذلك دمره ذلك النظام لاستجابته لدوافع أحياناً مجهولة وغير مدروسة فاتفاقية أديس أبابا خرقت لم يكن هناك أدنى سبب أن تتدخل الدولة بين مكونات الجنوب السياسية المختلفة وهذه فرصة أضاعتها قيادة السودان آنذاك وسدد ثمنها الشعب السوداني غالياً . فرص كثير ضاعت في وضع البلاد في طريق النماء والتطور. الجلبة والضوضاء التي أحدثها السودان قبل عشرين سنة أضاعت عليه الكثير ووضعت على الأعناق أغلال المقاطعة والمحاربة والمكافحة فدفعت البلاد والعباد الدماء والأرواح وعانت من الشك فلا أحد يصدق السودان مثلما يصدقون يوغندا . العالم الغربي يتوجس ويخاف من أشباح الظلام الإرهابية حتى لو كانت وهماً مصادفة شريرة وقع فيها السودان بنية طيبة وزرع هذا الشك فجنى المقاطعة حتى من دول الخنازير كاليونان دولة زورت في أرقام اقتصادها وأكلت أموال جمة خوفاً من انهيارها ولكن الفرص التي تضيع تخلف في القلب حسرة إن ضاعت على فرد وإن ضاعت على وطن فهي أشد مضاضة على مكونات الوطن واستقراره ومستقبله إذن لابد من وضع أجهزة استشعار حساسة لاقتناص الفرص.. التاريخ لا يكرر نفسه وكذا الفرص. وإدارة الدولة المعقدة الحديثة بنظرية رزق اليوم باليوم وحل الأزمة بمشكلة والتفريط والإفراط لم تعد تحل . ليس المهم في الدولة المكاتب والإدارات والوزارات والبيرقراطية هذا عمل الموظفين المهم جهاز يفكر ويبحث وينظر ويقدر . جهاز تنقيب عن الفرص الحقيقية في الاستثمار في الترتيب والنظام في التقدم في التحضر في التعايش بسلام في تغيير الاحتقان وإفراغه في التنمية في أسعار الفرد في تنمية الثروة في خلق التحديات. الفريق شرطة / صلاح الدين أحمد الشيخ